البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الشيخة "موزة".. مدبر المؤامرات في القصر القطري

الشيخة موزة
الشيخة موزة

في بلاط السلطان وقصور الرئاسة نساء صنعن التاريخ أو شاركن فى صنعه لأزواجهن فدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه إما بحروف من نور أو إلى مزبلة التاريخ، بما صنعته النساء بأزواجهن وتدخلهن في السلطة بحثًا عن المجد ولقب السلطانة أو السيدة الأولى .

الأسماء كثيرة والقائمة طويلة لكننا سنسرد بعض النماذج التى غيرت تاريخ أزواجهن وبلادهم فبوقوفهن وقيامهن بدورهن رفعن وساعدن أزواجهن في أن يقوموا بدورهم.. وأخريات تدخلن فى الحكم من أجل أهداف في نفوسهن فأسقطن الحكام من العرش لينتهي حكمهم نهاية مأساوية لم يكن يتوقعونها. 

صراعات القصور و"حكمة التاريخ".. من شجرة الدر إلى سوزان مبارك مرورًا، بليلى الطرابلسي، وتحية عبدالناصر وجيهان السادات، صفية فركاش زوجة القذافي.. والشيخة موزة وأم أحمد زوجة مرسي .. في هذا الملف نلقي الضوء على دور هؤلاء النسوة في حياة الأمراء والسلاطين والرؤساء. 



الشيخة "موزة".. مدبر المؤامرات والمكائد في القصر القطري

بدأ دخول الشيخة موزة القصر القطري بصفقة مع والدها ناصر المسند، الذي كان معارضًا لأمير قطر خليفة بن حمد سنوات خارج وطنها، وجدت نفسها زوجة لولي العهد القطرى الشيخ حمد بن خليفة في العام 1977 فيما يشبه الصفقة السياسية التي تم بمقتضاها تسوية الخلاف بين والد الزوج الحاكم... ووالد الزوجة المعارض.. موزة، هي الحاكم الفعلي في قطر– فوفقًا لما تقوله مصادر قطرية مطلعة – كانت عراب الانقلابات في الأسرة الحاكمة وقد نفذتها اعتمادًا على رأس حربة من أبناء العائلة نفسها ونقصد بها الشيخ حمد بن جبر آل ثاني وزير الخارجية .
موزة ساهمت في صعود زوجها إلى السلطة الأعلى... وقفت إلى جواره داعمة ومحبذة ومخططة لانقلابه على أبيه.. فقد أدركت أنه لن يكون وحده من يصعد..لكنها ستكون إلى جواره بعد أن تبعد الجميع عن طريقه وطريقها، فقد كانت العقل المدبر لعملية انقلاب أبيض أطاح بالشيخ الأب خليفة بل وأطاح بأولاد زوجها حمد من زوجاته الأخريات. 

صفقة سياسية تدخل "موزة" إلى القصر 


الشيخة موزة بنت ناصر المسند زوجة أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ووالدة الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، حاصلة على بكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة قطر عام 1986، وترأس مجلس إدارة المؤسسة العربية للديمقراطية، ومقرها الدوحة كما ترأس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.

في عام 2003 عينتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة - اليونسكو مبعوثًا خاصًا للتعليم الأساسي والعالي، وبصفتها هذه تروج للعديد من المشاريع الدولية الهادفة إلى تحسين مستوى التعليم وجعله متوفرًا في مختلف أنحاء العالم، وفي عام 2005 تم اختيارها لتكون أحد أعضاء المجموعة الرفيعة المستوى حول تحالف الحضارات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، والتي أسسها أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان.

كان حمد أكبر أولاد خليفة، وكان أفشلهم في الدراسة مما دفع بالأب إلى إخراج الابن من المدرسة قبل أن ينهي تعليمه الثانوي وإرساله إلى كلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا ولم يتمكن حمد من إنهاء الدراسة في الكلية المذكورة حيث فصل منها بعد تسعة أشهر ليعود إلى قطر برتبة جنرال، ويتولى قيادة الجيش وولاية العهد في نفس العام 1971.

زواج حمد بموزة المسند، شكل انقلابًا في حياة حمد … وفي تاريخ المشيخة … وكانت صفقة الزواج بين آل خليفة وآل المسند، صفقة سياسية بالدرجة الأولى تهدف إلى وضع حد لطموحات آل المسند. 

الشيخة موزة بنت ناصر المسند... الفتاة القطرية التي عاشت مع والدها الذي كان معارضًا لأمير قطر خليفة بن حمد سنوات خارج وطنها... والتي وجدت نفسها زوجة لولي العهد القطري الشيخ حمد بن خليفة في العام 1977 فيما يشبه الصفقة السياسية التي تم بمقتضاها تسوية الخلاف بين والد الزوج الحاكم... ووالد الزوجة المعارض.

موزة دخلت إلى الأسرة كزوجة رابعة للشيخ الصغير حمد بن خليفة … الذي ارتبط ببنات عمومته … وبدلًا من أن تعيش موزة على الهامش كما رسم وخطط لها "حماها" نسجت الشيخة خيوطها حول الشيخ الشاب غير المتعلم … الطامح بخلافة والده الذي بدا وكأنه لن يموت.

كانت موزة تعرف ربما من اللحظة الأولى لدخولها البلاط القطري، ما الذي تريده، كانت تعرف أنها ليست من بنات الأسرة الحاكمة... وأن الشيخ حمد لم يخترها لابنها من أجل أن يرفعها على بنات بيته وزوجات أولاده... ولكن ليجعل منها مجرد زوجة من زوجات ولده لا شأن لها ولا قيمة..فهو فقط يريد أن يتقي شر أبيها أو يقلم أظافره... فللنسب حكم تخضع له السياسة... وتتحطم على صخرته كل العداوات، لم يكن يعرف الشيخ حمد قدرات الفتاة التي دخلت إلى بلاطه برغبة منه...لم يكن يعرف شيئًا عن طموحها...عن رغبتها في الصعود...عن إصرارها ربما على الانتقام لأبيها الذي عاش طويلًا خارج بلاده لمجرد أنه عارض الأسرة الحاكمة... وهو انتقام ليس بإذلال آل حمد... ولكن بأن تكون هي رقم واحد في البلاط القطري..لا أقول السيدة الأولى... ولكنها رقم واحد على الإطلاق، عندما دخلت الشيخة موزة بيت الشيخ حمد للمرة الأولى كان عمرها 18 عامًا... فهى من مواليد 1959، ويبدو أنها تفرغت خلال سنوات زواجها الأولى لإنجاب الأبناء ورعاية شئون زوجها... فهى الآن – 52 عامًا – أم لسبعة أبناء هم بالترتيب: جاسم، تميم، المياسة، هند، جوعان، محمد، خليفة.
لم تستسلم موزة لقدرها... أن تكون أمًا لأبناء الأمير... ومجرد زوجة من زوجاته...قررت أن تطفو على السطح... أكملت تعليمها الجامعي، حصلت على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة قطر في العام 1986، ثم انطلقت بعد ذلك تخطط للدور الأكبر الذي ستلعبه بعد ذلك. 



