البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

رئيس "الأرصاد" لـ"البوابة نيوز": "السيسي" أنقذ "الهيئة" من الضياع .. الرئاسة اعتمدت 100 مليون جنيه لتنفيذ أعمال البنية التحتية.. شراء أجهزة رادارات الطقس وضعت "أرصاد مصر" على خريطة العالم

الدكتور أحمد عبدالعال
الدكتور أحمد عبدالعال رئيس هيئة الأرصاد ومحررة البوابة

عانت مصر خلال الفترة الأخيرة حالة من التقلبات الجوية على المدى القصير، بينما كانت خلال السنوات الماضية هناك حالة من التغيرات المناخية التى لم تعرفها مصر من قبل سواء فى الارتفاع المفرط بدرجات الحرارة أو تساقط السيول. وخلال ذلك وجهت الكثير من الاتهامات، وأثيرت أيضا شائعات كثيرة حول عدم دقة تقارير الأرصاد الجوية، وهو ما تسبب فى تعرض البلاد لخسائر ضخمة، إلى جانب كثير من الاستفهامات التى يجيب عنها الدكتور أحمد عبدالعال رئيس هيئة الأرصاد الجوية فى حواره لـ «البوابة»، الذى كشف خلاله عن انضمامه إلى عضوية المجلس التنفيذى لمنظمة الأرصاد الجوية، وممثل هيئة ورئيس اللجنة الدائمة فى الأرصاد الجوية فى جامعة الدول العربية، وإلى نص الحوار:

■ بم تفسر حالة عدم الاستقرار والتقلبات الجوية التى تشهدها مصر خلال الفترة الأخيرة؟
- بما أننا فى فصل الشتاء فهناك فرص للأمطار والرياح، ومن المتوقع حدوث تقلبات جوية بهذا الشكل، إلى جانب أن التغيرات التى حدثت هى تغيرات طبيعية لفصل الشتاء، خاصة أن تغير الكتل الهوائية من مكان إلى آخر يؤدى إلى التقلبات الجوية، وكانت عبارة عن كتلة من الهواء الساخن جاءت من الجزيرة العربية، سخنت الأرض لمدة يومين، وهذا الارتفاع مؤقت، ثم جاءت كتلة هواء باردة من جنوب القارة الأوروبية، لذلك حدث عدم استقرار.
■ ماذا عن اليوم العالمى للأرصاد ومدى الاهتمام به خاصة أنه يشهد مشاركة وزير الطيران المدنى؟
- يعتبر ٢٣ مارس عيد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وتبلغ جميع مرافق الأرصاد فى العالم للاحتفال بهذا اليوم، وهو يعتبر يوم دخول اتفاقية إنشاء منظمة الأرصاد الجوية عام ١٩٥١ حيز التنفيذ، كما أن المنظمه سنويا تختار موضوعًا للاحتفال به ومناقشته عالميًا، وهذا العام تتحدث عن «فهم السحب»، وتعتبر السحابة مهمة جدًا فى عمل الأرصاد.
وفى مصر نحتفل من خلال مشاركة وزير الطيران المدنى شريف فتحى وستكون الاحتفالية تحت رعايته، إلى جانب احتمالية مشاركة رئيس الجمهورية.
■ هل هناك اهتمام حقيقى من الدولة بهيئة الأرصاد الجوية؟
- لأول مرة منذ إنشاء الهيئة، أجد السلطة التنفيذية وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى يولون هذا الاهتمام بالهيئة.
■ كيف استفادت الهيئة من هذا الاهتمام؟
- أثناء لقائى برئيس الوزراء، تحدثنا عن تطوير هيئة الأرصاد وشراء أجهزة حديثة، فى نفس اليوم تم العرض على رئيس الجمهورية، ووقتها قرر الرئيس اعتماد ١٠٠ مليون جنيه لتطوير الأرصاد الجوية، وحدث هذا بالفعل منذ عام، كما وافق على مشاركة القوات المسلحة فى شراء الأجهزة لوجود أجهزة بترددات عالية.

