البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

أكدت أن الاحتفال بها جائز شرعًا

المؤسسة الدينية تنتصر للمرأة في عيدها

مشيخة الأزهر الشريف
مشيخة الأزهر الشريف

«الإفتاء»: من مظاهر تكريم الأم الاحتفاء بها.. و«الأزهر»: ننحنى لأم الشهيد

اجتمعت كلمة المؤسسة الدينية «الأزهر ودار الإفتاء» فى اليوم العالمى للأم على تهنئة الأمهات فى مصر، مؤكدة أن الاحتفال بعيد الأم جائز شرعا.
وقال شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب: إن من أكثر الأمهات إجلالًا وتعظيمًا هى تلك الأم التى قدمت أبناءها فداءً للوطن. 
وأوضح «الطيب» أنه إن كانت هناك أمًا تنحنى لها الرؤوس إجلالًا وإكبارًا فهى «أمُّ الشَّهيد»، بمناسبة «يوم الأم العالمى»، لافتًا إلى أن الأزهر بجميع هيئاته العلمية والتعليمية يقدِم بين يدى أم الشَّهيد أسمى معانى الاعتزاز والإجلال والإكبار، وأغلى مشاعر التقدير والاحترام، لمنزلتها العُليا ومقامها السَّامى فى مدارج البطولة والتضحية، والصبر وإنكار الذات، والإعتلاء على مشاعر الحزن والألم.
وتابع، اعلمى أيتها «الأم» التى تفقد حبيبها فى هذه الذكرى أن الله تعالى هو الذى يباركك اليوم ويُعد لك من هدايا الجنة ومنازل الفردوس ما يُحتقر إلى جوارِه ذهب الأرض ومتاعها القصير الفانى، مشددًا يكفيكِ شرفًا أنكِ قدمتِ فلذة كبدك بين يدى الله، فى تسليم ورضاء بقضائه وقدره، لما ينتظر للصابرين والمحتسبين مما لا عين رأتْ ولا أذن سمعتْ ولا خطرَ على قلبِ بشر.
وفى الوقت نفسه، أكدت دار الإفتاء أن الاحتفال بيوم الأم أمر جائز شرعًا لا مانع منه ولا حرج فيه، والبدعة المردودة إنما هى ما أُحدث على خلاف الشرع، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله.
وأضافت الفتوى: أن من مظاهر تكريم الأم الاحتفاء بها وحسن برها والإحسان إليها، وليس فى الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم، فإن هذا أمر تنظيمى لا حرج فيه، ولا صلة له بمسألة البدعة التى يدندن حولها كثير من الناس فإن البدعة المردودة هى ما أُحدث على خلاف الشرع لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» متفق عليه من حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، ومفهومه أن من أَحدث فيه ما هو منه فهو مقبول غير مردود.
وقالت الأمانة العامة للفتوى بالدار، وقد أقر النبى صلى الله عليه وآله وسلم العرب على احتفالاتهم بذكرياتهم الوطنية وانتصاراتهم القومية التى كانوا يَتَغَنَّوْنَ فيها بمآثر قبائلهم وأيام انتصاراتهم، مشددة أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم يجعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة، بل ويجعلها مقدمة على الأب.
وأوضحت الفتوى، أن معنى الأمومة عند المسلمين هو معنى رفيع له دلالته الواضحة فى تراثهم اللغوى، فالأم فى اللغة العربية تُطلق على الأصل وعلى المسكن، وعلى الرئيس، وعلى خادم القوم الذى يلى طعامهم وخدمتهم، مشيرة إلى أن موروثنا الثقافى يزيده نصاعةً ووضوحًا وذلك فى الاستعمال التركيبى «لصلة الرحم» حيث جُعِلَت هذه الصفة العضوية فى الأم رمزًا للتواصل العائلى الذى كانت لَبِنَاتُه أساسًا للاجتماع البشري؛ إذ ليس أحدٌ أحق وأولى بهذه النسبة من الأم التى يستمر بها معنى الحياة وتتكون بها الأسرة وتتجلى فيها معانى الرحمة.
وذكرت الفتوى أن هذا المعنى الرفيع للأمومة يتجلى عندنا مدلولًا لغويا وموروثًا ثقافيا ومكانةً دينية يمكننا أن ندرك مدى الهوة الواسعة والمفارقة البعيدة بيننا وبين الآخر الذى ذابت لديه قيمة الأسرة وتفككت فى واقعه أوصالُها، فأصبح يلهث وراء هذه المناسبات ويتعطش إلى إقامتها ليستجدى بها شيئًا من هذه المعانى المفقودة لديه، وصارت مثل هذه الأيام أقرب عندهم إلى ما يمكن أن نسميه «التسول العاطفي» من الأبناء الذين يُنَبَّهون فيها إلى ضرورة تذكر أمهاتهم بشيء من الهدايا الرمزية أثناء لهاثهم فى تيار الحياة الذى ينظر أمامه ولا ينظر خلفه. بينما أكد الشيخ أحمد البهى، إمام وخطيب بالأوقاف، أن عيد الأم ليس عيدًا بالمعنى الشرعى أو اللغوى ليقول عنه البعض بالبطلان، مشيرًا إلى أنه يومًا يختلف الاحتفال به فى بلدان العالم، وأنه يوم لتذكير الناس بفضلها ومكانتها.