انقلاب تليفزيوني

لم يكن الشيخ خليفة يتخيل أن ابنة خصمه ناصر المسند، الصغيرة الجميلة "موزة"، يمكن أن تدق المسمار الأخير في نعش خليفة نفسه .
بدأت الحكاية في يوم الثلاثاء الموافق السابع والعشرين من يونيو عام 1995 … كان الشيخ خليفة قد غادر قطر إلى أوروبا في رحلة استجمام كعادة شيوخ الخليج الذين يهربون من حر الصيف إلى برودة أوروبا … ولم يكن الشيخ خليفة يعلم أن حفل الوداع الذي أجري له في مطار الدوحة كان الأخير … وأن الابن حمد الذي قبل يد والده أمام عدسات التليفزيون كان قد انتهى من وضع خطته للإطاحة بأبيه واستلام الحكم .

في صبيحة يوم الثلاثاء … قطع تليفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد …وعرض التليفزيون صورًا لوجهاء المشيخة، وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفًا لأبيه … وقيل فيما بعد أن المشاهد التي عرضت دون صوت كانت ممنتجة ومزورة … وقالت مصادر مقربة من الشيخ خليفة أن ابنه حمد وجه الدعوة إلى وجهاء المشيخة وقام التليفزيون بتصويرهم وهم يسلمون عليه دون أن يكونوا على علم بما يجري وهو الذي دفع مجلة روزاليوسف المصرية إلى وصف الانقلاب بأنه "انقلاب تليفزيوني".
تمخض الانقلاب عن اعتقال 36 شخصًا من المقربين للشيخ الأب خليفة وتم الزج بهم في سجن بوهامور …وكانت تلك هي بداية الانهيار الجديد في الأسرة الحاكمة … ففي فبراير 1996 أعلن عن اكتشاف مؤامرة لقلب نظام الحكم الجديد يتزعمها ابن عم الشيخ خليفة.

ويبدو أن أولاد الشيخ حمد قد شاركوا بشكل او بآخر فيها انتصارًا لجدهم لذا تم طرد الشيخ فهد بن حمد من سلاح الدروع واتهامه بأنه "إسلامي متطرف"، وتم وضع الشيخ مشعل بن حمد قيد الإقامة الجبرية … وقيل يومها إن الشيخين عزلا بضغط وتخطيط من الشيخة موزة حتى يخلو لولديها جاسم وتميم الجو .

وكشفت دوائر استخبارية عن جذور "الحلم القطري" المثير للجدل، والذي بدأت أولى فصوله في إسرائيل عقب الانقلاب الذي قاده حمد ضد والده، حين اقتنع قادتها الجدد بنصائح شيمون بيريز، التي أوضح فيها ثعلب إسرائيل العجوز لقادة الدوحة الجدد أن أمامهم فرصة تاريخية للعب دور يتماهى مع ذلك الذي تلعبه إسرائيل في منطقة شرق المتوسط، وهو ما وصفه الإسرائيلي الماكر بتعبير "أسرلة الخليج"، أو "إسرائيل الخليج"، بمعنى تسويق رؤية سياسية مفادها أن قياس موازين نفوذ الدول ومعايير تأثيرها لا يرتبط بمساحتها الجغرافية ولا تعداد سكانها، وإلا لكانت السودان أو ليبيا أو الجزائر أهم دول في المنطقة، ولدينا نموذج إسرائيل، تلك الدويلة الصغيرة التي تلعب دورًا محوريًا وسط مناخ معادٍ لها، لكن أحدًا لا يجرؤ على المساس بها وإلا سيدفع ثمنًا باهظًا، ليس فقط لنفوذها لدى واشنطن والاتحاد الأوروبي، بل أيضًا لأنها تمتلك أدوات فعّالة، وأوراقًا كثيرة ومؤثرة، فضلًا عن "آلة حرب" جهنمية لا تكّف عن العمل على عدة جبهات مناوئة.

لم تقنع موزة بالظهور الأنيق...لم تقنع بالسير إلى جانب الشريك أو خلفه، بل استمدت منه القوة المبدئية وسارت آلاف المرات وحيدة من دونه، في الخارج كانت مهمتها تمثيل الدولة وتغيير صورة نسائها النمطية، من خلال صورة السيدة المثقفة الجميلة المنفتحة على بقية الثقافات...حتى لو كانت صورة المرأة في بلادها على العكس من ذلك تمامًا.


التخلص من قيود القصر

لقد تخلصت الشيخة موزة من قيود كثيرة داخل البلاط القطري، حتى تكون هي الحاكمة الفعلية لبلادها، فقد وردت في حلقات كتبها "توفيق بو عشرين"، الذي يقدم نفسه على أنه صديق مقرب من الشيخة موزة، الحلقات تحمل عنوان "حقائق تنشر عن الشيخة موزة للمرة الأولى، وفيها أنه تم التعارف على أن الشيخة موزة كانت الزوجة الرابعة للشيخ حمد، لكنها تقدم على أنها الزوجة الثالثة، لأن الزوجة الثالثة الفعلية وضعها غامض في حياة الشيخ حمد، فهي مغربية ليس من البيت الحاكم ولا من الشعب القطري، ولذلك لا يفضل حمد الكشف عنها، الفارق بين شعور الشيخة موزة وهي تدخل بيت الشيخ حمد على زوجته الأولى... كان مختلفًا تمامًا عن شعورها وزوجته الثالثة تدخل عليها بيتها...إنها ابنة بيئتها ما في ذلك شك، وتدرك أن تعدد الزوجات في الغالب أمر لا بد منه، لكن اعتزازها بنفسها جعلها تخفي حزنها وغضبها في صدرها...خاصة أن الزوجة الجديدة من العائلة الحاكمة وليست مثلها دخيلة عليهم.
كان يمكن لموزة أن تركن لوضعها الاجتماعي مجرد زوجة من زوجات الأمير حمد، لكن يبدو أنها قررت، وربما يكون هنا في اللحظة التي أصبح فيها زوجها مقسومًا على ثلاثة...أن تتركه لزوجاته في المخدع فقط، أما على المسرح السياسي وأمام الأضواء فإنها ستكون وحدها زوجته...لا تنافسها أخرى في ذلك حتى لو كان الأمير أكثر حبًا لها. 

