البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الهجرة إلى إسرائيل.. كابوس يخطف الشباب المصري إلى المجهول.. أعدادهم تقدر بـ"64" ألف شاب.. مراقبون: خطر متصاعد سببه البطالة.. وخبراء: يعيشون في إسرائيل مواطنين درجة 10.. وبرلماني: ندرس القضية

الهجرة إلى إسرائيل
الهجرة إلى إسرائيل

مصر تهاجر عبر البحر في مركبة غير شرعية، أو إلى جهنم عبر الحدود إلى إسرائيل، الخطر متصاعد والحكومة لا تملك إلا الشجب والاستنكار دون البحث في السبب في ظل أزمة بطالة طاحنة، تل أبيب صارت منطقة جذب للمصري العاطل، إسرائيل قررت أن تضرب مصر من بوابة الشباب، ترحب بهم، تمنح لهم فرص عمل بمرتبات عالية، وتزوجهم من إسرائيليات مع إغراءات أخرى لجذب المزيد من المصريين، والحكومة مستمرة في التجاهل، رغم خطر الهجرة في عرض البحر أو إلى شوارع تل أبيب. 

واقع الأمر، أنه ليست هناك إحصائيات رسمية عن عدد المهاجرين إلى إسرائيل، غير أن النائب السابق عن شمال سيناء حسام الرفاعي، قال: إن أعداد الجالية المصرية في إسرائيل وصل إلى ما يزيد عن الـ64 ألف مصري، كما أن هناك قرى بالكامل فى إسرائيل، تسكن فيها الأسر المصرية، فيما قالت وزارة الخارجية المصرية: إن عدد المواطنين المصريين الذين يعيشون في إسرائيل "لا يتجاوز 6000 مواطن، ووفقا لتقديرات رسمية"، هناك "140 شابا فقط سجلوا أنفسهم في القنصليتين المصريتين في تل أبيب وإيلات". 
وبدأت الهجرة إلى إسرائيل في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، بعد أن ضاقت بهم الحياة داخل مصر فلجأوا إلى السفر إلى هناك بعد أن فتحت لهم دولة الاحتلال ذراعيها وقدمت لهم كل سبل الراحة والعيش من أجل استقطابهم إلى تل أبيب، ومنهم من تزوج بعرب 48- سواء مسلمات أو مسيحيات- الحاصلين على الجنسية الإسرائيلية وبعضهم من يعيش داخل الخط الأخضر وداخل الحدود الإسرائيلية، وهؤلاء تزوجوا وانجبوا من زوجاتهم بعد أن سافروا معهم إلى إسرائيل وشغلوا وظائف في شركات ومشاريع إسرائيلية وأنجبوا أطفالا يحملون الجنسية الإسرائيلية. 
وفي عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وبعد وقوع انتهاكات ضد الأقباط فى مصر وحرق الكنائس، هاجر البعض من الأقباط إلى إسرائيل، بزعم أن مصر أصبحت دولة تحارب الأقليات الدينية وسهلت تل ابيب دخول الأقباط بهدف شق الصف المصري، لكن معلومات مؤكدة أن كثيرا منهم عادوا إلى البلاد بعد ثورة 30 يونية، وعودة الاستقرار إلى الوطن ورحيل الإخوان عن الحكم. 
هنا يقول طارق الخولي- وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب: إن اللجنة ليس متوافر لها إحصائيات بأعداد المصريين في إسرائيل، مشيرًا إلى أن بعيدًا عن عدم توافر فرص العمل في مصر، إلا أن سفرهم وعملهم هناك يعد نوعا من الخيانة وعدم الوطنية، موضحًا أن أمامهم فرصا أخرى للسفر لأي دولة عربية أو أوروبية للعمل بها بديلة عن العدو الذى يحاربنا ومحتل دولة عربية، مؤكدا أنه لا يوجد مبرر للعمل في إسرائيل بعدم وجود فرص عمل في مصر وزيادة البطالة. 

وقال الخولي: إن إسرائيل تعمل على جذب الشباب المصري، لتحقيق أطماعها وأهدافها لتنفيذ مشروعها الاستعماري، مؤكدًا أن لجنة الخارجية بالنواب تعمل حاليا على إنجاز دراسة سياسية لسفر المصريين إلى دولة الاحتلال، وسيتم مناقشتها فى البرلمان قريبًا.
وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط بجامعة القاهرة: إن المصريين فى إسرائيل، منهم من يعيش بطريقة رسمية وحاصل على ما يسمى بالهوية الزرقاء- للتمكن من العيش في إسرائيل- ومنهم من يعيش دون أوراق لكن لا تتم مطاردتهم، ويتم استيعابهم على أنهم لاجئون، لافتا إلى أن الجالية المصرية الموجودة في إسرائيل يتراوح عددها ما بين 55 - 62 ألف مصري وفقًا لدراسة حديثة، مشيرًا إلى أنهم يعملون في المهن التي يطلق عليها في إسرائيل "الأعمال القذرة"، والتي يترفع المواطن الإسرائيلي عن العمل بها.
وحول تزايد أو تناقص تعداد الجالية المصرية في إسرائيل، ومدى تأثيره على الأمن القومي المصري قال فهمي، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس: "مهما قل أو كثُر عدد المصريين الذين يعيشون في إسرائيل فهم لا يستطيعون أن يمسوا أو يؤثروا على أمنها، خصوصًا وأنهم من الطبقات الدنيا في المجتمع، مؤكدًا على أنه إذا كانت إسرائيل تعتبر عرب 48 مواطنين درجة ثالثة فأنها تنظر للمصري الحاصل على الجنسية الإسرائيلية على أنه "شبه مواطن"، وتضعه في الدرجة العاشرة ضمن مواطنيها.
وعن موقف الجنسية، وهل يملكون جنسية مزدوجة أم جنسية تل أبيب فقط، لام فهمي، على الخارجية المصرية، وجهلها لأعداد المصريين فى إسرائيل، وعدم علمها بأعمالهم هناك، مؤكدًا أن أبناء المصريين فى إسرائيل يحق لهم أن يحملوا الجنسية المصرية، ويمكن لهم أن يمتلكون أرضى فى مصر، ويعيشون بيننا حاملين الجنسية الإسرائيلية بجانب الجنسية المصرية، محذرًا من زواج بدو سيناء باليهوديات، منوها على أهمية عدم السماح بازدواج الجنسية لمن يحمل الجنسية الإسرائيلية، وتشريع قوانين تحرم حامل الجنسية الإسرائيلية من الحصول على الجنسية المصرية.
أشار إلى أن هناك جاليه مصرية فى إسرائيل عددها يتجاوز الـ 60 ألف مصري، منهم من التحق بجيش الدفاع فى إسرائيل، ومنهم من لعب فى منتخبها الوطني.
فيما قال الدكتور منصور عبدالوهاب، الخبير فى الشئون الإسرائيلية، أن الشباب المصري يدمرون مستقبلهم دون أن يدروا عندما يهاجر إلى إسرائيل، ويجلبون العار لأنفسهم ولأهلهم بحجة "الظروف الصعبة"، كما أنها تجذبهم من خلال الأموال الوفيرة، والخدمات التى لا يجدونها فى بلدانهم.
أوضح عبدالوهاب، أن عددا كبيرا من المصريين يقدر بالآلاف يعيش داخل إسرائيل، نظرًا لسهولة السفر إليها والظروف المعيشية التى كانوا مفتقدينها في الدول العربية، محذرا من استمرار هذا النوع من الهجرات، التي وصفها بـ" العار".