البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الباحثة المصرية المقيمة في أمريكا سينثيا فرحات تتحدث لـ"البوابة": مساجد الولايات المتحدة تحت سيطرة "الإخوان".. ومنابر "الإرهابية" تُحرض على قتل السيسي وهدم الدولة المصرية

الباحثة المصرية المقيمة
الباحثة المصرية المقيمة فى أمريكا سينثيا فرحات

جلست مع 54 نائبًا بالكونجرس لحظر نشاطات «الجماعة»
أدعو الأزهر والكنيسة للابتعاد عن السياسة.. والحرب القادمة على الإرهاب يجب أن تكون معلوماتية

محللة سياسية وباحثة مصرية.. عضوة مؤسسة فى حزب مصر الأم والحزب المصرى الليبرالي، اللذين تأسسا على خطى حزب الأحرار الدستوريين بنهج الدكتور أحمد لطفى السيد، أب الليبرالية المصرية، وكان رئيسهم المرحوم محسن لطفى السيد، وكانا يهدفان لإعادة القيم الليبرالية المصرية التى اندثرت وتشوهت من قبل أعداء الحرية فى مصر، ونحن نؤمن بالنظام الجمهورى البرلمانى العلمانى الحديث، أيضًا هى ناشطة حقوقية.
لا تزال جماعة الإخوان الإرهابية، تتحرك بكل أريحية فى الولايات المتحدة الأمريكية، للتحريض ضد مصر من هناك، ولا يزال الكونجرس الأمريكى يدرس حتى الآن مشروع قانون حظر نشاطات الجماعة فى بلاده، وهنا ظهرت أسماء مصرية وطنية كثيرة سعت لخدمة مصر رغم وجودها فى أمريكا، وعلى رأس تلك الأسماء الباحثة المصرية، سينثيا فرحات، التى عقدت جلسات مطولة مع ما يقرب من 54 نائبًا بالكونجرس الأمريكى للمساهمة فى حظر نشاطات الجماعة.
عن تفاصيل هذه الجلسات، وعن كواليس اجتماعات اللوبي الإخواني المحرض ضد مصر في أمريكا، كان لـ«البوابة» هذا الحوار مع سينثيا فرحات.
■ لماذا خرجتِ من مصر؟
- خرجت من مصر بعد أن توفي أحد أصدقائي المرحوم مايكل مسعد في حادث ماسبيرو، وبعد مئات التهديدات من الإسلاميين، فقد كنت أعلم أن حياتى في خطر، والآن أعيش في العاصمة الأمريكية واشنطن مع زوجي وأسرتي.
■ هل هناك اضطهاد للتنويرين في مصر؟
- بالطبع.. هناك اضطهاد للتنويرين في مصر، فلهذا اضطررت لترك منزلي وبلدي والسفر، والاضطهاد مستمر، وبمعدلات غير مسبوقة، بدليل الحكم الذي صدر على الشيخ محمد عبدالله نصر، بتهمة ازدراء الأديان، فلم يحدث في تاريخ مصر أو أي دولة قانون في العالم أن يعاقب فرد على تهمة واحدة أربع مرات.
■ هل اجتمعتِ مع أعضاء الكونجرس الأمريكي لحظر جماعة الإخوان الإرهابية؟
- تقابلت مع ٥٤ عضوا وسيناتورا بالكونجرس الأمريكي إلى الآن، ولدي العديد من المقابلات الأخرى من أجل هذا الغرض.
■ وكيف كانت هذه الاجتماعات؟
- في اجتماعاتي بأعضاء مجلس الشيوخ أقوم بعرض كامل لتاريخ الإخوان وتورطهم فى تأسيس معظم، إن لم يكن جميع الجماعات الإرهابية فى العالم، من التكفير والهجرة، إلى الجماعة الإسلامية، إلى حماس والقاعدة وحتى داعش، أيضًا أعرض ما أطلق عليه الإخوان، «عملية جهادية حضارية»، وهو اختراق مركز السلطة والتعليم والإعلام في أمريكا، والمصطلح وجد في وثيقة كتبوها عام ١٩٩١ في أمريكا الشمالية لكيفية تدمير الغرب من الداخل، وكانت تلك الوثيقة ضمن المضبوطات في أكبر قضية تمويل إرهاب في تاريخ أمريكا، والمعروفة بقضية مؤسسة الأرض المقدسة عام ٢٠٠٧- ٢٠٠٨.
■ ماذا طلبتِ من أعضاء الكونجرس؟
- هناك قانون في الكونجرس يطالب بإدراج الإخوان جماعة إرهابية، والهدف من مقابلاتي هي الطلب من أعضاء الكونجرس تبني القانون حتى يتم التصويت عليه، وبالفعل نجحت في إقناع العديد من أعضاء الكونجرس بتبني القانون والعدد يتزايد باستمرار.
■ لك أبحاث عن كوادر الإرهاب والإرهابيين.. فماذا عن تلك الأبحاث؟
- نعم.. للأسف الشديد هذا صحيح، هناك العديد من الإرهابيين تلقوا تدريبهم العقائدي في الأزهر، مثل عبدالله عزام مؤسس تنظيم القاعدة، وأبوبكر شيكاو أمير بوكو حرام، وأبوأسامة المصري، الذي قالت عنه المخابرات البريطانية إنه العقل المدبر وراء إسقاط الطائرة الروسية في سيناء، وبالطبع وأخطر خريجي الأزهر على الإطلاق، الشيخ عمر عبدالرحمن.