بعد أن استولى حمد بن خليفة على الحكم في 1995 بانقلاب سلمى وخاطف على أبيه قرر أن ينتقل بقطر نقلة عصرية... وقد تكون صاحبة الفكرة في هذه النقلة كلها هي الشيخة موزة، حيث تمثل شخصية حمد نفسها محورًا للأحداث ونقطة انطلاق للشيخة موزة بالطبع، إنه يعيش معها حالة خاصة جدًا...تجعلك تتخيل معها أنها زوجته الوحيدة بالفعل وأنه لا توجد أخريات في بيته، يداعبها معلنًا إعجابه بجمالها وأناقتها وشياكتها على الملأ وفي مؤتمر عام.
يقف ليصورها بنفسه وهي تتمخطر في فستانها بينما ترقبهما كاميرا مصور آخر يسجل هذه اللحظة الرومانسية، أو يجد نفسه أمام موقف مذهل وهي إلى جواره في زيارة إلى إسبانيا...فحدث وهي تغادر مدريد أن تعثرت قدمها وهي في الطريق فانخلع حذاؤها... وعلى الفور وربما دون تفكير انحنى الأمير على قدم زوجته ليلبسها حذاءها مرة أخرى.

الغريب أن ملك إسبانيا خوان كارلوس انحنى هو الآخر من أجل مساعدة الأمير القطري في إلباس موزة الحذاء، وهو ما أخذته عليه الصحافة الإسبانية التي رأت أنه كان يجب على ملكهم أن يحافظ على البروتوكول الملكى في بلاده. لا يمنح حمد موزة دورًا من أجل كسب ود الغرب أو ممالأة له، لكنه يمنحها ما تستحق أو ما استطاعت هي أن تحصل عليه لتجعل منه حقها بعد ذلك. 

ولا يخفي الشيخ حمد أن زوجته تحتل جانبًا كبيرًا من الصورة، صرح بها الشيخ حمد في حوار مطول أجراه معه مراسل جريدة "دير شبيجيل" الألمانية في الشرق الأوسط، بأن مستشاره الأوحد في الحكم هو زوجته السيدة موزة، وفى أحد لقاءاته الكثيرة مع الرئيس الإيراني أحمدى نجاد، داعبه الشيخ حمد بأن الحاكم الإسلامى الإيرانى الأول الذي كان يستشير زوجته هو الإمام الخمينى، فكان الرجل لا يصدر كثيرًا من قرارته إلا بعد استشارة أم مصطفى... ولذلك فإنه – حمد – حريص على استشارة زوجته... وهي ميزة لا يقدم عليها أي حاكم عربي آخر في الخليج، لم يكن الشيخ حمد يجامل صديقه الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، بل كان يقول الحقيقة... وهي حقيقة يمكن أن تتجاوز مجرد استشارته لزوجته في أمور الحكم...إلى أنها شريك بالفعل في حكم قطر...الدولة التي جعلت منها موزة كيانًا دوليًا مثيرًا للجدل. 

هبت الدويلة الصغيرة بعد زلزال 11 سبتمبر لتعديل أوضاع وإلغاء مسلمات وسن تقاليع جديدة كانت مرفوضة، واستغلت موزة ذلك فكانت تمتلك حرية التنقل والسفر وحضور المؤتمرات العالمية والاختلاط بالرجال واتخاذ قرارات مهمة، وأعلنت دخولها مضمار السياسة الداخلية والخارجية استطاعت تحقيق الانتشار والحضور في الفعاليات العالمية، لا تهدأ، من مؤتمر لمنتدى ومن محفل إلى قمة، ومناصب كثيرة محلية وعالمية، آراء سياسية حول الأحداث فلم تكتف فقط باللقب الرسمي.

المشكلة الحقيقة التي تواجهها الشيخة موزة ليست في قطر، فقد سيطرت على كل شيء فيها....الحاكم والمحكومين...لا فرق بينهم لديها، لكن ابنة المسند التي تعشق السلطة تشعر بالفعل أن قطر – بمساحتها التي لا تتجاوز 11 ألف ونصف كيلو متر، وعدد سكانها الذي يصل في أقصى التقديرات إلى مليون و700 ألف، ليسوا قطريين جميعًا...فأهل قطر الأصليين لا يتجاوز عددهم بأي حال من الأحوال نصف مليون مواطن – لا تكفي لإشباع رغبتها في السلطة...فذهبت تبحث عن مناطق نفوذ جديدة خارج حدودها، إنها بالفعل ملكة...لديها كل مقومات الملك...المال والسلطة والنفوذ والشهرة....لكن ينقصها العرش...أن يكون لديها مواطنون ينتظرون طلة الملكة، أن تكون هناك مشروعات عملاقة تتنظرها... ولأن قطر لا توفر لها ذلك فقد قررت أن تنافس من منحتهن أوطانهن مساحة للمك لم يقدرنها حق التقدير، فلعبت قطر دورًا إقليميًا يتجاوز قدراتها الجيو استراتيجية، ولا نذيع سرًا حين نرى الدوحة بسياساتها المُريبة تستخدم أوراقًا شتى، بعضها دبلوماسي، وأخرى تتمثل بالرهان على قوى دولية وإقليمية، هذا فضلًا عن دور خطير لعبته فضائية "الجزيرة" التي تُعدّ أحد أهم أدوات السياسة القطرية، ولم تكن يومًا مجرد فضائية تغطي الأحدث، بل تحولت لطرف في كل دول المنطقة..

