البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

للبيت رب يحميه.. تاريخ محاولات استهداف بيت الله الحرام

البوابة نيوز

"للبيت رب يحميه" عبارة أطلقها جد النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبدالمطلب بن هاشم، تتردد في أذهاب جموع المسلمين عقب أي محاولة إرهابية تستهدف بيت الله الحرام بمكة المكرمة.
وفي 23 من يونيو 2017 أعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، أن قوات الأمن أحبطت عملًا إرهابيًا كان يستهدف أمن المسجد الحرام ومرتاديه.
وقال إن مجموعة إرهابية تمركزت في ثلاثة مواقع، أحدها في محافظة جدة، والآخران بمكة المكرمة، مضيفًا أن الأمن أحبط العملية الأولى في مكة بحي العسيلة، فيما أحبطت الثانية بحي أجياد المصافي الواقع داخل محيط المنطقة المركزية للمسجد الحرام”.
ولفت الأمن السعودي إلى أن انتحاريا كان مختبئًا في أحد منازل حي أجياد، بادر بإطلاق النار على أجهزة الأمن ليفجر نفسه لاحقًا بعد أن ازداد الخناق عليه.
ويحظى البيت الحرام بقداسة وتعظيم جميع المسلمين في أنحاء العالم قبل وبعد الإسلام.
وأعاد بيان وزارة الداخلية السعودية الصادر الجمعة الماضية الذاكرة إلى حوادث إرهابية سابقة استهدفت الحرم المكي ومقدساته.
وكشف البيان عن إحباط عملية إرهابية كادت تستهدف المعتمرين والمسجد الحرام في مكة المكرمة، ورصدت "البوابة نيوز" تاريخ محاولات استهداف بيت الله الحرام.
-ملك الحبشة ومحاولة هدم الكعبة
في عام 570 الميلادي، وقبل أشهر قليلة من ميلاد النبي محمد، عزم أبرهة ملك الحبشة على هدم الكعبة المشرفة في مكة، مستخدمًا فيلًا ضخمًا في مقدمة جيشه، ولكن الله أهلكه وجيشه والفيل بالطير الأبابيل، وذلك بعد أن شيد كنيسًا حتى يقصده الناس للحج، وأيضا لتنشيط حركة السفر والتجارة في بلاده٬ ولكن أحدًا لم يأت لها. 
احتراق جزء من الكعبة
في سنة 680 ميلادية، لما مات معاوية بن أبي سفيان، سادس الخلفاء في الإسلام ومؤسس الدولة الأموية بايع المسلمون ابنه يزيد خليفة للمسلمين٬ ولكن عبدالله بن الزبير رفض مبايعته؛ فأرسل يزيد جيشا إلى المدينة بقيادة مسلم بن عقبة فدخلها ثم اتجه إلى مكة٬ ولكنه توفي قبل أن يصل إليها٬ فخلفه في قيادة الجيش الحصين بن النمير، الذي حاصر مكة لفترة٬ واستطاع الحصين أن يسيطر على جبل أبي قبيس وجبل قعيقعان في مكة؛ فأخذ الحصين يرمي الزبير وأتباعه بالمنجنيق الذي اخترق جزئًا من الكعبة وتهدم.
تكرار احتراق الكعبة
وبعد أربع سنوات تولى عبدالملك بن مروان "الأموي" خلافة المسلمين، أراد أن يجمع المسلمين تحت إمرته٬ وعهد إلى الحجاج بن يوسف الثقفي، بالسير إلى مكة للقضاء على عبدالله بن الزبير؛ فزحف إلى مكة في موسم الحج٬ ونصب المجانيق٬ فتحصن ابن الزبير في المسجد٬ وأخذت أحجار المنجنيق تتساقط على البيت الحرام٬ وبسبب هذا القصف احترقت الكعبة٬ فاضطر ابن الزبير إلى الخروج للقتال مع جماعة من أتباعه حتى قتلوا جميعا وانتهى الأمر بمقتل عبدالله بن الزبيروبعد أن سيطر الحجاج على مكة أعاد ترميم الكعبة والبيت الحرام من جديد.
-هدم جزء من الكعبة 