وأنا أستغرب أن يقوم الأزهر بإعطاء هذا الرجل شهادة الدكتوراة عام ١٩٧١ في رسالة تعرف باسم «موقف القرآن من الخصومة» وهذه الرسالة تحولت بعد ذلك إلى الوثيقة التي تم تأسيس الجماعة الإسلامية وتنظيم القاعدة الإرهابي على أساسها، وحصل «عبدالرحمن» بسببها على شهرته ومكانته العالية في الأوساط الإرهابية، وخاصة في ظل تحريضه فيها على هدم الدولة وقيامه بتكفير جميع المسلمين غير المنتمين لجماعات إرهابية، ولعلمك فإن عمر عبدالرحمن كان القائد الفعلي لتنظيم القاعدة بعد وفاة عبدالله عزام.
■ من أبرز أعضاء اللوبي الإخواني في أمريكا؟
- كثيرون للأسف.. ولكن أدعى أن أخطرهم وأكثرهم تطرفًا هو محمود الشرقاوي، المتحدث الرسمي للجمعية المصرية الأمريكية للحرية والعدالة، وأسامة حسن، رئيس المركز الإسلامي في نيوجيرسي، والذي يدير مدرسة الغزالي التي يتولاها الشيخ المجهول فرغل علي، والذي يحرض على الرئيس السيسي في خطبه في المسجد المصاحب للمركز، هذا بجانب المتطرف الشيخ محمد البر، نائب رئيس جامعة المنارة وعضو مجلس الأئمة في نيويورك ونيوجيرسي، وإمام مسجد مصعب بن عمير الذي حرض على قتل الرئيس السيسي في أحد اجتماعاته مع أعضاء الجمعية المصرية الأمريكية للحرية والعدالة.
وبمناسبة المساجد الأمريكية في المدن الكبرى، فكلها تحت سيطرة مشايخ جماعة الإخوان الإرهابية، وكلها تحرض ضد الرئيس السيسي ومصر، واستغرب كيف يصلون إلى هذه المساجد التي لا يؤمها إلا الحاصلون على إذن من الأزهر الشريف.
■ من وجهة نظرك، كيف تكون المحاربة الحقيقية للإرهاب؟
- ليست هناك وسيلة حرب أهم من حرب المعلومات، والمعلومات الصحيحة الدقيقة المثبتة وغير المبالغ فيها، لأن المبالغة وأي معلومة ليست دقيقة تفقد المصدر مصداقيته، فمثلًا العديد من أعضاء الإخوان والجماعات التابعة لها المتواجدين فى الولايات المتحدة يغيرون أسماءهم عندما يحصلون على أوراقهم في أمريكا، ليصعب على الباحثين مثلي معرفة تاريخهم وتاريخ نشاطهم.
من المهم أن تكشف الحكومة المصرية عن هويتهم، وعن مصادر تمويل الإخوان في الغرب والدول الأخرى، هذه معلومات مخابراتية تملكها الحكومات وغير متاحة للباحثين مثلي، وهذه معلومات جوهرية تسهل عمل كل من يهتم بكشف الملف الإخواني، يجب أن تستمر الحكومة في الكشف عن تورطهم في العمليات الإرهابية، ليست فقط التى تحدث في مصر، ولكن التي تحدث في باقي الدول، وخاصة الدول الغربية.
وما يحدث للشيخ عبدالله نصر وباقي ضحايا قانون ازدراء الأديان المخجل، فبقايا الإخوان والمتعاطفون معهم يتسببون في سجن الشيخ نصر، والحكومة المصرية تبتلع الطعم، لأنه يدغدغ المشاعر الدينية، وبعد ذلك يذهب الإخوان للكونجرس لإثبات ادعائهم - الصحيح فى تلك الحالة - أن الحكومة تسجن الأبرياء مثل الشيخ نصر، ليبرروا استنكارهم لحبس باقي الإرهابيين من الإخوان كأنهم أبرياء، وبهذا يضرب الإخوان عصفورين بحجر واحد، يضربون معارضيهم من المتنورين فى مصر، ويفضحون الحكومة المصرية أنها منتهكة للحريات والكرامة الإنسانية فى الخارج.
■ من وراء الفتن الطائفية التي تحدث فى مصر؟
- التعاليم الدينية المتعصبة، والتفرقة بين المسيحي والمسلم والبهائي والملحد أو الرجل والمرأة أو الأسود والأبيض، تلك التفرقة التي لا تهدف إلا لشيء واحد وهو إسقاط الدولة. باختصار، التطرف الديني هو سمة الجهلاء والخونة، وفي بعض الأحيان لا تستطيع تفرقة الجهل عن الخيانة العظمي.
■ ما رسالتك لكل من الرئيس السيسي.. البابا تواضروس.. شيخ الأزهر الشريف؟
- رسالتي للأزهر والكنيسة واحدة: اخرجوا من السياسة وحافظوا على أديانكم من الإهانة، واحفظوها داخل المساجد والكنائس ودعوا السياسة للمختصين، فالأديان خارج دور العبادة مثل الحلوى التي تجذب الذباب.
أما رسالتى للرئيس السيسي، فأقول له: سيادة الرئيس أنا لا أكن لك غير الاحترام والتقدير والعرفان، وأرجوك أفرج عن الشيخ محمد عبدالله نصر، لأن كل يوم يقضيه داخل السجن، يمول أعداءك بذخيرة ضدك وضد مصر، وبارك الله في مصر لتبقى إلى الأبد متحدة حرة راقية ومتحضرة وجميلة.