كانت الشيخة موزة تعلم أنه سيخرج من يمدحها...ويثني على ما تفعله، بل وسيطالب بأن تحتل المزيد من مساحة الصورة... فما تحصل عليه لا يكفي، راهنت موزة على أن ما ستفعله سيروق لكثيرات من نساء الخليج، لأنها تخرج بهن إلى مساحات رحبة من الحرية والتأثير والفاعلية والمشاركة الجادة للرجل.
فيما كتبته الكاتبة السعودية نادين البدير شيئًا من هذا، كانت البدير تبحث عن القائدات الجدد في الخليج، وذهبت إلى أنه لا يكتمل مظهر فنان هوليودى مشهور أو مليونير عالمي أو رئيس دولة إلا بحسناء بهية الطلة ترافقه أينما حل أو رحل، وأيا ما كان الذي يضيفه الحسن والرقة على صاحب النفوذ والسلطة، فإن هذا ما تعارفت عليه جموع المشاهير في العالم، إلا أن نادين البدير تصل إلى ما تقصده تمامًا...فهي ترى أن الحسناء التي تمنح المشهور أو المليونير أو رجل الأعمال أو الحاكم رقتها وأنوثتها وجمالها وأناقتها، لا تكتفى في الغالب بذلك، فتحت الجمال والأناقة والرقة غالبًا دهاء أنثوي جامح، يمكنه أن يدير عالمًا كاملًا بجرة قلم. كان هذا مدخلًا مناسبًا جدًا للحديث عن سيدة قطر الأولى، تقول البدير:"كانت الدول الخليجية قبل سنوات تفتقر لوجود السيدات الأول، بالمعنى العصري للسيدة الأولى، مثل بقية دول العالم، ولم نسمع عن سيدة أولى قطرية إلا في السنوات الأخيرة، وما زالت دول خليجية عدة متحفظة على مسألة بهية الطلة التي سترافق الحاكم... وترتفع حدة التحفظ إلى درجة انعدام الظهور الإعلامي"، وقد يكون تحفظ الدول الخليجية على وجود سيدة أولى، لأن ذلك يعنى ظهور نساء الحاكم على الملأ، وخروج الأميرات والشيخات من الحريم إلى مجالس الرؤساء والزعماء وقمم السياسة والاقتصاد وملاعب الأوليمبياد. 

بعد تزايد نفوذ الشيخة موزة حاول نجل حمد الأكبر الشيخ فهد المشاركة في انقلاب ضد والده عام 1996، انتصارًا لجده وانتقامًا من زوجة أبيه، ولكنه فشل مع ابن عم الشيخ حمد ما دعا حمد لطرده من سلاح الدروع القطري واتهامه بأنه إسلامي متطرف، وتم وضع الابن الثانى الشيخ مشعل بن حمد قيد الإقامة الجبرية، وكان عزلهما بضغط من "موزة" حتى يخلو لولديها جاسم وتميم، الجو.

وفي أكتوبر عام 1996 تم تعيين تميم بن حمد وليًا للعهد، وهو الابن البكر للشيخة موزة وهو – مثل أبيه ومثل سائر أبناء حكام الخليج – تخرج من كلية ساندهيرست في بريطانيا دون أن يكمل تعليمه الثانوي العادي. 

واذا كان الانقلاب التليفزيوني في قطر قد نجح في ايصال الشيخ حمد إلى حكم المشيخة إلا أن رفض الأب خليفة القبول بالأمر الواقع ودعمه لعملية الانقلاب الفاشلة، كشف النقاب عن الكثير من أسرار الحكم في مشيخة قطر وعن علاقاتها الدولية والإقليمية .

فقد تبين أن عائدات النفط تذهب بالكامل إلى حساب شخصي باسم الأمير – حوالي عشرة مليارات دولار – وأن أقل من عشرين بالمائة من هذا الدخل يصرف على سكان المشيخة والأجهزة الخدماتية فيها … وتبين أيضًا أن للأمير حصة معلومة في جميع الشركات والمؤسسات العاملة في المشيخة وأن جميع رشاوى وعمولات صفقات العلاج والسلاح وخلافه تذهب إلى الأمير وأولاده .

هذه الأسرار خرجت إلى العلن بعد ان قام الابن بالطلب رسميًا من البنوك السويسرية بالحجر على أموال ابيه على اعتبار أنها تعود للمشيخة وتم حل المشكلة وراء الأبواب المغلقة وبوساطات عربية بعد تعهد الاب بالامتناع عن القيام بأية تحركات مريبة او الاتصال بمؤيديه في الداخل وموافقته على تسليم كبار معاونيه ممن كانوا آنذاك يقيمون في هيلتون أبو ظبي .



 توريث تميم

وتنوعت السيناريوهات المفسرة للتوريث المبكر للسلطة في قطر بين طلب الشيخ حمد الراحة بعد أن تضاعف إجمالي الناتج المحلي في حكمه 20 مرة، والتفرغ لمتابعة حالته الصحية التي شهدت تدهورًا، وبحسب ما نقلته الصحف الغربية عن دبلوماسيين غربيين يعيش بكلية واحدة زرعت له بعدما تبرّع بها أحد أفراد العائلة.

ويرجح ديمون ماكلوري، مراسل ديلي تليجراف البريطانية للشئون الخارجية، نقلًا عن دبلوماسيين إصرار وضغوط الأم الشيخة موزة بن مسند، زوجة أمير قطر، لتوريث ابنها تميم، الموقع الأول في البلد، فيما لا يزال والده حيًّا يرزق وقادرًا على حمايته من الأجنحة الأخرى للعائلة الحاكمة، وهو سيناريو وصفه مراقبون بأنه يحمل بصمات "انقلاب أبيض".
ونقل ديمون ماكلوري، مراسل "ديلي تليجراف" البريطانية، عن دبلوماسيين إصرار "الشيخة موزة"، زوجة الأمير الأثيرة على توريث ابنها في حياة والده، ليستطيع حمايته مما أسماه "أجنحة أخرى للعائلة الحاكمة"، وهو سيناريو وصفه مراقبون غربيون بأنه يحمل بصمات "انقلاب قصر"، على حد تعبيرهم.
وتمضي التسريبات لتكشف عن ملفات كانت في عهدة حمد بن جاسم، وقرّر الأمير نقلها لنجله، لتحجيم رئيس الوزراء الذي تعاظم نفوذه لدرجة ربما تهدد نقل السلطة، خاصة أن تميم تولى منصبه في 5 أغسطس 2003 في ظروف غامضة، بعد أن تنازل له أخوه الأكبر جاسم من الزوجة الأولى للأمير الشيخة مريم بنت محمد بن حمد آل ثان

ووفق سيناريو التوريث الذي أكدت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن دولًا مؤثرة في المنطقة اطلعت عليه، وبينها الولايات المتحدة سيتم تغيير رئيس الوزراء، وما يؤكد ذلك أنه نظريًا وقانونيًا لا صلاحيات محددة لولي العهد، ولكنّ هناك ملفات كانت في عهد حمد بن جاسم قرّر الأمير نقلها إلى نجله في سياق عملية "تقليم أظافر" لرئيس الوزراء، حيث تخشى موزة من نفوذه، بحسب صحف بريطانية.

