البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

فلسطينيان يحاكيان "عاصمة أم الدنيا" على مساحة 3000 متر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الجنيه عملة رسمية.. والشيكل مرفوض.. والعلم المصرى «يرفرف فى هوى رفح»

هنا القاهرة من قلب غزة، من تلك البقعة الغالية من الأراضى العربية المحتلة.
هنا القاهرة من رفح، من منزل بسيط يقطنه «نضال الجرمي» الشاب الذى لم يرث عن أبيه مالًا ولا عقارًا، وإنما ورث حب مصر، فقرر أن يحاكى المعالم القاهرية المهمة على سطح منزله، فإذا به يصنع مجسمات للأهرامات وبرج القاهرة ومبنى الإذاعة والتليفزيون.. ورويدًا رويدًا صار المكان مزارًا، لكن هذا لم يكن كافيًا إذ تطورت الفكرة لمحاكاة القاهرة على مساحة ٣٠٠٠ متر بمدينة رفح.
يقول الجرمي: «مرت ٦ أعوام رفرف خلالها العلم المصرى فوق بيتي، واستقطبت الفكرة عاشقا آخر لمصر وهو شاب يدعى «وسام مكاوي»، وفكرنا فى بناء مدينة مصرية، وتصميم المجسمات على مساحة ٣٠٠٠ متر ليتوافد عليها أكبر عدد من الفلسطينيين الذين يعشقون مصر رغم تقاطعات السياسة».
ويضيف «لا يكره أم الدنيا إلا خائن.. لو رجعت للتاريخ ستجد أن الغزيين فى الأغلب مصريون، ولدينا عائلة هنا اسمها عائلة المصري، كما يوجد فى مصر عائلة الغزي، ما يعنى أن الحدود شيء وهمى لا أساس له أمام روابط الدم والقربى بيننا».
صوت الست ينبعث من «قهوة أم كلثوم»، بجوار محل لبيع الكشري، ومجسم لمسجد الحسين، وبنك القاهرة، ودار الأوبرا.. مرادفات مصر تحملك فوق أجنحة الخيال إلى قلب القاهرة.
ويقول وسام مكاوي: إن الفكرة راودته قبل عدة أشهر؛ لتوطيد العلاقات الفلسطينية المصرية ونقل الحضارة المصرية إلى قطاع غزة والتعرف على تاريخها، فأنشأ المكان، لإضفاء طابع مدينة القاهرة على المكان من أجل أن يعيش الزائر لحظات مصرية بامتياز».
ويضيف «العمل بالمكان يجسد كل ما هو مصري؛ وستتم الاستعانة بطاقم عاملين من أصول مصرية، إضافة إلى التعامل بالعملة المصرية، من خلال وجود بنك بالمدينة هو «بنك مصر» وليس الشيكل الإسرائيلي، فضلًا عن دخول المدينة بواسطة تذكرة، التى ستكون عبارة عن مجسم لجواز السفر الفلسطينى الذى يتم ختمه من قبل إدارة الكافتيريا إيذانًا بالدخول.
ويقول «نضال الجرمي» إن المجسمات فوق سطح منزله لاقت استحسان الناس ومن ثم قرر المضى قدمًا فيها.. ويضيف: «الغزازوة عاشقون لمصر، تاريخيا لا توجد فوارق مهمة بيننا، لدينا نفس العادات والتقاليد، حتى تشجيع الأهلى والزمالك يجرى هنا بتعصب، ونحن نتابع المنتخب المصرى ونخرج فى مسيرات فرح متى يحرز لقبًا».
ولفت إلى أنه تم تجسيد الأهرامات بطول ٩ أمتار وبرج القاهرة بطول ١٥ مترًا، كما بنى مسجد الحسين، وهو مصلى صغير تقام فيه الصلاة، ومبنى الإذاعة والتليفزيون ماسبيرو وقهوة أم كلثوم، وغيرها من المعالم الأثرية، التى جلبت إليها المتعطشين لزيارة مصر.
وأوضح أن الدخول للكافتيريا سيكون بمبلغ رمزى، وأن الطلبات فى داخلها ستكون رخيصة الثمن وفى متناول الجميع، مبينًا أن سبب اختيار المكان، هو رغبته فى أن يكون بالقرب من الحدود مع مصر؛ لكى يشعر الزائر للمكان الذى يأتى من جميع أنحاء القطاع، أنه مُسافر إلى أم الدنيا.