البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مواقف متضاربة وأجندات مختلفة

الجماعة الإسلامية.. "يد ترفع المراجعات.. ويد تدعم العنف"

 ممدوح على يوسف،
ممدوح على يوسف، القيادى بالجماعة الإسلامية

تواجه الجماعة الإسلامية موقفًا محرجًا، مع مصرع أحد قياداتها، المدعو أبوالعلا عبدربه، قاتل فرج فودة، وذلك خلال المعارك فى مدينة حلب السورية، مساء الثلاثاء، إذ تؤكد الواقعة ارتداد الجماعة على موقف المراجعات التى عقدتها بداية التسعينيات وتركت على أثرها السلاح. وتفاديًا لهذا تجنبت الجماعة التعليق على حادث الوفاة، إذ امتنعت عن إصدار بيان لتتبرأ من الإرهابى المصري، فيما توالت رسائل النعى على مواقع التواصل الاجتماعى من قبل قيادات الجماعات الهاربين فى الخارج.

وأعلن أحمد زكريا القيادى بالجماعة الإسلامية، عن مقتل «أبوالعلا» قائلًا: «ننعى بكل حزن شهيدنا المغوار أبوالعلا بدر فى سوريا الحبيبة، فقد عاش أبيًا ومات شهيدًا». وتابع عبر حسابه على «تويتر»: «أسأل الله الفردوس الأعلى لشهدائنا عمر عبدالرحمن وعصام دربالة، ورفاعى طه، السلاموني، وأبوالعلا بدر وجميع الشهداء».

 من جانبه نعى ممدوح على يوسف، القيادى بالجماعة الإسلامية، والهارب خارج البلاد، «عبدربه» قائلًا: «أزف إليكم نبأ استشهاد أخى الحبيب الغالى الشيخ أبوالعلا عبدربه على أرض سوريا الحبيبة».
وأضاف على حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «صدق الله فصدقه الله، باع الدنيا بما فيها، وذهب إلى ربه مهاجرًا، وأحسب أن الله تعالى أحسن وفادته»، مستشهدًا بقوله تعالى: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه». وتابع: «أبوالعلا أنت الفائز ونحن الخاسرون إن لم يتغمدنا الله برحمته». 
كما قال سمير العركي، القيادى بالجماعة الإسلامية عبر حسابه على «تويتر»: «اللهم ارحم عبدك أبوالعلا عبدربه، وتقبله فى الشهداء وأنزله منازل الشهداء واغفر له واكتبه من السعداء».
و«عبدربه» لم يكن الوحيد الذى نعته الجماعة الإسلامية رغم دعوته إلى العنف والعمل المسلح والمشاركة ضمن مجموعات وجماعات مصنفة على أنها جماعات إرهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة الإرهابي، حيث سبقه فى الحصول على دعم الجماعة رغم دعوته للعنف الشيخ رفاعى طه الذى تم قتله فى سوريا أيضا أثناء مساعيه للصلح بين التنظيمات الإرهابية المسلحة المتقاتلة هناك، هذا بالإضافة إلى محمد مدحت مرسى القيادى البارز بالجماعة الذى قتل هو الآخر هناك وغيرهم من قيادات الجماعة غير المعروفين لوسائل الإعلام الذين هربوا من مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو المجيدة للانضمام إلى تلك الجماعات الإرهابية المسلحة.
مواقف متضاربة تعيشها الجماعة الإسلامية وذراعها السياسية حزب البناء والتنمية فى مصر، فعلى الرغم من إعلان الجماعة تخليها عن العنف والعمل المسلح فى مصر بعد مراجعاتها عام ١٩٩٧ وطردها أى قيادى بها يدعو إلى العنف، تراجعت الجماعة عن فكرتها هذا ودعمت بشكل متضارب قياداتها الداعمين للعنف وخاصة بعد مقتلهم أثناء اشتراكهم ضمن الجماعات الإرهابية المسلحة فى سوريا.
تضارب الجماعة الإسلامية كان أيضا ظاهرا وبقوة فى المواقف السياسية فعلى الرغم من إعلان الجماعة خروجها مما يعرف باسم تحالف دعم الشرعية إلا أنها وفى الوقت ذاته لا يزال بعض رجالها منضمين لصفوف تحالف الإخوان ولم يخرجوا منه، ونفس الحال مع الدولة فعلى الرغم من وجود تفاهمات كبيرة بين الجماعة والدولة حاليا إلا أنها لا تزال ترفض المشاركة فى الحياة السياسية المصرية خوفا من جماعة الإخوان الإرهابية والهجوم المتوقع منها على الجماعة حال المشاركة الفعلية.