وتميم ليس ابن موزة الوحيد فقد أنجبت أيضًا جاسم والشقيق الأصغر جوعان الذيانهى، ويبلغ ولي العهد تميم 33 عامًا، وقد بدأ صعوده في ظل أبيه منذ أن نجحت والدته موزة في إبعاد البكر مشعل، من زوجته الأولى، من ولاية العهد. 

كان "تميم" يشغل منذ فترة، منصب رئيس مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار ورئيس اللجنة الأوليمبية القطرية، وهو المسئول عن كل ما يتعلق بكأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022.
وأنهى الشيخ تميم قبل ثلاثة أعوام وضع يده على مفاتيح السلطة، مع تعيين مقربين منه نائبين لرئاسة الوزراء، وتبلورت سلطته أكثر مع إمساكه بملفي الدفاع والتسليح، ونيابة قيادة القوات المسلحة.

تخرج تميم في أكاديمية "ساندهيرست" العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة عام 1998، ويجيد الإنجليزية والفرنسية، تولى ولاية العهد في 5 أغسطس 2003 بعد أن تنازل له عنها أخوه الأكبر جاسم، الابن الأكبر من الزوجة الأولى لأمير قطر الشيخة مريم بنت محمد بن حمد آل ثاني.
هل يحدث تميم تغييراً مؤثراً في قطر؟ .. ترى مجلة "إيكونوميست" وصحيفة "ديلي تليجراف" إنه لن يحدث تغييرًا مؤثرًا في سياسة قطر داخليا وخارجيا، متوقعة زيادة الارتباط بين قطر وجماعة "الإخوان" قائلة "معظم ملوك الخليج يعلمون جيداً مدى إعجاب الأمير الجديد بجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يعتبر للكثير منهم خطر حقيقي".

الآن وبعد مرور سنوات طويلة جاء حصاد النصيحة الإسرائيلية بنتائجه، وباركت واشنطن قيام قطر بالمساهمة في إعادة تشكيل دول المنطقة بعد ثورات وتحولات الربيع العربي، بالتحالف مع التنظيم الدولي للإخوان، الذين كانوا يحكمون مصر وتونس وليبيا والسودان، وقريبًا سوريا وغيرها 

أما عن رؤية الدوحة لجاراتها من دول مجلس التعاون الخليجي، فهي تغرد خارج السرب سعيًا للقيام بـ"دور ما" لتأكيد نفوذها كشرطي الخليج، وسط الحيتان الكبيرة التي تحاصرها، مثل إيران والسعودية وتركيا، وهكذا تتضح ملامح السيناريو المثير للجدل الذي تسعى الدوحة لتنفيذه بمباركة قوى إقليمية مثل إيران وإسرائيل، وأيضًا دولية ممثلة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

فتحت الشيخة موزة نافذة على واشنطن … وسبقت ابنها الصغير في أول زيارة قام بها إلى أمريكا بعد أن تولى ولاية العهد وقيل يومها إن الشيخة تحاول أن تقدم نفسها كشيخة خليجية متحررة ترتدي الكاوبوي وتخرج دون محرم و لا تضع العباءة والنقاب.

ومع ذلك قوبلت زيارة ابن موزة إلى واشنطن باهتمام خاص من قبل أجهزة الإعلام لرغبة هذه الأجهزة في استنطاق الشيخ ومعرفة الدور الذي لعبه على جده الشيخ خليفة وتنحية أخويه الأكبر منه سنا عن منصب ولاية العهد بل وإشرافه شخصيًا على وضعهما قيد الإقامة الجبرية في الدوحة بعد اتهامهما بالتورط في محاولة الانقلاب التي استهدفت إرجاع الشيخ خليفة إلى الحكم.

وزيارة جاسم إلى واشنطن وقبلها زيارة أمه موزة تهدف فيما تهدف إليه-وفقًا لشيخ معارض من آل ثاني- إلى الحصول على ضمانات أمريكية بدعم الحكم الحالي سياسيًا وعسكريًا من خلال الوجود العسكري الأمريكي في قطر.

ويبقى السؤال الملح وهو : إلى متى سيبقى الدعم الامريكي لحكام مشيخة قطر قائمًا بخاصة في ظل انتهاك حقوق الانسان الذي يمارس يوميًا في المشيخة … وفي ظل وجود علاقات مشبوهة بين حكام المشيخة وجهات متطرفة تعتبرها الولايات المتحدة "ارهابية ."

يقول المسئولون الأمريكيون والقطريون إنهم قريبون من اليوم الذي سيصبح فيه الوجود العسكري الأمريكي دائمًا في قطر، اذ تفكر الولايات المتحدة في الابقاء في قطر وبشكل دائم، على 50 طائرة حربية وعدة آلاف من جنودها، وعرضت قطر إنفاق 400 مليون دولار لتطوير القاعدة الجوية، عبر بناء بيوت ثابتة ومستودعات لخزانات وقود الطائرات بمعدل مليون جالون مع بناء مواقع الإدارة والقيادة، من جانبها تريد قطر ضمانات أميركية مكتوبة بأن الوجود العسكري الأميركي سيكون دائمًا.

قطر فى عهد تميم لا تختلف كثيرًا عن عهد أبيه وتدخل والدته الشيخة موزة حتى فى شئون جيرانها من الدول الخليجية فقد كشفت مصادر دبلوماسية خليجية عن أزمة سياسية انفجرت مؤخرًا بين صنعاء والرياض على خلفية موافقة السلطات اليمنية على مشروع قطري قدمته الشيخة موزة بنت ناصر، وتستهدف به مئات آلاف اليمنيين المرحلين من الأراضي السعودية.

