البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ننشر أسماء القرى المستهدفة ومعايير اختيار المستفيدين بـ"سكن كريم".. مبادرة ضخمة لـ"تسقيف وترفيق" منازل الفقراء بـ550 مليون جنيه.. التضامن: المرحلة الأولى تستهدف 55 ألف أسرة في 19 قرية بالصعيد

البوابة نيوز

أعلنت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، تفاصيل مبادرة "سكن كريم" لترميم أسقف منازل الأسر الفقيرة، وتزويدها بالصرف الصحي ومياه الشرب النقية، كأحد محاور العمل في برنامج "تكافل وكرامة" لتوفير الحماية الاجتماعية للأسر الأولى بالرعاية، وقدمت خلال اجتماع لجنة العدالة الاجتماعية برئاسة الوزراء، أمس الأول، خطة تنفيذ المشروع، الذي من المنتظر انتهاؤه على المدى المتوسط في ديسمبر 2018 بتكلفة 550 مليون جنيه، على أن تبدأ المرحلة الأولى منه بالمحافظات الأكثر فقرا، وفقا لتقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وهي أسيوط وسوهاج وقنا، حيث يستفيد من المشروع 55 ألفا و457 أسرة في 19 قرية، تنشر "البوابة" أسماءها ومعايير اختيارها.
وبحسب أوراق المشروع التي اطلعت عليها "البوابة"، تساهم وزارة التضامن الاجتماعي في المشروع بنصف التكلفة، بجانب الإدارة، بينما تساهم الجمعيات الأهلية بـ20%، وهي جمعيات "الأورمان، مصر الخير، مصطفى محمود، رسالة، الجمعية الشرعية، بيت الزكاة"، على أن تتوزع بقية التكاليف على صندوق "تحيا مصر" والبنوك المصرية، فيما تتمثل الجهات الشريكة بتنفيذ المشروع في وزارة الإسكان والتعمير، وزارة التخطيط، وزارة التنمية المحلية، وزارة الأوقاف، إضافة إلى الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، المنفذة الأساسي للمشروع.
خطة زمنية للتنفيذ
وبحسب وزيرة التضامن، فإن الخطة الزمنية لتنفيذ مبادرة "سكن كريم" تستهدف في المدى القصير، وتحديدا بنهاية ديسمبر 2017، توفير خدمات الصرف الصحي ومياه الشرب وأسقف المنازل لأسر "تكافل وكرامة" في 19 قرية في 9 مراكز بمحافظات أسيوط وسوهاج وقنا، بينما تستهدف في المدى المتوسط، وتحديدا بنهاية ديسمبر ٢٠١٨، الانتهاء من توصيل خدمات الصرف الصحي ومياه الشرب وتوفير منازل آمنة لجميع القرى التي تبلغ نسبة الفقر فيها ٥٠% فأكثر، وبصفة خاصة أسر" تكافل وكرامة" في محافظات الوجه القبلي.
وأوضحت "والي" أن هناك هدفا آخر من تنفيذ المشروع، وهو تشغيل الشباب في مشروعات كثيفة العمالة، بما يضخ سيولة في القرى الأكثر فقرا، لمواجهة ارتفاع نسبة البطالة الموسمية من خلال اليوميات المجزية.
أسماء القرى المستهدفة
حصلت محافظة أسيوط على المرتبة الأولى في المحافظات الأكثر فقرًا على مستوى الجمهورية لعام ٢٠١٦، حيث بلغ معدل الفقر فيها ٦٦% وتضم المحافظة ٢٢١ قرية ضمن أفقر ١٠٠٠ قرية على مستوى الجمهورية.
وتستهدف المرحلة الأولى من مبادرة "سكن كريم" في محافظة أسيوط إجمالي ٩ قرى في ٤ مراكز، هي: أبو تيج والقوصية، وساحل سليم، ومنفلوط. ويبلغ عدد الخدمات المطلوب التدخل بشأنها ٢٦،٨٦٥ وقد تتقاطع الاحتياجات في أسرة واحدة بحيث تكون الأسرة محرومة من أكثر من خدمة.
