البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"الكروت الذكية".. تحارب السوق السوداء للمواد البترولية.. وتبقى مشكلة التكدس مستمرة

الكروت الذكية للمواد
"الكروت الذكية" للمواد البترولية

مع قرب انتهاء شركة تكنولوجيا تشغيل المنشآت المالية "إي فاينانس"، المملوكة للبنوك الحكومية، وبنك الاستثمار القومي، بالتعاون مع وزارة البترول من تعميم فكرة "الكروت الذكية" لمستخدمي المواد البترولية، إلا أن هناك العديد من التحفظات عليها في حلها للأزمة مع وجود التكاتك والموتوسيكلات التي تتسبب في الزحام وبعض الحوادث.
فيرى عدد من الخبراء أن المشروع وإن حل مشكلة السوق السوداء، فهو لن يحل مشكلة الزحام، لأن الزحام سيتحول من المحطات إلى منافذ الكروت، وبالتالي لا جديد. 
أما وزارة البترول فاعتبرت اللجوء للكروت الذكية حلاً رادعًا للقضاء على السوق السوداء، ولمشكلة التكدس الذي يعانيه المواطن. 




قال رمضان بدوي، خبير البترول والطاقة، أن استخدام الكروت الذكية في حد ذاتها خطوة إيجابية نحو القضاء على فكرة السوق السوداء، ولكن على الورق فقط، فالمشروع برمته فكرة ليست واقعية.
وأضاف بدوي، يعيش المصريون في القاهرة وسط ملايين السيارات، وبالتالي الضغط على الكروت سيكون خياليًا، بالإضافة إلى وجود "التكتك" و"الموتوسيكل"، وهو ما سيعيق تطبيق الفكرة بشكل كبير.
وتابع، لو افترضنا أننا وفرنا كروت لكل السيارات، ووفرنا أماكن لشحن البنزين، فكيف سنوفر للتوك توك والموتوسيكل كروت، وكيف سنحكم القبضة عليهم، خاصة مع وجود عدد كبير منهم بدون ترخيص.
وأشار إلى أن محافظة القاهرة كبيرة جدًا، وهذه المساحة الكبيرة قد تعيق الفكرة، لأن كم السيارات لن يتناسب مع أماكن الشحن التي لن تتسع لكل هذا الكم من السيارات، وبالتالي سنعود لنفس النقطة، التزاحم الشديد الذي يعيق الطريق.
وأوضح بدوي، أن التجربة حتى الآن غير مخطط لها الخروج خارج القاهرة، أي أن كل صاحب سيارة يخرج بسيارته خارج القاهرة، لا يمكنه استخدام الكارت، وبالمثل كل من يأتي إلى القاهرة، لن يمكنه التزود بالبنزين لأنه لا يمتلك الكارت الذكي ولذلك نحن قضينا على السوق السوداء لنخلق مشكلة أخرى.
واستنكر بدوي سياسات الوزارة الآن وقال" ليس كل ما يخطر ببال الوزير واجب التطبيق، فهناك أشياء عديدة تخطر ببال المصريين في الشارع تستحق التعميم أكثر من أفكار الوزير، ولكن أين من يبحث أو حتى يقتنع بذلك".
أوضح ماهر السكري، الخبير البترولي، أن استخدام الكروت الذكية المخصصة للبنزين سيقضي على مشكلة السوق السوداء نهائيًا، وسيفيد الحكومة بمعلومات عن الاستخدام الحقيقي لكل سيارة من البنزين، وهو ما يسهل أي دراسة أم ومشروع تقوم به الحكومة مستقبلًا.
وأضاف السكري، الكروت الذكية ستقضي على التكتك و الموتوسيكل، وأي مركبة غير مرخصة، فكل منا له حق، فالمواطن له حق، والدولة لها حق يجب أن تأخذه.
وأشار السكري، أن مشكلة الزحام وإن كانت الكروت لن تقضي عليها، إلا أن الزحام في وجود المنتج، خير من الزحام في عدم وجوده، ثم أن الزحام لن يكون بنفس الطريقة السابقة، فسيكون الموضوع أسهل بكثير.
وتابع، وجود المنتج وتوفره مع الوقت، ومع اعتياد الناس وطمأنتهم على وجود الوقود باستمرار، لن يكون هناك تكدس في الأساس، فالموضوع سيصبح أكثر إحكامًا و تطورًا في نفس الوقت.
وشدد على أن كمية الوقود التي ستخرج من المحطة ، ستكون مخصصة للسيارات المرخصة فقط، وهو ما سيدفع الجميع إلى ترخيص سياراتهم أو مركباتهم بشكل عام، فمن ناحية نقضي على العشوائية، و يصل الحق إلى صاحبه فقط.
وعلى الجانب الآخر، حاول محرر "البوابة نيوز" استقصاء رأي عمال محطات البنزين في المشروع ومدى الفائدة التي يمكن أن يعود بها على المواطن. 
قال صبري سنوسي، عامل بمحطة التعاون، الكروت الذكية لا أعلم عنها الكثير، لكن كل ما يعنيني في هذه القضية أن الكروت ستنهي قضية الزحام و التكدس، الذي ينهال علينا دائمًا، ولا نستطيع ان نقوم بأي شيء من أجل حل مشكلة الزحام التي يتسبب بها السيارات.
وقال محمد السمان، عامل بمحطة موبيل، أن أهم شيء في القضية، هو أننا سنقضي على مشكلة الترخيص للسيارات، فبدلًا من أن يتم إعطاء البنزين لكل السيارات، لن نعطيه إلا لمن قام بالترخيص، وهو ما سيرغم الجميع على الانصياع لأوامر الحكومة، خاصة التكتك و الموتوسيكل.
وأيد محمود سويلم، عامل بمحطة موبيل، أن فكرة الكروت ولو أنها داخل القاهرة فقط، إلا أنها تحل عديد من المشاكل، أهمها مشكلة السوق السوداء، والزحام الشديد الذي نلاقيه أمام المحطة.