وأوضحت المصادر أن الحكومة اليمنية وقعت اتفاقًا مع مؤسسة (صلتك) الدولية التي ترأسها الشيخة موزة بنت ناصر لتنفيذ مشروع يستهدف استقبال واحتضان جميع المغتربين اليمنيين الذين تقوم السعودية بترحيلهم من أراضيها، وإعادة تأهيلهم مهنيًا؛ الأمر الذي فجر غضب الرياض التي شككت بالنوايا من وراء المشروع وطالبت اليمن برفضه.

واتهمت الرياض الدوحة بالسعي لاستغلال حالة الاستياء النفسي لدى العمالة اليمنية المرحلّة وإعادة استقطابها وتجنيدها في أنشطة سياسية أو أمنية تستهدف المملكة، خاصة أنهم جميعًا من الفئات الفقيرة التي يسهل استمالتها بالمال.

قلق الرياض من "النوايا القطرية" دفعها لعدم الاكتفاء باستدعاء السفير اليمني بالرياض، وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية، أجرت الرياص اتصالات مكثفة برئيس الحكومة اليمنية سالم باسندوة الذي طمأن الرياض بتعهده بعدم السماح لأي أنشطة سياسية تستهدفة استقرار المملكة، وفسر التمسك بالمشروع القطري بالأعباء الاقتصادية المنهارة لليمن.

وتوقعت المصادر أن تعنت الموقف اليمني مبني على أساس التحالف القطري مع القوى المتنفذة في دائرة صنع القرار اليمني والتي تحرص على تنفيذ الأجندة القطرية.

وكانت المملكة العربية السعودية رحلت عشرات آلاف المغتربين اليمنيين ممن قالت إنهم مقيمون داخل البلاد بصورة غير مشروعة، ثم أعلنت رسميًا عن عزمها ترحيل أكثر من مائتي ألف مغترب يمني. 
يبدو أن تصرفات الشيخة موزة تقلق الأمير الشاب تميم حيث ذكرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أن أمير قطر الصغير تميم، قد قام بتحديد إقامة والديه، الأمير حمد وزوجته الشيخة موزه، بأحد القصور الرئاسية الصغيرة القريبة من قصر الرئاسة، ومنع عنهم الزيارات أو الخروج أو التحدث فى الهاتف، أو عبر أي وسيلة اتصال إلا بإذن مسبق منه.

وأضافت الصحيفة نقلًا عمن اسمته مصدر قطري مطلع، أن الأمير قام منذ توليه الحكم بخطة محكمة من والدته الشيخه موزه بنبذ والده الشيخ حمد وحبسه فى غرفته بسبب تدخله فى الحكم من الوهلة الأولى لنقل السلطة إلى نجله، وهو ما لم يقبله الأمير الصغير، وأدى إلى خلافات متكرره بينهما، حتى قام الأمير الصغير بإطلاق الرصاص على والده ، وهو ما أثار أزمة شديدة بين الأمير الصغير ووالديه.

وهو ما كشفته مدونة "6 أكتوبر" حيث قالت إن شاهد عيان داخل الديوان الأميري القطري بالعاصمة القطرية الدوحة أكد أن الأمير تميم بن حمد نشب بينه وبين والده خلاف عنيف مما دفع تميم إلى إخراج مسدسه وإطلاق أعيرة نارية على والده بالهواء.

وأشار شاهد العيان إلى أن الخلاف الذي نشب بين الأمير تميم ووالده حمد؛ بسبب الزيارات الكثيرة للشيخة موزة برفقة رئيس الوزاء القطري السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وكان آخر زيارة إلى تل أبيب؛ حيث يوجد مصنع خمور ملك الشيخة موزة بإحدى ضواحي تل أبيب، وسمع إطلاق نار كثيف داخل القصر؛ حيث أطلق الأمير تميم من مسدسه الشخصي العديد من الطلقات في الهواء باتجاه والده.

وأكد شاهد العيان أن الأمير تميم احتجز أباه الأمير السابق حمد بن خليفة في مكان غير معلوم، وأمر بإلقاء القبض على حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وضعه في أحد السجون القطرية.

واختتمت الواشنطن بوسطت تقريرها بأن نظام الحكم فى قطر بات على حافة الهاوية بسبب ممارسات الامير الصغير الذي يتصرف بشكل يغلبه الرعونة والتهور لطمس كل ما بناه والده خلال سنوات حكمه، وأولها توتر العلاقات القطرية الأمريكية الإسرائيلية، وهى العلاقات الأهم التى حرص والده على دعمها منذ توليه الحكم وحتى عزله.



سوزان مبارك لمجدي يعقوب: لا موزة ولا تفاحة 

الشيخة موزة احتلت جانبًا من كتاب الدكتور أسامة فوزي الجديد "حكام ونسوان" حيث يقول إن مساعي الشيخة موزة وزوجها –سوف تصطدم بحقائق التاريخ ، خاصة أن المشيخة بتكوينها الحالي لم تكن أكثر من "غلطة" من غلطات التاريخ … تداخلت فيها فضائح أخلاقية ومالية وجنسية وصراعات على النفوذ بين أفراد العائلة الواحدة وغدر بالمحارم توجه الحاكم الحالي الشيخ حمد الذي طرد والده العجوز من الحكم واتهمه بالسرقة والاختلاس وتركه يعيش على الهبات في السعودية وغيرها من دول الخليج. 