■ سبق وذكرت أن الهيئة تحتاج إلى أجهزة للكشف عن الأرصاد؟ هل فعليًا تم شراؤها أم لا؟
- تعتبر «رادارات الطقس» من أهم الأجهزة التى تحتاجها الهيئة وموجود فى العالم كله إلا مصر، لأن أسعارها مرتفعة جدا ويصل إلي ٢ مليون دولار، لكن الرئيس اتفق مع القوات المسلحة على شراء ٣ أجهزة «رادارات الطقس»، لتوقع حدوث الأمطار والسيول بشكل عالٍ، وتم الانتهاء من شرائها بالفعل، وسيتم التركيب قريبا، خاصة أن القوات المسلحة بدأت فى الاتفاق مع الشركة التى وقع عليها اختيار توريد تلك الأجهزة، كما تم شراء هيدروفورميتر «الكمبيوتر العملاق» المتخصص فى سرعة الأبحاث والمعدلات والأتوماتيك، والكمبيوتر لم يدخل مصر فى مجال الأرصاد، ولكن موجود فى دول عربية، وبدأت الشركة فى الاستيراد، إلى جانب وجود ٣٠ محطهة أتوماتيك تم توزيعها على مستوى الجمهورية.
■ بماذا تنصح المصريين مع قرب قدوم فصل الربيع؟
- الأيام الأولى من فصل الربيع تتشابه كثيرا مع الشتاء، وهو ما ينبئ بوجود تقلبات سواء أمطار أو رياح خماسين، بداية من الظهر حتى بداية الصباح، ومع بدء العواصف الترابية يجب الحذر من خروج المرضى المصابين بالجهاز التنفسى، واتباع تعليمات المرور فى هذه الفترة أثناء تعذر الرؤية على الطرق.
■ هل ترى أن الحروب والصراع النووى أدت إلى تغيرات مناخية؟
- بالتأكيد تسببت الحروب فى ظهور الاحتباس الحرارى، خاصة أن الاستخدام المفرط للقنابل أو الرصاص، كل ذلك ينتج عنه ثانى أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون، وهما أكثر غازات الاحتباس الحرارى التى أدت إلى تغيرات مناخية. فالحروب سبب أساسى، وهو ما يؤكد أن الإنسان هو الأساس فى التغيرات المناخية، لأنه اخترع الأسلحة المدمرة واستخدمها لتدمير الآخر والطبيعة، وما لم ينتبه الإنسان إلى هذه التغيرات المناخية ستؤدى إلى كارثة لدمار العالم والقضاء على الخضرة.

■ ما مدى تأثير التغيرات المناخية على مصر والشرق الأوسط؟
- بالنسبة لمصر فإن التغيرات ستسبب صيفا شديد الحرارة بطريقة غير عادية، بل أكثر من الصيف الماضي، فإن نسب الرطوبة لم تقل فى الصيف الماضى عن ٨٠٪، كما شهد الخريف كمية من الأمطار الغزيرة، وبالفعل تأثرت مصر تأثرًا شديدًا جدًا، كما أن درجات الحرارة هذا العام انخفضت بطريقة غير عادية، وأيضا السواحل لم تتوقف فيها الأمطار، ولأول مرة الربيع العام الماضى جاء بدون خماسين.
■ هل هناك تنسيق بين الهيئة والحكومة من خلال التقارير الخاصة بالتغيرات المناخية لمواجهة السيول والكوارث التى من الممكن أن تحدث؟
- نعم، دائما هناك اتصال دائم مع الحكومة، كما أن الرئيس السيسى كان ممثل إفريقيا فى مؤتمر التغيرات المناخية الذى حدث فى باريس نهاية ٢٠١٥، وهو من اقترح الطاقة البديلة «الشمس والرياح» وهذا دليل علي أن الدولة مهتمة بالمناخ على مستوى العالم كله.
■ هل سيتغير وصف مناخ مصر فى المناهج التعليمية؟
- حاليًا يوجد بروتوكول بين الهيئة ووزارة التربية والتعليم، بهدف إدخال علم الأرصاد الجوية فى جميع مراحل التعليم بداية من الابتدائية وحتى الجامعة، وهذه تعليمات من منظمة الأرصاد الجوية، كما نسعى لتغيير المقولة الشهيرة «حار جاف صيفًا دافئ ممطر شتاءً» وإعادة الوصف الذى يتناسب مع التغيرات المناخية الموجودة.
■ هل يقتصر دور الهيئة على التنبيه فقط؟
- نعم دورنا يتمحور حول التنبؤ والتنبيه والنصائح داخل حدود عمل الهيئة.
■ هل تقدم الهيئة حلولًا لاستغلال الطقس كالأمطار المهدرة على سبيل المثال؟
- بالتاكيد بعد تركيب الرادارات، سيتم تحديد الأماكن التى بها السيول وموعدها، ومن خلال ذلك يمكن الحفاظ على المياه المتساقطة، كما أن محطات الرياح التابعة للهيئة، تتولى رصد الأماكن التى ستشهد أى تغيرات.