وفي العام 929 م، شن أبو طاهر القرمطي٬ زعيم القرامطة في البحرين، وهم طائفة من الشيعة ينتمون للمذهب الإسماعيلي غارة على مكة بينما يحرم الناس للحج؛ حيث وافق تاريخ الغارة يوم التروية "وهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة وهدم جزءًا من الكعبة٬ وسرق الحجر الأسود٬ وقتل عددًا كبيرًا من الحجاج٬ ووضع الحجر الأسود في بيت كبير٬ وأمر القرامطة من سكان منطقة القطيف "شرق السعودية" بالحج إلى ذلك المكان٬ ولكن الأهالي رفضوا تلك الأوامر٬ فقتل القرامطة أناسا كثيرين من أهل القطيف٬ بلغ عددهم قرابة الـ30 ألفًا، وبقي الحجر الأسود في حوزتهم لمدة 23 عامًا، حتى رده إلى الكعبة واحد منهم يدعى سنبر.
-محاصرة المصلين داخل المسجد الحرام
وفي 20 نوفمبر 1979، اقتحم أكثر من 200 مسلح الحرم المكي الشريف، مدعين ظهور المهدي المنتظر بقيادة جهيمان العتيبي؛ حيث دخل وجماعته المسجد الحرام لأداء صلاة الفجر يحملون نعوشا لأداء صلاة الجنازة عليها٬ وما أن انقضت صلاة الفجر٬ حتى قام جهيمان في المسجد الحرام ليعلن مزاعم أمام الناس بظهور المهدي المنتظر وفراره من "أعداء الله" واعتصامه في المسجد الحرام؛ حيث قدم جهيمان صهره محمد بن عبد الله القحطاني على أنه المهدي المنتظر، ومجدد هذا الدين٬ وقام وأتباعه بمبايعته٬ وطلب من جموع المصلين مبايعته أيضا٬ وأغلق أبواب المسجد الحرام؛ حيث وجد المصلّون أنفسهم محاصرين داخله٬ وفشل حراس الحرم في التعامل معهم فاستدعوا مزيدًا من قوات المشاة والحرس الوطني٬ وفي النهاية تم القبض على عدد منهم وقتل الباقي٬ وحكمت المحكمة بإعدام 61 منهم.
مواد متفجرة على متن طائرة
في موسم الحج عام 1986 ميلادية، كشفت الأجهزة الأمنية عن قيام حجاج إيرانيين كانوا قادمين على متن طائرة للسعودية مخبئين مواد شديدة الانفجار في حقائبهم، وبعد التحقيق معهم اعترفوا بأنهم كانوا يخططون لتفجير الكعبة والحرم بكامله.
-مظاهرات في موسم الحج
وفي العام التالي 1987 ٬ أراد حزب الله السعودي بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني٬ أن يظهرا عدم استطاعة الحكومة في السعودية على تأمين حجاج بيت الله، بتنظيم مظاهرات أثناء موسم الحج، مستهدفين قتل الحجاج، فقاموا بتكسير وتخريب وإحراق العديد من المتاجر والسيارات في الأماكن المقدسة٬ وسد الطرقات؛ ما أدى إلى تعطيل الآلاف من الحجاج عن أداء مناسكهم٬ وحالة من الفوضى بسبب التدافع، كما وقعت اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الأمن أدت إلى سقوط 402 قتيل من الحجاج منهم 85 من رجال الأمن السعودي.
-انفجارين بجوار الحرم المكي
وفي حج سنة 1989، توفي شخص وأصيب ستة عشر آخرين، إثر وقوع انفجارين، الأول في أحد الطرق المؤدية للحرم المكي، والآخر فوق الجسر المجاور للحرم المكي، ووقتها ألقت الشرطة السعودية القبض على 20 حاجا كويتيا، قيل إنهم شيعة، واتهم منهم 16 بتدبير التفجير.
وعقب اعتراف المتهمين وعرضهم على المحكمة أمر الملك فهد بن عبد العزيز "بضرب أعناقهم بالسيف"، وتم تنفيذ الحكم في 21 سبتمبر 1989.
-إطلاق صاروخ باليستي باتجاه مكة
وفي أكتوبر 2016، أعلنت قيادة قوات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن والذي تقوده السعودية، اعتراض صاروخ باليستي أطلقته الميليشيات الحوثية باتجاه منطقة مكة المكرمة.
وذكر بيان للتحالف أن الصاروخ تم إطلاقه من محافظة صعدة باتجاه منطقة مكة المكرمة، وأضاف أن وسائل الدفاع الجوي تمكنت من اعتراضه وتدميره على بعد 65 كم من مكة المكرمة وبدون أي أضرار.