البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

استقال من «البناء والتنمية» بعد فوز «الزمر» بالرئاسة

منتصر عمران في حواره لـ"البوابة نيوز": نهاية الجماعة الإسلامية خلال 5 سنوات.. و"السمع والطاعة" يقودنا إلى الهاوية.. ومصير الإخوان ينتظرنا

منتصر عمران وطارق
منتصر عمران وطارق الزمر

الأمن وافق على انتخابات الجماعة.. ولا أفهم كيف سمح بنجاح «عدو الدولة الأول»؟
قال منتصر عمران، العضو المؤسس بحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية والذي تقدم باستقالته من الحزب بعد فوز طارق الزمر برئاسة الحزب، إن الحزب لم يجرِ الانتخابات على أرض الواقع، مؤكدًا أن مسئول الجماعة الإسلامية في كل محافظة كان يتولى اختيار الأعضاء في لجان الحزب بالمراكز، وكذلك اللجنة العامة بالمحافظة.
وأضاف عمران في حواره لـ«البوابة»، أنه وثق استقالته من الحزب في محضر بقسم شرطة أرمنت حمل «رقم 2662 إداري» وسيرسل نسخة منه إلى لجنة شئون الأحزاب للمطالبة بوقف إعلان نتيجة الانتخابات وتجميد نشاط الحزب.
وأضاف أنه طالب بفصل الجماعة عن الحزب متوقعًا أن الجماعة ستنتهى خلال سنوات، خاصة أن نسبة الشباب بها صفر وكل أعضائها فوق الـ50.
■ في البداية لماذا قررت الاستقالة من الحزب بعد ٦ سنوات عضوية فيه؟
- تقدمت باستقالتي من الحزب في بيان نشرته على صفحتي بالفيس بوك، وبعدها تقدمت بمحضر رسمي بذلك، برقم ٢٦٦٢ بتاريخ ١٦ مايو ٢٠١٧ إداري أرمنت.
ومن أسباب تقدمي باستقالتي أن الحزب خالف بنود الترشح التي وضعها أمين عام الحزب، والتي أكدت عدم جواز الترشح لأي هارب أو سجين، إلا أنني فوجئت بترشح «الزمر» ونجاحه برئاسة الحزب، وهنا تساءلت كيف يترشح الزمر؟ وكيف يتم انتخابه رئيسًا للحزب؟ وهو هارب خارج البلاد وصادر ضده حكم قضائى، فهل وصلنا لمرحلة إدارة الحزب عن طريق التليفون من تركيا؟
■ هل تقدمت بأي شكوى ضد الحزب؟
- بعد المهزلة التي حدثت داخل الحزب في الانتخابات قررت التقدم بشكوى إلى لجنة الأحزاب، لوقوع بعض التجاوزات في الانتخابات، حيث لم تُجر الانتخابات على أرض الواقع، بل تم ترشيح الفائزين من خلال تربيطات بالتليفون فقط.
وهذا يُعد خطأ فى إجراء الانتخابات وبناءً عليه أطالب بإعادة الانتخابات مرة أخرى، أو تجميد نشاط الحزب، إلى أن يتم النظر في أفكاره الداخلية حاليًا، واستبعاد كل من لطخ يديه بالدماء.
■ ما الأسباب الرئيسية وراء انسحابك من الحزب؟
- منذ فترة أحاول التحدث في سياسة الحزب وأشرح أن الحزب لا بد أن ينفصل عن الجماعة الإسلامية الحاضنة له، وأن يتخلى مجلس شورى الجماعة الإسلامية عن أي منصب داخل الحزب وأن تتم مشاركة أبناء الوطن في الحزب دون تمييز، وأن يكون للمرأة دور بارز في الحزب، وكل هذه الأمور غير موجودة، وكل من يديرون الحزب من داخل الجماعة الإسلامية، هم إدارة الحزب «الشامية» وهي مجموعات معروفة، تدير الحزب وتضع سياساته المنهجية دون الرجوع إلى القاعدة بناءً على السمع والطاعة من قبل الأعضاء لمشايخهم، وتمنيت أن يتحول الحزب إلى حزب مدني كما حدث لحزب النهضة في تونس ويترك العمل الدعوي أو الجماعة الإسلامية. 
كذلك هناك من ترشحوا لانتخابات الهيئة العليا، أو طُلب منهم الترشح دون أن يضعوا برنامج عمل لهم أو دعاية، وهو ما يؤكد أن الانتخابات تمت عن طريق التعيين ولكن في صورة انتخابات.
■ من المسئول عما وصل له الحزب من تجميد لنشاطه؟
- سياسة الحزب هي السبب، خاصة أن القائمين على وضع هذه السياسة لم يمارسوا السياسة من قبل مثل «مجلس شورى الجماعة الإسلامية»، لأن الحزب أصبح الآن عبارة عن مجموعة أملاك لعدد من القادة الهاربين خارج مصر أو المتواجدين في مصر ولكنهم يعتبرونه حزب تكية.
■ لماذا لم تتبرأ الجماعة من أعضائها الهاربين أمثال عاصم عبدالماجد وطارق الزمر ويتم فصلهم عن الحزب؟
