البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

بالصور.. "التسول" ظاهرة دخيلة على المجتمع السيناوي تهدد السياحة في شرم الشيخ.. نساء المحافظات المجاورة يصطحبن أولادهن لـ"الشحاذة" بمدن جنوب سيناء.. ضبط إحداهن ترسل حوالة بـ10 آلاف جنيه

البوابة نيوز

انتشرت فى الفترة الأخيرة ظاهرة دخيلة على المجتمع السيناوى، وتنذر بتداعيات خطيرة على مدينة السلام، شرم الشيخ، وتستوجب من الجهات المعنية التحرك الفورى لعمل اللازم لإنقاذ قبلة العالم السياحى منها، خاصة وأنها تؤثر بالسلب الشديد على السياحة، ألا وهى ظاهرة التسول النسائى والرجالى، "الشحاذة"، فى الشوارع والطرق وعلى أبواب الوحدات السكنية، وهى السلوكيات السلبية التى لم تكن محافظة جنوب سيناء تعرفها من قبل.
وعلى الرغم من التوجيهات والتشديدات الأمنية بهذه المدينة السياحية للقضاء على هذه الظاهرة، وعلى الرغم من رفض مواطنى شرم الشيخ لمثل هذه السلوكيات السيئة والمشينة، إلا أنه يوجد أجانب يقيمون بشرم الشيخ ويلمسون هذه الظاهرة، مما تؤثر بالسلب على حركة السياحة وسمعة المدينة العريقة سياحيًا.
وأكد الشيخ عبدالغني سمك، من مدينة طور سيناء، أنه التقى ببعض من النساء قادمات من محافظات أخرى تجوب شوارع العاصمة ومعهن أولادهن بغرض التسول، ودار بينه وبيهن حوارًا وعرض عليهن المساعدة، سواء من الملابس، أو الأطعمة، أو الأدوية، أو المال، على أن يسافرن إلى بلادهن، ولكن ظهر كذبهن واتخاذهن الأمر تجارة، مشددًا على عدم جواز مساعدتهن، أو إعطائهن أى شيء لأنهم تجار وليسوا فقراء.
ومن جانبه، ناشد أحمد جلال فودة مدير إدارة الأزمات والكوارث بمجلس مدينة طور سيناء، أهالي طور سيناء بسرعة التحرك لمنع هذه الظاهرة الخطيرة، مؤكدًا أن التسول قد عم وزاد على حدة وفاق كل تصور وتخيل، فأصبح التسول اليوم وظيفة يقتات صاحبها منه، ولعل مما يزيد الأمر حرمة ما يصنعه المتسول من إذلال نفسه وإهدار كرامته وقد نهى الإسلام العظيم أن يذل المؤمن نفسه وأن يعرضها للمهانة والابتذال والهوان. 
وأضاف"جلال" أن المتسولين بالباطل قد منعوا أصحاب الحقوق حقهم، فإن كثيرًا من الناس ينوي أن يتصدق على فقير، ثم إذا أراد ذلك خشى أن يكون هذا الذي يريد أن يتصدق عليه من أولئك المخادعين الذين يتخذون التسول مهنة ووظيفة فيمتنع عن الصدقة، فيحرم بهذا صاحب الحق من الفقراء والمحتاجين بحق. 
وقالت داليا منير من أهالي مدينة شرم الشيخ: إنّ المتسولين يؤثرون سلبيًا على السياحة، لأن السائح قد يخاف من التسول وطريقة المتسولين للحصول على المال، مناشدة المسئولين بسرعة التدخل قبل تفاقم الظاهرة، مؤكدة أنّ التسول غير مستحب لأنه مظهر غير حضاري، وأنّ من يرد شيئًا فينبغي أن يلجأ إلى العديد من الجمعيات الخيرية في المحافظة، موضحة أنهم يقومون بتعطيل مصالح الشعب ويسببون الخوف في الشارع.
وفى حين أكد أحد العاملين بإحدى الكافتيريات بشرم الشيخ، أنهم يعانون من مثل هذه النوعيات والذين يمرون على الزبائن لديهم مما يثير استياء الجميع، قال حامد كامل "موظف بالتربية والتعليم"، أحد رواد مسجد المنشية بطور سيناء: "لم نعهد بوجود هذه الظاهرة من قبل، ولكنها ظهرت في الآونة الأخيرة، ربما لانتشار الفقر"، مضيفا "أنه من الغريب أن هؤلاء الشحاذين ليسوا من أبناء المحافظة أو المقيمين فيها، لأن أبناء المحافظة يعرف بعضهم البعض. 
وأضاف أن إحدى السيدات ادعت أنها من محافظة كفر الشيخ، واصطنعت قصة بأنها كانت من الأثرياء ودار بها الزمن واعتادت المجيء إلى جنوب سيناء، لطيبة أهلها على حد قولها، فتعاطف معها أهل الخير، وبعد أيام قليلة تبين أنها أرسلت حوالة بريدية قيمتها 10 آلاف جنيه لذويها في المحافظة التابعة لها.
وأشار "كامل" إلى أن التسول في جنوب سيناء له طابع تنظيمي، موضحًا أن المتسولات يقمن بتأجير إحدى الشقق السكنية لمدة شهر أو شهرين، يتم خلالها تجميع الأموال من أهل الخير، ثم يسافرون إلى محافظاتهن، وعندما توشك الأموال على الانتهاء يعودن مرة ثانية وهكذا، وخاصة في شهر رمضان الكريم.
وتابع: هناك متسولا لا تبدو عليه أعراض المرض، ولا يتعدى سنه الأربعين، يوجد بصفة مستمرة أمام مسجد المنشية بطور سيناء مع أطفاله الثلاثة، وعندما قمنا بتوفير عمل له بأجر يومى 75 جنيهًا رفض!
وطالب أهالي حي الزهور بطور سيناء، المسئولين والأجهزة الأمنية بسرعة التدخل للقضاء على هذه الظاهرة قبل تفاقمها، وأشاروا إلى أن الموضوع لم يعد قاصرًا على طفل أو سيدة تطلب مساعدة من الناس فحسب، بل تطور الأمر، حيث أصبح الأطفال يدخلون المحال التجارية بغرض السرقة، فضلا عن أن انتشار الظاهرة بالمدينة أصاب الأهالي بحالة من الرعب والقلق على أطفالهم، فطوال اليوم تجد هؤلاء الشحاذين يطرقون أبواب الشقق السكنية، وخاصة في حي الزهور ويطلبون المساعدة بأشكالهم المخيفة التي تصيب أطفالنا بالهلع عندما يفتح الباب لهم.