ويبلغ الأسر التي ليس لديها مياه شرب ٢،٣٩٤ أسرة، أما الأسر التي ليس لديها صرف صحي فيصل عددها إلى ٢٢،٨٢١ أسرة وأخيرًا الأسر التي ليس لديها سقف منزل فيبلغ ١،٦٥٠ أسرة.
واحتلت محافظة سوهاج المركز الثاني في المحافظات الأكثر فقرا لعام ٢٠١٦، ويشير تقرير البنك الدولي إلى أن نسبة المستفيدين من مشروعات الصرف الصحي في محافظة سوهاج لا يزيد عن ١٩% من جملة السكان بما يعادل ٧٧٢ ألف نسمة في مختلف أنحاء المحافظة. 
وتستهدف المرحلة الأولى من مبادرة "سكن كريم" في محافظة سوهاج إجمالي ٩ قرى في ٤ مراكز بإجمالي عدد خدمات مطلوب التدخل بشأنها ١٩،٢٤٦ وقد تتقاطع الاحتياجات في أسرة واحدة بحيث تكون الأسرة محرومة من أكثر من خدمة. ويبلغ الأسر التي ليس لديها مياه شرب ٩٧٥ أسرة، أما الأسر التي ليس لديها صرف صحي فيصل عددها إلى ١٧،٧٧٨ أسرة وأخيرًا الأسر التي ليس لديها سقف منزل فيبلغ ٢،١٨٩ أسرة.
أما محافظة قنا فتحتل الترتيب الثالث في تصنيف المحافظات الأكثر فقرا على مستوى الجمهورية بنسبة ٥٧.٨% وفقا للتقارير الرسمية، ويبلغ عدد القرى بنسبة الفقر ٥٠% فأكثر نحو ١٧٠ قرية.
وتستهدف المرحلة الأولى من مبادرة "سكن كريم" في محافظة قنا قريتين قرى في مركز دشنا.
ووصل عدد الخدمات المطلوب التدخل بشأنها ٩،٣٤٦ خدمة مع اعتبار إمكانية حصول أسرة واحدة على أكثر من خدمة. ويبلغ الأسر التي ليس لديها مياه شرب ٢٤٠ أسرة، أما الأسر التي ليس لديها صرف صحي فيصل عددها إلى ٩،٠٧٨ أسرة وأخيرًا الأسر التي ليس لديها سقف منزل فيبلغ فقط ٣٥ أسرة.
معايير اختيار المراكز والقرى
حددت وزارة التضامن وجود شبكات صرف عمومية أو عدمه، كأحد المعايير الأساسية لاختيار المراكز والقرى التي تستهدفها المبادرة، طبقًا للمعلومات الواردة من الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، إلى جانب معايير اجتماعية أخرى مثل دخول القرية ضمن "الأكثر فقر" طبقًا لخرائط الفقر الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
أما المعايير الخاصة باختيار المسكن نفسه للعمل به، فتتمثل في أن يكون تابعا لأسرة مستفيدة من برنامج "تكافل وكرامة"، أو أن يكون معدوم الخدمات (بدون سقف أو دورة مياه أو وصلة مياه شرب نقية أ صرف صحي آمن).
ومن معايير اختيار المسكن أيضا، أن تكون الأسرة الساكنة تعولها امرأة لا تعمل وبها أطفال في سن التعليم أو ذوي إعاقة أو مسنين، ولا تستطيع دفع مبلغ مقطوع لتوصيل المياه، أو أن يكون رب الأسرة لا يحصل على دخل ثابت أو وسيلة كسب ثابتة.
وستستوعب مبادرة "سكن كريم" مساكن الأسر التي رفضها برنامج "تكافل وكرامة" لأنها فوق مستوى خط الفقر المستهدف إلا أنها ما زالت فقيرة.