- هنا الأزمة، فالحزب يعلن في سياساته أنها تحافظ على مؤسسات وأنها تعمل  لصالح الوطن، لكن في نفس الوقت تختار شخصيات مثيرة للجدل وتصريحاتها تصادمية مع الدولة بل تحارب الدولة من خارج البلاد، كما أنها لا تجرؤ على إعلان انفصال القيادات المتحالفة مع جماعة الإخوان أو المشاركة في الدماء داخل الأراضي السورية.
■ لماذا تصر الجماعة على الاستمرار في عباءة الإخوان؟
- المشكلة هذه يُسأل عنها أعضاء مجلس شورى الجماعة الإسلامية، فالجماعة الآن لا تستطيع الانفصال عن الإخوان لكونها تحاول مسك العصا من المنتصف فتارة مع الدولة وتارة أخرى مع الجماعة كى لا تخسر أي طرف من الأطراف، وهذه علامة استفهام أخرى لابد الإجابة عنها.
■ هل الأمر مرتبط بالتمويلات التي تأتي للحزب أم بالتربيطات؟
- الجماعة الإسلامية بين نارين، نار التخلي عن الإخوان، ونار أنهم يلتزمون بسياسة الدولة، الجماعة تمسك العصا من المنتصف، وأزمة التمويلات في تمويلات الجماعة الإسلامية التي لا نعرف عنها شيئا.
■ ما رؤيتك لمستقبل الجماعة والحزب إذا استمرا على نفس السياسات؟
- الحزب والجماعة أصبحا من الأموات لأنهما غير متواجدين على أرض الواقع، كما أنه لا يوجد أى من الوافدين إلى الجماعة والحزب من الشباب، الحزب والجماعة أصبحا مقتصرين على المقار فقط، وعند بداية الحزب كان هناك مساجد يسيطرون عليها وحاليا سُحبت منهم، وأصبح العمل مقتصرًا على أن الجماعة تستغل الحزب كواجهة سياسية نظامية إعلامية من داخل المقرات فقط، والمقرات التى تعمل حاليا «القاهرة والإسكندرية» فقط.
■ هل تؤيد الفصل بين الحزب والجماعة؟
- هذا هو مطلبى الوحيد أن يستقل الحزب بشكل تام عن الجماعة ولا يكون هناك أي ارتباط بينهما.
■ قضيت ٦ سنوات في الحزب لماذا قررت المطالبة بالفصل؟
- عندما قررت الانضمام إلى حزب البناء والتنمية كان في مطلع ثورة ٢٥ يناير، وكانت وقتها الأمور غامضة، ولم أتوقع أن يصل الحزب إلى هذا الحد، فكان الجميع يتوقع أن يصبح هناك طفرة في الحياة السياسية مع انضمام الجماعة إليه، لكن الواقع كشف عكس ذلك.
■ هل الأمن له علاقة بانتخابات الجماعة؟
- محتمل أن يحدث ذلك، لكن الجماعة في كل الأحوال أرسلت خطابًا للأمن للاستئذان في إجراء الانتخابات الداخلية وبالفعل أذن لها، ولكن الأغرب هو نجاح العدو الأول للدولة في رئاسة حزب سياسي في مصر.
■ كيف يتم الاعتراف بالنظام ويفوز «الزمر» برئاسة الحزب رغم تحريضه ضد الدولة؟
- هذه من المعادلات الغريبة جدًا والتي كشفت عنها الانتخابات الأخيرة، حيث دائمًا ما تعلن الجماعة استمرارها في دعم الدولة وفي نفس الوقت تدعم تحالف جماعة الإخوان الإرهابية، باستمرار إحدى أذرعها داخل الجماعة الإسلامية رئيسًا للحزب، وبالفعل سيكتب شهادة وفاة الجماعة.
■ بعدما نجح «الزمر» ردد بعض أبناء الجماعة بأنه سيعود لمصر؟
- نعم، وذلك لأن موافقة الزمر على رئاسة الحزب تعني أنه يحتمل أن يرجع مصر مقابل اتفاقيات معينة بين النظام والحزب.
■ وماذا عن القضايا التي صدر فيها أحكام ضده؟
- رؤيتي أنه سيتم فتح قضية طارق الزمر مرة أخرى ويتم النظر فيها، ومن المحتمل أن يحصل على براءات فيها، مقابل تحقيق أهداف يريدها البعض.
■ هل الجماعة بها كوادر شبابية؟
- الجماعة في مرحلة الشيخوخة، لأن أصغر الأعضاء سنًا في الجماعة حاليًا سنه ٥٠ عامًا، كما أن الحزب بُني على أعضاء الجماعة القدامى ولا يوجد وافدين جدد على الجماعة، فمن المفترض أنه بعد أقل من خمس سنوات ستنتهى الجماعة نهائيًا، وذلك لأن مجلس شورى الجماعة الإسلامية عامل الحزب كواجهة إعلامية فقط، لكن الواقع أن الحزب ليس له سياسة أو رؤية معينة.
■ من أين تأتي تمويلات الحزب؟
- غير معروفة المصدر، لكن يوجد تبرعات داخلية من الأعضاء.
■ هل الجماعة ما زالت ملتزمة بمبادرة وقف العنف؟
- رغم مرور سنوات طويلة على مبادرة وقف العنف التى أصدرت في ١٩٩٧، ما زال عدد كبير من أبناء الجماعة يتمسكون بمبادرة العنف، وهذا ظهر من خلال الهاربين خارج البلاد والذين انضموا إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا أو غيرها من الدول، ولكن هناك عددًا كبيرًا أيضًا يرفض العنف ولكن صوته ضعيف داخل الجماعة.