البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مفتي الجمهورية: يجب الموازنة بين العمل والعبادة في رمضان

الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنه على المسلم أن يوازن بين العبادة والعمل فى شهر رمضان فلا يسرف في صلاة التراويح ليلًا وقراءة القرآن ثم يذهب إلى العمل صباحًا مجهدًا ولا يؤدي عمله على الوجه الأكمل فيضيع بذلك مصالح الناس، كما يجب ترتيب أولوياتنا في رمضان، فلا يجوز تقديم السنَّة على الواجب، ولا يجوز أن نسرف في السنَّة ونضيِّع الواجب.
وقال فضيلة المفتي، فى تصريحٍ نقله بيان لدار الإفتاء، اليوم الجمعة: إنه على المسلم أن يذكِّر نفسه دائمًا بأنه صائم؛ حتى لا يضيع صيامه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ»؛ ولأجل ألا يقع في المعاصي، كما أن في ذلك تذكرة للآخر بأنه هو أيضًا صائم، فالصوم تربية روحية للجميع، الغاية منها تهذيب النفوس ليتحقق الإيمان فيكون هو الدافع لتحقيق تعاليم الإسلام الحنيفة.
وأضاف: إن فريضة الصوم جاءت مرتكزًا للعام كله، فيجب أن يستعدَّ لها المسلم قبل أن يؤديها، مشيرًا إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يستعدون قبل دخول الشهر الفضيل، ويدعون الله تعالى أن يبلِّغهم رمضان، وبعد أن ينقضي الشهر يدعون اللهَ تعالى أن يتقبل منهم.
وأوضح أن لشهر رمضان خصوصية عن شهور العام، فهو موسم للطاعة، وإن من توفيق الله تعالى للعبد الاستمرار على الطاعة والتوفيق لها وأداءها كما ينبغي، مؤكدًا أن شهر رمضان يُحدث التوازن لدى المسلم؛ لأن الصوم جاء لغذاء الروح حيث تنتفع به الروح، كما ينتفع الجسد بالطعام.
وبيَّن مفتي الجمهورية أنه لا بد أن تكون هناك مقدمات قبل شهر رمضان، متمثلة في مجموعة من الطاعات توافرت في شهري رجب وشعبان، لما بهما من محطات إيمانية ينتفع بها المسلم، ففي شهر رجب كانت رحلة الإسراء والمعراج، وفي شعبان كانت ليلة النصف من شعبان، وفي رمضان ليلة القدر وهي محطات إيمانية عظيمة يمر بها المسلم.
وأوضح أن الصوم عبادة سرية لا يطَّلع عليها أحد غير الله تعالى، ولا يستطيع أحد الاطلاع عليها؛ لذلك قسَّمه العلماء على مراتب، منها الظاهر: وهو الأكل والشرب وسائر الشهوات، وهذا صوم العوام، ومنها الباطن: وهو أعلاها، حيث يتعهد القلب وينقّيه من أدرانه؛ لأن الإنسان كلما ارتقى عن المباحات، وعن كل ما حرم الله يرتقي شيئًا فشيئًا إلى صوم الخواص، وهو أعلى درجات الصوم وفيه تخلص النفس الإنسانية إلى أعلى درجاتها.