■ هل يقتصر دور الهيئة على الأرصاد الجوية فقط؟
- الجوية والبحرية، فقانون إنشاء الهيئة يؤكد أن الأرصاد الجوية مسئولة عن الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والأرواح، وذلك من خلال إصدار الأرصاد البحرية والجوية، وكل ما يمكن أن يساعد فى الوزارات المختلفة، حيث إن الهيئة تخدم جميع الوزارات والمحافظات والهيئات على رأسها هيئة الموانئ سواء البحرين الأبيض أو المتوسط، من خلال التنبؤ الذى يساعد حركة السفن و الموانئ والمطارات، والأرصاد هى عين الطيار فى الأرض.
■ ماذا عن تحويل مياه نهر النيل إلى مياه صفراء لمدة أسبوع هذا العام؟
- فى الجنوب قامت وزارة الرى بتخزين كل السيول ووجهتها نحو النيل، وبعد أسبوع من السيول تفاجأ الشعب بتلوث النيل، ولكن تمكنت الرى من تحويل كل المياه بالجبال للنيل، فتسببت الرمال فى تعكيره.
■ هل ترى أن هناك مصداقية للهيئة عند المواطنين؟
- نعم تغيرت كثيرا وجهة النظر المواطنين تجاه الهيئة.
■ وماذا عن ميزانية الهيئة؟
- بعد قرار الرئيس اعتماد ١٠٠ مليون جنيه، أصبحت هناك مرونة فى تحرك الهيئة للقيام بمهامها ولم تعد هناك عوائق مالية.
■ وكيف تم تطوير أجهزة الهيئة حتى أصبحت مثل نظيرتها فى العالم؟
- هناك مجموعة المشروعات تم تنفيذها هذا العام سواء فى البنية التحتيه، وإنشاء محطة طاقة شمسية، وإقامة مركز إقليمى للتدريب يواكب التطور ليناسب الدول الأخرى، إلى جانب تطوير مطاري القاهرة والغردقة.
■ هل حصلت الهيئة على شهادات دولية تقديرًا لدورها؟
- نعم، حصلت الهيئة على شهادة الجودة ٩٠٠١، والصحة والسلامة المهنية، إلى جانب شهادة الجودة فى التدريب على الأرصاد الجوية.
■ هل هناك أماكن معينة بالمحافظات تستخدمها الهيئة للقيام بمهامها؟
- كل المطارات والمحافظات، إلى جانب ١٧٦ محطة على مستوى الجمهورية.

■ ما أبرز الكوارث التى رصدتها الهيئة وأبلغت عنها لتجنبها؟
- السيول وتحديدًا فى رأس غارب هذا العام.
■ كيف يتم التعاون بين الهيئات العالمية والهيئة المصرية وهل يؤخذ بها؟
- وضعنا على المستوى العالمى والإقليمى جيد جدا، وبالنسبة لمنظمة الأرصاد الجوية فوضعنا متميز نتيجة لأبحاث مشتركة مع دول متقدمة مثل ألمانيا واليابان والصين وروسيا وأمريكا.
■ هل تتابع الأرصاد الحالة الجوية فى دول حوض النيل مثل إثيوبيا، وهل لها تأثير على مصر؟
- نتابع من مصر هضبة الحبشة، وكميات الأمطار التى تستقبلها، ومن خلال ذلك نتوقع كميات المياه الواردة إلى مصر.
■ ما الذى استفادت منه مصر والعالم الخارجى من قمة المناخ؟
- العالم كله انضم إلى هذه الاتفاقية، عكس اتفاقية نيجانيروا، لأن العالم كله أدرك الكارثة التى تنتظر الجميع، وقرروا بالإجماع رصد ١٢٠ مليار يورو للدول المتضررة من التغيرات المناخية خاصة بإفريقيا.
■ ما الدراسات المهمة التى تقوم بها الهيئة؟
- نقوم بدراسات كثيرة فى مجال الأرصاد، وأصبحت لدينا إدارة مركزية للبحوث يرأسها وكيل وزارة.
■ العالم كله يتجه لاستخدام الفحم فى توليد الطاقة الكهربائية، لماذا؟
- تعتبر من أكبر المصائب الذى يستخدمها العالم، لأن استخدام الفحم والبترول لا ينتج إلا غازات الاحتباس الحرارى وتغير المناخ.