كانت موزة وقبل شهور من ثورة 25 يناير 2011، قد أبدت رغبتها للدكتور مجدى يعقوب في أن تتبرع لمشروعها الطبى الهائل في أسوان بعشرة ملايين دولار... ولأن المشروع الذي أطلق عليه الدكتور يعقوب اسم "سلسلة الأمل" كان يحتاج دعمًا بالفعل فقد قبل، لكنه كان لا بد أن يخبر السيدة سوزان مبارك قبل أن يقبل التبرع، فهى كانت الراعية الأولى للمشروع، استغل الدكتور يعقوب فرصة زيارة السيدة سوزان لمؤسسته وأخبرها بعرض الشيخة موزة، فقالت له:"لا موزة ولا تفاحة... كل ما تحتاجه سنجمعه من رجال الأعمال المصريين... نحن لا نحتاج لأحد".
كان لا بد أن يعتذر مجدى يعقوب للشيخة موزة..أو على أقل تقدير يوضح لها الأمور، لكنه وجدها تأخذ الأمر ببساطة، وإن كانت ردت عليه ردًا يمكن أن تكون له دلالة، قالت: قريبًا سأزورك في أسوان وبدلًا من الـ10 ملايين دولار...سأتبرع بخمسين مليونًا... وهو على وجه التحديد ما جرى، فهل كانت موزة تتنبأ بالثورة...أم أنها كانت تسرب خبرًا للدكتور يعقوب؟ قامت الثورة وجاءت موزة إلى مصر، التي قضت فيها بعض سنوات منفى أبيها وتعلمت في مدارس السيدة نوال الدجوى... وهي المدرسة التي حضرت إحدى حفلات تخرجها في سنوات مبارك الأخيرة، لكنها خرجت من مدرستها إلى المطار مباشرة، فلم يقابلها أحد من آل مبارك، لأنها كانت تعرف أنها ليست المرأة المرحب بها وسوزان مبارك هي السيدة الأولى التي كانت تأمر وتنهى في أمور كثيرة في مصر.

ولأنها امرأة ذكية...فلم تجعل زيارتها إلى مصر رسمية، جاءت من أجل التبرع لمؤسسة الدكتور يعقوب...لتبر بقسمها أو وعدها الذي أخذته على نفسها، أنها ستأتى وستتبرع بخمسين مليون دولار، ورغم أن الزيارة لم تكن رسمية...فلم يكن هناك أي استقبال رسمي لها من أي نوع...إلا أن حضورها كان قويا..بدت في بعض الأوقات وكأنها ملكة تتفقد ممتلكاتها...تقابل رعاياها...تطمئن عليهم...مقاطع الفيديو التي تسربت من الزيارة عكست تقمصها تقريبا لشخصية سوزان مبارك...المرأة التي كان يمكن لها أن تخلد نفسها في تاريخ المصريين، فإذا بها تختار أسوأ صفحاته لتسكن فيه، لا يمكن أن تصدق الشيخة موزة إذا قالت: إنها جاءت مصر دون رغبة في الانتقام من سوزان مبارك وإذلالها...ففي الوقت الذي تعيش فيه سوزان أسود أيامها على الإطلاق...تهبط موزة لتسير في نفس الأماكن التي كانت تحتلها سوزان...بل وتحتل صورتها كسيدة الخير الأولى. ليس هذا وفقط...فقد كان هناك ما هو أكثر دلالة، لقد اختارت موزة أن تنزل في الجناح الملكى بفندق "ونتر بلاس "، وهو نفسه الجناح الذي كان يفضله الرئيس السابق حسني مبارك وزوجته عندما كان يزور الأقصر، كانت المهمة الأساسية هي زيارة مؤسسة الدكتور مجدى يعقوب... وقد أدتها الشيخة موزة ببراعة...فقد افتتحت جناح الشيخ حمد في معهد القلب الخيرى لجراحات القلب بأسوان، وقدمت تبرعها المالي الكبير، لكنها لم تمض بعد أن أنهت مهمتها الرسمية...بقيت قليلا حتى تتجول كسيدة أولى بين معالم العظمة المصرية...فقد فتحت بوابات ساحة معبد حتشبسوت لموكب سياراتها التي وقفت على بعد أمتار قليلة من معبد الدير البحرى الذي شيدته الملكة حتشبسوت، كما فتحت لها مقبرة الملكة نفرتارى في منطقة وادي الملكات والمغلقة منذ سنوات طويلة. زارت الشيخة موزة مقابر وادي الملوك ومقبرة توت عنخ آمون ومعابد الكرنك والأقصر....كان أكثر ما سمعت له الشيخة موزة بإنصات هو ما قاله الدكتور منصور بريك المدير العام لآثار الأقصر ومصر العليا عن تاريخ ملوك وملكات الفراعنة..فكأنها وهي في رحابهم شعرت أنها واحدة منهم... وهو ما دفعها إلى أن تلتقط عددًا من الصور في ساحات المعابد الفرعونية، وهي الصور التي حتما ستظهر في المجلات العالمية التي تحرص موزة على أن تكون موجودة ومتواجدة فيها بكثافة كنجمة من نجمات الموضة والسياسة أيضا، الشيخة موزة ولأنها تجيد تسويق نفسها فقد تخلت عن الرسميات أثناء زيارتها لمصر...فقد فوجئ رواد أحد مطاعم أسوان بها وهي تتناول الغداء بينهم، تناولت المشويات التي طلبتها وأبدت إعجابها الشديد بها... داعبت الأطفال وسمحت لمن أراد التصوير معها بالاقتراب منها...ثم تجولت داخل السوق السياحي القديم بأسوان واشترت مجموعة من الهدايا التذكارية وسط ترحيب كبير من أصحاب البازارات الذين تبسطت معهم بشدة. 
وحرصت على أن زيارة السد العالي.. وأمام الإنجاز المصري التاريخي العظيم التقطت لها بعض الصور... وليس بعيدًا أن تكون صورتها إلى جوار السد العالي من أهم الصور التي ستصدرها موزة إلى العالم.

زيارة موزة لمصر كانت واحدة من زيارات كثيرة ودائمة تقوم بها لدول العالم المختلفة... قد تكون زيارتها لمصر مختلفة...لها معنى خاصة تعرفه هي جيدًا...لكن هذه الزيارات جميعها تؤكد أن الخيط الذي أمسكت به وهو أننا أمام ملكة تبحث عن عرش مفقود في بلادها. 

وكانت المواجهة الإعلامية الأخيرة التي وقعت بين القطريين والمصريين والتي بدأت بتطاول وزير الخارجية القطري على مصر وتهكمه على المصريين قد كشفت النقاب عن أسرار عديدة تتعلق بالأسرة الحاكمة في قطر … فقد كتب عادل حمودة الذي كان آنذاك رئيسا لتحرير مجلة روزاليوسف مقالا بعنوان "ملف الفجور السياسي في الدوحة" و "الانقلابات العائلية في قطر" و "خليفة أطاح بحكم ابن عمه في انقلاب ابيض وابن خليفة أطاح بابيه في انقلاب تليفزيوني".

