البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

رجال إبليس على الأرض.. 350 ألف "مشعوذ " يسكنون أقاليم وقرى مصر .. 22 مليار جنيه فاتورة دجلهم سنويًا.. الكتاتني أسقط أم خديجة المغربية.. وششتاوي الشرقية خلف القبضان

البوابة نيوز

"كذب المنجمون ولو صدفوا"، مقولة تتردد على الألسنة، وليست حديثًا نبويًا، وإن كان معناها صحيحًا، ورغم التطور العلمي والتكنولوجي لكن ذلك لم يحد من ظاهرة المنجمون والمشعوذين، بل بات هذا المجال بابًا مفتوحًا للترويج لتجارة الوهم لتلقى قبولًا لدى أصحاب النفوس الضعيفة.
قديمًا كانت علاقتنا بالمشعوذين من خلال الأعمال الدرامية والتي أداها الفنان الراحل أحمد زكي بجدارة في عمل سينمائي أطلق عليه "البيضة والحجر"، أما اليوم فكان الفيس بوك والأخطر أن أصبحت تجارة الشعوذة عبارة عن سلعة مشروعة يعلن عنها من خلال الفضائيات والقنوات التلفزيونية.
وشهدت الأيام الأخيرة العديد من الحملات الأمنية نجحت فيها وزارة الداخلية، فى القبض على عدد من شبكات تجارة الوهم التي يتزعمها من يطلقون على أنفسهم "شيخ" أو "الدكتور الروحاني"، ويختار لنفسه جنسية غير المصرية وغالبًا يكون مغربي؛ ليكسب لنفسه هالة من الجلال والرهبة لدى المترددين عليه.

"إفيهات الدجالين"
الطريف أن العديد من الدجالين يطلبون طلبات غريبة ممن يلجئون إليهم، كما يتلفظون بعبارات وإفيهات مضحكة أصبح يتداولها المصريون كنوع من الطرائف، ومن أشهر هذه الطلبات "رجل نملة"، و"أثر من الزوج أو الزوجة"، و"كتكوت أحول"، و"أرنب أسود"، و"ورك ضفدعة".
أما عبارات الدجالين فأشهرها "أشتاتًا أشتوت"، "شمهورش يا شمهورش"، "حايييييي"، وغيرها من العبارات التي يتم غالبًا ضبطها لغويًا لتكون على شكل السجع والعبارات المتوازنة، لتؤثر في سمع من يلجأ للدجال.



العاملون بالمهنة
رغم الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها مصر في الوقت الراهن نتيجة للتدهور مستوى المعيشة وارتفاع معدلات التضخم وبقاء دخول نحو 50% من المواطنين تحت خط الفقر، فإنهم ما زالوا ينفقون مبالغ طائلة على أعمال السحر والشعوذة تقدر بـ 22 مليار جنيه سنويًا، بحسب تقديرات خبراء اقتصاديين.
وبحسب الإحصائيات التي أعدها عدد من الخبراء ونشرتها صحف مصرية، يصل عدد العاملين بهذه المهنة إلى 350 ألف مشعوذ ومشعوذة موزعين على أنحاء مختلفة من مصر ويستفيد من ورائهم عدد آخر من المهن مثل "العطارين" الذين يوفرون البخور وبعض الطلبات الغريبة للمشعوذين.
وتقول دراسة علمية مصرية أعدها الباحث محمد عبدالعظيم، بالمركز القومي المصري للبحوث الاجتماعية والجنائية: إنه رصد قرابة 300 ألف شخص يعملون في مجال الدجل والشعوذة في مصر، منذ أكثر من خمس سنوات، ما يعني ارتفاع العدد حاليًا، وأن هذا يأتي نتيجة استمرار اعتقاد الكثير من الأسر المصرية في دور هؤلاء الدجالين في حل الكثير من المشاكل المستعصية، مثل تأخر سن الزواج أو عدم الإنجاب والعقم أو فك السحر والأعمال، وأن كم الخرافات والخزعبلات التي تتحكم في سلوك المصريين يصل إلى 274 خرافة.


