البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

قبيل سقوط الإخوان "3"


فى السادسة من مساء يوم الخامس عشر من يونيه ٢٠١٣ دخل الرئيس محمد مرسى إلى الصالة المغطاة باستاد القاهرة، لتستقبله جموع الإسلاميين الذين امتلأت بهم المدرجات وهم يهتفون له، بينما هو يتجول على قدميه بساحة الصالة ممسكًا بعلمى مصر ومعارضى سوريا، وأثناء ذلك تقدم منه قادة القوى الإسلامية، وحاولوا تقبيل يده أمام الجميع فى إشارة منهم للولاء التام، وكان هدير الأصوات يرج المبانى ويتجاوزها إلى خارج الاستاد؛ حيث كانوا يهتفون «تعظيم سلام الرئيس مرسى آخر تمام» ووقف الشيخ محمد عبدالمقصود داعيًا بالهلاك على كل معارضى مرسى الذين سيشاركون فى مظاهرات ٣٠ يونيه، وكفر كل المشاركين فيها وأخذ يدعو والجميع يرددون: آمين، وكل الدعوات كانت على من يعارض مرسى أو سينزل فى الثلاثين من يونيه، أما محمد حسان فقد طالب الرئيس بالتصدى للشيعة ومحاربتهم والوقوف ضد أطماعهم، باعتبارهم أخطر على الإسلام من اليهود، ولما تحدث مرسى بدأ خطابه بـ«لبيك يا سوريا» وكررها ثلاث مرات، وأعلن قطع العلاقات الدبلوماسية تماما مع نظام بشار الأسد وسحب القائم بالأعمال المصرى فى دمشق، وأضاف لا مجال ولا مكان للنظام السورى حاليا أو مستقبلا، معتبرا أنه ارتكب جرائم ضد الإنسانية، ومن بين ما قاله مرسى «إن الجيش المصرى والشعب المصرى لن يظلا متفرجين على ما يجرى فى سوريا»، وكأنه بهذه الكلمات سيورط الجيش المصرى فى حرب خارجية لإبعاده عن الموقف الداخلى الملتهب، وهذا ما ذكرته كل وكالات الأنباء بعد دقائق من خطابه، ولم يفت مرسى أن يحذر دعاة التظاهر إلى أنه سيتم التعامل بكل حزم وحسم مع العابثين باستقرار الوطن من فلول الحزب الوطنى، وانتهى مؤتمر نصرة سوريا بذهول أصاب قادة القوات المسلحة والمخابرات والخارجية؛ لأن مرسى قد طرح فكرة قطع العلاقات أكثر من مرة وقوبلت بالرفض وكان آخرها قبل يومين فقط من المؤتمر؛ حيث رفض الفريق أول عبدالفتاح السيسى اقتراح مرسى بقطع العلاقات وإرسال وحدات للقتال هناك، وادعى مرسى وقتها إرجاء اتخاذ القرار وإعادة مناقشته فى وقت لاحق، ولكنه فاجأ الجميع بما أعلنه فى هذا المؤتمر، مما اضطر القوات المسلحة إلى إصدار بيان فى اليوم التالى مباشرة، تؤكد فيه أن جيش مصر لن يكون طرفا فى الصراع الدائر فى سوريا، وأنه لن يرسل أى قوات لمساندة المعارضة السورية، وجاء فى البيان أيضا أن الدعوة تستهدف توريط الجيش فى مستنقع من الصراعات المسلحة وحرب العصابات التى تمولها جهات عدة على الأراضى السورية، وبالطبع لم يسلم الجيش من لسان البلتاجى الذى هاجم البيان بقوة فى لقاء تليفزيونى، ومن جانبه، فإن وزير الخارجية محمد كامل عمرو، قد أكد فى حديث تليفزيونى أنه فوجئ بقرار مرسى بقطع العلاقات مع سوريا على الهواء، وأعلن عن نيته الاستقالة اعتراضا على مواقف مرسى غير المسئولة والتى تحركها جماعة الإخوان المسلمين دون دراسة علمية واستراتيجية للأمور، وخرج الأستاذ هيكل على جمهوره فى قناة cbc مع الإعلامية لميس الحديدى، ليؤكد أن النظام الحالى يواجه أزمة كبرى، وأن أيامه باتت معدودة، وهذا ما أكده أيضا الإعلامى عماد الدين أديب فى برنامجه «بهدوء»، وكان من الطبيعى أن يلتقط عقلاء الإخوان هذه الخيوط ويقومون بمدها لبناء جسور جديدة مع المجتمع بعد مراجعة أنفسهم، لكن العناد والغرور والغباء السياسى قادهم إلى السقوط، فاستمروا فى تهديدهم ووعيدهم لكل من سينزل إلى الشارع فى ٣٠ يونيو، وردد طارق الزمر أن الدماء ستسيل فى الشوارع إذا استجابت الناس لدعوة «تمرد»، وهكذا انقسم الوطن إلى شعب ناقم ورافض لحكم الإخوان والمرشد، وإلى جماعة تتبعها بعض الجماعات الأخرى تريد الاستمرار فى الحكم بأى طريقة، ووصلت التقارير الأمنية إلى القائد العام، مؤكدة أن الشعب سيخرج بأعداد مهولة، فرأى الرجل ضرورة وضع هذه التقارير أمام الرئيس لعله يراجع نفسه ويتخذ قرارات من شأنها لم الشمل ووقف ما قد يحدث، وبالفعل ذهب الفريق أول عبدالفتاح السيسى للقاء مرسى، وكان بصحبته الفريق صدقى صبحى رئيس الأركان، واللواء العصار، واللواء محمود حجازى مدير المخابرات الحربية، وذلك يوم السبت ٢٢ يونيه..وللحديث بقية