والجديد الذي كشف عنه عادل حمودة آنذاك نقلا عن جريدة الأهالي المصرية الصادرة في 31 يناير  1997 هو أن قطر عقدت مؤتمرًا دوليا لجماعات إرهابية متطرفة … وجاء في الجريدة أن "وزير الداخلية المصري حسن الألفي كشف النقاب أمام لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي أن وزير الداخلية القطري عبدالله بن خالد الذي كان وزيرًا للاوقاف ومقربًا لعدة جماعات متطرفة قد نظم وهو يشغل منصب وزير الاوقاف اجتماعًا للتنسيق بين قيادات لجماعات متطرفة حضره كل من ايمن الظواهري وشوقي الاسلامبولي ومصطفى حمزة واسامة بن لادن، وجاء أيضًا أن الشيخ فهد ابن حاكم قطر من زوجته الأولى كان عراب هذا التنسيق .

المثير للدهشة أن محطة الجزيرة القطرية لا تشير من قريب أو بعيد إلى مشيخة قطر والفضائح السياسية والعائلية التي ترتكب في هذه المشيخة … بل ولا تتم الاشارة إلى تاريخ مشيخة قطر وهو تاريخ يقوم على الغدر بين المحارم .

يذكر أن الأمير تميم قد تسلم رئاسة قطر من والده حمد بن خليفة آل ثاني في يونيو الماضي، فيما أطلق عليه البعض انقلاب الابن على الأب بمساندة الشيخة موزة والدة تميم، وهذا ليس غريبًا على العائلة الحاكمة بقطر، التي شهدت الكثير من الانقلابات بداخلها لتولي السلطة، فجد تميم الأمير خليفة انقلب على ابن عمه للحصول على السلطة، فيما انقلب الأمير حمد – والد تميم- على والده وعزله من رئاسة الدولة لتولي رئاسة قطر، وها هو الأمير تميم ينقلب على والده حمد للسيطرة على مقاليد الحكم في قطر.



غادة بطلة فيلم (الشيخة موزة(

شخصية الشيخة موزة استفزت المخرج علي رجب مجلس الشعب آنذاك فقرر إخراج فيلم عنها رشح لبطولته النجمة غادة عبدالرازق لكن بحكم سيطرة الجماعة المحظورة على أغلبية مجلس الشعب فقد اعترض الإخوان على فيلمه الذي يدور حول السيرة الذاتية لموزة الذي كان يقوم بالتحضير له فقال متسائلا: هل يجد المجلس وقتاً للتفكير فى مثل هذه الأمور؟ مضيفا: كيف يحجر مجلس الشعب على فكرة فى ذهن أصحابها؟ وهل هذا ما كنا ننتظره من مجلس شعب الثورة.. أن يمنع الفكر ويضيق على الإبداع؟!

هجوم مجلس الشعب على الفيلم والمطالبة بوقفه زاد إصرار علي رجب أكثر وأكثر، قائلًا: من يريد وقف العمل هو المستفيد من وراء الشيخة موزة ومن وراء تدخلها فى شئون مصر الداخلية والمستفيدين من تصدير الإسلام السياسي لمصر.

وقال علي رجب: لماذا لم يقدم نائب حزب الوفد طلب إحاطة لمنع تدخل الشيخة موزة في شئون مصر الداخلية؟ ولماذا لم يقدم طلب إحاطة لمن يهربون الأسلحة إلى سيناء في محاولة منهم للاشتباك مع إسرائيل وإدخال مصر دوامة الحرب؟!

وكان النائب الوفدي مصطفى الحوت تقدم بطلب إحاطة للدكتور سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب آنذاك يطالب فيه رئيس الوزراء ووزير الإعلام إلىسرعة التدخل لمنع عمل فني يعد له علي رجب والفنانة غادة عبدالرازق لعرض حياة الشيخة موزة زوجة أمير دولة قطر.
وأكد الحوت أن عرض أسرار حياة الشيخة موزة يعد تدخلًا صارخًا فى حياتها الشخصية وانتهاك لحقوقها الشخصية مما قد يؤدى إلى توتر العلاقات بين مصر ودولة قطر.

وأضاف الحوت أن هذا العمل الفنى يعد خروجًا عن العادات والقيم وأصالة الشعب المصري وطالب الحوت بسرعة تحرك المسئولين وعدم انتظار وقوع الفعل ومداواة الجراح.

وتعجب علي رجب من أن المجلس لم ينتظر حتى ظهور الفيلم للنور ليتأكد من كون العمل عملاً وطنيًا أما لا، مؤكدًا أن هذا الطلب غير قانوني، لأن القانون لا يحاسب أحدًا على الأفكار.

وعن احتمال لجوئه إلى النقابات الفنية للوقوف جانبه فى تلك الأزمة، أكد رجب على أن دور النقابات الفنية يتراجع، مضيفا "بدأ القائمون عليها فى تربية ذقونهم ومغازلة التيارات الإسلامية السياسية".
أما عن فريق عمل الفيلم، فأكد على رجب على أنه سيقوم بعمل مسابقة على مستوى الوطن العربي لاختيار بطلة الفيلم، والتي سيختارها على أساس وجه الشبه بينها وبين الشيخة موزة.



الشيخة موزة وسما المصري

رفضت الرقابة التليفزيونية ولجنة البرامج المهداة بماسبيرو، كليب الراقصة سما المصري، الأخير الذي تهاجم فيه الشيخة موزة بسبب احتواء الكليب على العديد من الألفاظ والإيحاءات الجنسية غير اللائقة للعرض أو الإذاعة على شاشات وإذاعات التليفزيون المصري.

وكانت "سما" قد طرحت مؤخرًا فيديو كليب على موقع "اليوتيوب" بعنوان "سما المصري تعض الشيخة موزة في "الأمبولة"، وقد احتوى كالعادة على العديد من الكلمات الخارجة، حيث انتقدته قناة الجزيرة القطرية الموالية لجماعة الإخوان المحظورة.

وقد تطرقت "سما" في كليبها إلى الشيخة موزة، ووجهت إليها انتقادات وإيحاءات جنسية، كما سمت قناة الجزيرة بـ (الخنزيرة).