كان أشهر هؤلاء الذين سقطوا في قبضة الأمن الشيخة "أم خديجة المغربية"، حيث انكشفت عمليات النصب التي تقوم بها، وتبين أن أكبر شاهد على نصب السيدة، أن حسن الكتاتني المغربي الداعية الإسلامي الشهير الحقيقي وليس المزور، المنتشر على المواقع بقدرته على علاج السحر، أكد أن المدعوة أم خديجة المغربية التي ملأ اسمها وصورتها الفضائيات المصرية، أثناء الإعلان عن مركز الرقية الشرعية مجرد خرافة، استغلتها بعض الفضائيات للترويج للدجل والشعوذة التي لا تمت للإسلام بصلة، مشددًا على عدم معرفته بهذه السيدة، وتنصله من أي مراكز مخصصة للدجل والشعوذة في مصر.
وانكشف أمرها بما فعله فريق إعداد برنامج "هنا العاصمة" عبر فضائية "CBC"، عندما تواصل معها عبر طريق تطبيق "واتس آب"، حيث طلبت إرسال مبلغ 2800 جنيه من خلال حوالة بريدية باسم أحد مساعديها ليتم بدء العلاج.
ونجح رجال الأمن في وضع خطة للقبض على عصابة "أم خديجة"، بعد أن أكدت التحريات أن المتهمين أطلقوا على أنفسهم الشيخ حسن الكتاتني وأم خديجة المغربية، وبالتعاون مع آخرين يعملون بصحبتهم لتسهيل ممارسة نشاطهم.

الششتاوي
في الشرقية قررت نيابة مركز شرطة الزقازيق، حبس إبراهيم الششتاوى، أسطورة الدجل والشعوذة، بتهمة النصب على مواطنين.
بداية الواقعة بإلقاء القبض على "إبراهيم م ال" وشهرته الششتاوي، 67 سنة، عاطل ومقيم شنبارة الميمونة، دائرة مركز الزقازيق لنصبه على مواطنين باسم "الدجل والشعوزة".
وبمداهمة منزله تم ضبط عدد كبير جدًا من الأعمال السحرية المختلفة، مدون عليها تلاصم قنفد محنط، وأحجار مجهولة، وعدد كبير من الأحجبة والصور لأشخاص مجهولة، وكذا ضبط عدد كبير من كتب الأعمال السفلية، وأعمال الربط وجلب الحبيب والعديد من الأعمال التى من شأنها إيذاء الأشخاص، وضبطت ملابس نساء وتم ضبط 2 هاتف محمول تحوى صورا ومقاطع مخلة بالآداب العامة.
تبين من التحريات نصبه على مواطنين بإيهامهم بأن له قدرات خارقة على فك أعمال السحر والقيام بالأعمال والأحجبة وجلب الحبيب مقابل مبالغ مالية، والهواتف المحمولة لسهولة تواصله مع عملائه، والمقاطع الجنسية لم يبرر سبب تواجدها بهاتفه المحمول، وتحرر عن ذلك المحضر رقم ٢٣٥٢ إدارى مركز الزقازيق، وجارٍ العرض على النيابة العامة.

 مغامرة
في وقت سابق تمكنت محررة "البوابة نيوز" من التواصل مع إحدى الدجالات وتدعى "أم شروق"، بمحافظة القليوبية، حيث ادعت "محررتنا" بأنها تعانى من عدم إتمام الزواج رغم ارتباطها أكثر من مرة، حيث سألتها "الشيخة" عدة أسئلة عن الأمور الخاصة.
وعقب ذلك: "أخذت "أم شروق نفسًا عميقًا وأغمضت عينيها لمدة وجيزة لا تتجاوز الخمس دقائق وبعدها أخذت تتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة طالبة من "المحررة" أن تردد تلك العبارات وراءها وبعد الانتهاء من ترديد تلك العبارات أخبرتها الشيخة "معمولك عمل على إيد واحد من جيرانك".
وأشارت الشيخة إلى أن "فك العمل يلزم تبييته دون أن تفسر معني كلمة "تبييته" وطلبت مبلغًا ماليًا رمزيًا بشكل مبدأي وقدره عشرين جنيهًا" ووعدتها بحل مشكلتها في المقابلة الثانية. 
وأكدت الشيخة أن كل ما تحتاجه من صاحب أي مشكلة يريد حلها فقط "صورة شخصية – تاريخ الميلاد – اسم الأم – وأي شيء يرتديه صاحب المشكلة".
يذكر أن المحررة لم تتواصل مع الدجالة بعد ذلك، وتزوجت منذ قرابة العامين.