٨٠٪ من القرى محرومة من صرف صحي
وتؤكد التقارير الرسمية الصادرة عن وزارة الاسكان أن ٨٠% من القرى المصرية محرومة بالأساس من الصرف الصحي، وقد اتفقت تقارير البنك الدولي على نفس تلك النسبة وهي أن القرى التي تخدمها شبكات الصرف الصحي ذات محطات المعالجة لا تتجاوز ٢٠%، وهناك ٩٠% من مياه شبكات الصرف تصب في المجاري المائية سواء كانت ترعًا أو مصارف، فضلا عن أن معظم شبكات الصرف الصحي متهالكة وأقطارها ضعيفة مما يشكل خطرًا على نظافة الماء وتباعًا على الصحة العامة. ويقوم قاطنو المناطق المحرومة من الصرف الصحي بإنشاء (الترنشات) أسفل سطح الأرض، لاستقبال مياه الصرف الصحي الخاص بهـم، وبالتالي تسربها إلى الخزان الجوفي، وما ينتج عنه من تلوث يحتاج إلى عشرات السنين لتنظيفه، والأخطر من ذلك هو استخدام هذا الخزان كمصدر للشرب في بعض الأماكن، مما يؤدي إلى تدني المستوى البيئي والصحي.
مخاطر تردي الصرف الصحي
وهناك العديد من الآثار السلبية المترتبة على افتقاد المياه والصرف الصحي، منها الإصابة بالأمراض وبصفة خاصة إذا كانت المياه ملوثة، مثل الإسهال والبلهارسيا والدوسنتاريا وأمراض العيون والتهاب الكبد "أ" والفشل الكلوي، وزيادة نسبة وفيات الأطفال دون سن الخامسة، والتأثير السلبي على التقدم التعليمي والتعرض للتسرب من المدارس وبصفة خاصة للفتيات، واستنفاد كثير من الوقت والطاقة في جلب المياه من مصادر خارجية.
وقالت "والي" إنه بناءً على ما سبق، تعطي الحكومة المصرية أولوية كبيرة لسياسات وبرامج التخلص الأمن من مياه الصرف بالمناطق الريفية، وبالفعل أعدت خطة استراتيجة قومية لمعالجة مشكلة الصرف الصحى بالريف، يتمثل هدفها العام في الوصول إلى تغطية شاملة لسكان جميع المحافظات الريفية بحلول عام ٢٠٣٧.
ويوضح مسح الدخل والإنفاق الذي أجراه جهاز التعبئة العامة والإحصاء لعام ٢٠١٤/٢٠١٥ تزايدا في نسبة الفقر في الريف بشكل عام ليصل إلى ٣٦% مقارنة بنسبته في الحضر التي تبلغ ١٧%، كما يبين المسح أن ريف الوجه القبلي يحتل المركز الأول في نسب الفقر ليصل إلى ٥٦، ٧%، يليه حضر الوجه القبلي بنسبة ٢٧، ٤%، ثم يقل في الوجه البحري ليصل إلى ١٩، ٧%.
وسجلت محافظتا أسيوط وسوهاج أعلى معدلات للفقر بنسبة ٦٦% من السكان، تلتهما محافظة قنا بنسبة ٥٨%، وفي ضوء هذه البيانات الاسترشادية، فإن الوزارة ستبدأ في تنفيذ مشروع "سكن كريم" في هذه المحافظات الثلاثة وبالتحديد في ٧٦٢ قرية من بين القرى الألف الأشد فقرًا في المنيا وأسيوط وسوهاج وهي قرى يعاني أكثر من نصف سكانها من الفقر المدقع.
وأكدت "والي" أن هذا الوضع يستدعي ضرورة تضافر كافّةً الجهود الوطنية للعمل على تحسين البنية الأساسية في المحافظات الأكثر فقرا مع وضع برامج اجتماعية للفقراء تسهم في تخفيف حدة الفقر، مشددة على أن الحصول على مرفق آمن للصرف الصحى ومياه الشرب النقية، يعد حقا أصيلا من حقوق الانسان.
وأضافت أن الحصول على المياه الكافية والمستمرة والمأمونة والمقبولة سواء للاستخدام الشخصي أو المنزلي، وكذلك تحسين إمدادات المياه والصرف الصحي وإدارة الموارد المائية بشكل أفضل يعزز النمو الاقتصادي للبلدان ويسهم إلى حد كبير في تقليص وطأة الفقر، كما أن دور الجمعيات أساسي في المشروع حيث تعتبرها الوزارة شريكا أساسيا في التمويل والتنفيذ، ولذا فإن الوزارة تمول الجمعيات بنحو ٢٣٠ مليون جنيه من صندوق إعانة الجمعيات.