البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مكاتب تحفيظ القرآن الصوفية.. هل تقدر على مواجهة مراكز السلفيين؟

أحمد التسقياني والشيخ
أحمد التسقياني والشيخ عبدالخالق الشبراوي

«التسقياني»: نحتاج إلى تعديل صورتنا لدى الناس.. و«الشبراوي»: السلفيون يغرون الأطفال بالجوائز والمسابقات
وكيل «الشريعة والقانون»: الأزهر وحده هو المعنى بالتحفيظ.. ونخشى تخريج أطفال مشوهين من كتاتيب الصوفية

رغم كثافة انتشار مراكز تحفيظ القرآن التى يشدد الأزهر على رعايتها فى القرى بحجة مواجهة خطر نظيرتها السلفية، فإن الأخيرة ما زالت قادرة على استقبال أعداد ضخمة من أطفال النجوع. اليوم وجراء كل التحذيرات التى يرددها المتخوفون من كتاتيب السلفيين والأفكار التى يبثونها من خلالها، تؤكد الطرق الصوفية على امتلاكها لمراكز تحفيظ لا تقل عن المراكز الأزهرية وتنشر المنهج الصوفى، ولكن هل ستكون قادرة على التصدى للسلفيين؟
تمتلك «العشيرة المحمدية» مركزًا لتحفيظ القرآن إلى جوار مسجدها فى الدراسة، فيما تقيم «العزمية» مراكز لها فى المحافظات. «الشبراوية» هى الأخرى تملك مراكز فى المنوفية والدقهلية والقليوبية، ولكنّ السؤال: إلى أى مدى تقدر هذه المراكز على جذب الطلاب من مراكز السلفيين؟
«الواضح أن المراكز السلفية ما زالت متفوقة فى استقبال الأطفال»، وفقًا لأحمد التسقياني، شيخ الطريقة «التسقيانية»، الذى قال إن نجاح هذه المراكز يرجع إلى التعامل الممنهج معها من قبل السلفيين الذين ينشرون من خلالها أفكارهم. وأوضح أنها مصدر لتفريخ أصحاب الأفكار المتشددة، معربًا عن تخوفه من الدور الذى تقوم به هذه المراكز تحت ستار تحفيظ القرآن فى القرى.
ولفت إلى أن الإقبال المحدود على مراكز التحفيظ الخاصة بالطرق يرجع إلى أن للصوفية منهج تربية وليس فكرًا تسعى الطرق لنشره من خلال مراكز، ومن ثم فاستقبال أعداد ضخمة فى مراكز الطرق لا يعتبر هدفًا.
وتطرق إلى أزمة تواجهها الطرق وتؤثر فى وجودها بالقرى، وهى تعامل الناس مع الصوفية كفلكلور شعبى وليس منهجًا، محملًا المسئولية فى ذلك إلى الطرق التى لم تسع لتغيير هذا التصور. ولفت إلى أنه على مستوى طريقته يقوم باستغلال الموالد والمناسبات الدينية فى إقامة ندوات دينية تثقيفية على خلاف بعض الطرق التى تكتفى فى الاحتفالات بحلقات ذكر ومنشد وفقط.
من جانبه شدد الشيخ عبدالخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية، على انتشار مراكز تحفيظ تابعة للطريقة على مستوى المحافظات، قائلًا، لنا فى كل محافظة مسجدان وثلاثة، وفى كل مسجد هناك حلقات التحفيظ التى يشرف عليها أحد أبناء الطريقة العلماء. ولفت إلى أن هذه المراكز تستقبل كل أطفال القرية سواء من أبناء الطريقة أم لا، مشيرًا إلى أن نجاح المراكز السلفية فى إغراء الطلاب هو الأنشطة والمنافسة والجوائز التى يخصصونها للطلاب المترددين عليهم، منوها إلى أن مراكز التحفيظ التابعة لطريقته تحاول أن تحاكى هذا الأمر لإقناع الأهالى بالكف عن إرسال أبنائهم إلى مراكز السلفيين.
الدكتور عبدالحليم منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، من جانبه أقر بقوة مراكز تحفيظ السلفيين، مؤكدًا أن تقليصها وإقامة مراكز بديلة مهمة الأزهر.
وأوضح أن مراكز تحفيظ الطرق الصوفية هى الأخرى يخشى أن تتطرق إلى أمور ليست من صحيح الدين، ومن ثم تخرّج أطفالًا مشوهين دينيًا، مشيرًا إلى أن الضمانة الوحيدة هو أن يقوم الأزهر بدوره فى السيطرة على مراكز التحفيظ وتشكيل مضمونها العلمى الذى تقدمه وفقًا لمرجعية وسطية الأزهرية.
ولفت إلى أن الأزهر يقوم بهذا الدور الآن، لكن الوضع يحتاج إلى وقت لتقليص مراكز السلفيين والقضاء عليها.