البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

يؤكد أن الغاية تبرر الوسيلة

"أساليب الوصول للقوة".. كتاب يداعب أحلامك المستحيلة

كتاب فن الدهاء وأساليب
كتاب فن الدهاء وأساليب الوصول للقوة

كيف لفرد أن يقود أمة بأكملها.. وكيف له أن يسيطر على مفاصل دولة ومجتمع؟ هذا هو السؤال الذى يجيب عنه هذا الكتاب بعنوان «فن الدهاء وأساليب الوصول للقوة» الصادر عن دار «اكتب للنشر» بالقاهرة، لمؤلفه الكاتب الناشط السياسى «مينا كمال» الذى يغوص فى عالم كل حكاياته تعتمد على أساليب المكر والخديعة.
يضرب الكتاب للوصول إلى هدفه أمثلة عديدة، منها مزارع إيطالى اسمه «أوغلوا» الذى أسر فى إحدى المعارك البحرية مع الأسطول العثماني، وظل أسيرا لسنوات، إلا أنه تمكن بالمكر والدهاء من تولى قيادة الأسطول العثماني، بل وكرمه السلطان العثمانى، وأقام له حفلة على شرفه.
تلك الحكاية يجعلها الكاتب مدخلا لاستعراض حكايات أخرى على شاكلتها، ومنها حكاية القائد والفاتح المسلم أبو مسلم الخراساني، الذى غادر خراسان على حمار أعرج، فعاد إليها بعد سنوات ليمتلكها بحد السيف ويقضى على الدولة الأموية، ويقيم الخلافة العباسية.
ويورد الكتاب حكايات وقصصًا عديدة لرجال عظام، قاموا بأجل الأعمال التى يحار العقل فيها، دون تعضيد أى شيء لهم سوى إرادتهم وعقولهم، فيورد فى أحد فصوله بعنوان «الثعلب والقنفد» مثالا على ذلك فيقول: «اختار معاوية داهية هو عمرو بن العاص، واختار على بن أبى طالب مؤمنا هو الأشعري، فوقع الأشعرى فى فخ ابن العاص، وتوالت الأحداث، وقتل على وانتصر معاوية، لأنه كان الأكثر تصميما على الوصول للخلافة، ولم يدخر وسعا فى سبيل الفوز، فالوصول يكون من نصيب الأكثر تصميما، ومن يرى الأمر معركة حياة أو موتا، وجميع الأساليب مقبولة، فالغاية تبرر الوسيلة، فأحلامك لن تتحقق بالأماني، وعليك أن تعيد ترتيب أولوياتك وبحث أسباب الفشل، وإيجاد الثغرات الكامنة فى خطة العدو، والنفاذ منها للنصر على من يفوقك، واحذر تماما من أن تسمح لعقلك بالدهشة والانبهار فى موقف ما، فعليك أن تعتاد أن تدفن مشاعرك عميقا داخلك، وعليك أن لا تظهر مشاعرك أبدا، ولا تدع أحدًا يعرف ما تفكر به، ودعهم يتوهون فى أوهامهم، فخلال الوقت القاسى عليك القيام بأمور قاسية.
وفى فقرة بعنوان «على عبدالله صالح.. سائس الخيول أصبح الرئيس» يقول الكاتب عن الرئيس اليمنى المخلوع على عبد الله صالح: «ولد عام ١٩٤٢ فى أسرة فقرة للغاية، وكان ترتيبه بين إخوته الثالث، عاش طفولة صعبة للغاية مع أسرته الفقيرة وتلقى أول تعليمه فى الكتاب، لم يستمر نظرا لظروفه الصعبة، فالتحق بالجيش الملكى سائسا للخيول ١٩٥٨، ومع انقلاب ١٩٦٢ رقى لرتبة رقيب، وبعد عام حصل على دورة من أربعين يوما وتخصص كسائق دبابة، ورقى لرتبة مساعد، ومع تولى عبد الله السلال من أبناء منطقته للحكم، استغل ذلك، ومن خلال بعض التوصيات انتقل لبداية جديدة فى حياته، حيث أصبح صف ضابط، بعدها ترقى لرتبة ملازم ثان ١٩٦٤، ومع اندلاع الحرب الأهلية فى اليمن بين الجمهوريين الذين تدعمهم مصر والملكيين الذى تدعمهم السعودية، شارك فى حرب الدفاع عن صنعاء ١٩٦٨، ونظرا لمهارته تولى رئاسة فصيلة دبابات، ثم سرية حتى ١٩٧٥، واستمر فى التدرج الطبيعى، وأصبح رئيس أركان كتيبة، ثم قائد قطاع باب المندب ١٩٧٦، ثم قائدًا للواء تعز، وسرعان ما تورط بالسياسة، فيقال إنه شارك فى محاولة اغتيال الرئيس ١٩٧٧، وما يؤكد صحة هذا الافتراض أنه أصبح عضوًا فى مجلس الرئاسة عام ١٩٧٨ بعد اغتيال الرئيس اليمنى الحمدى وقتها.