البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

كاتب أمريكي: خصوصية العلاقة بين أمريكا وإسرائيل "في خطر"

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

قال الكاتب الأمريكي آرون ديفيد ميلر، إن فتورًا اعترى العلاقات بين إدارة الرئيس ترامب وإسرائيل بعدما اتسمت بالدفء في ظل وعود الإدارة الجديدة بالتساهل إزاء النشاط الاستيطاني في الضفة الغربي وأخرى بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وأضاف ميلر –في مقال نشرته صحيفة الـ"نيويورك تايمز"- أن سماء العلاقات بين إدارة ترامب وإسرائيل باتت أكثر غيوما مع زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لواشنطن لعقد أول لقاء رسمي.

ورصد ميلر تصريحا أدلى به المستر ترامب بدا فيه مسايرًا نهْج سابقيه من الرؤساء الأمريكيين حيث قال إن المستوطنات "لا تساعد" عملية السلام، كما ألقى شكوكا على ما تعهد به في حملته الانتخابية من نقل السفارة إلى القدس.

ورأى الكاتب أن ثمة تهديدات تكتنف ما تتميز به علاقة أمريكا بإسرائيل دون غيرها ، لا سيما ميزة القيم المتبادلة والتي لو انتفت وظلت المصالح (الاستراتيجية) وحدها هي أساس العلاقة فإن ذلك لن يكون كافيا للحفاظ على خصوصيتها.

وعن القيم المتبادلة، قال ميلر إن إسرائيل رغم احتلالها الضفة الغربية إلا أنها تبقى الدولة الديمقراطية القوية الوحيدة في المنطقة، أما المصالح الاستراتيجية، فهي أقلّ تواضعا؛ فقد تجذّرت إبان الحرب الباردة عندما كانت إسرائيل لأمريكا تعادل القومية العربية للاتحاد السوفياتي، كما كانت إسرائيل توفر مرفأ في البحر المتوسط للأسطول الأمريكي في مقابل الحصول على أسلحة أمريكية.

ونبه صاحب المقال إلى أنه في الماضي كان الضعف في جانب المصالح الاستراتيجية تعوضه قوةٌ في جانب القيم المتبادلة، لكن المستر ترامب قد ورث علاقة بين بلاده وإسرائيل تعاني كلا دعامتيها (القيم والمصالح) ضعفًا في نفس الوقت.

ورأى الكاتب أن القلق الأكبر هو بشأن القيم؛ ذلك أن الحكومة الإسرائيلية وحركة النشاط الاستيطاني مهيئتان لاستغلال موقف الإدارة الأمريكية المؤيد لنتنياهو عبر التوسع في الاستيطان بالضفة الغربية والقدس الأمر الذي سيستتبع بلا شك ردا قويا وعنيفا من جانب الحركة الوطنية الفلسطينية، وفي ظل عدم تكافؤ القوى بين الطرفين سيكون رد إسرائيل أكثر قسوة وسيوصف بأنه غير ديموقراطي أو بأسوأ من ذلك الوصف.

وتساءل ميلر عما ستؤول إليه الأوضاع بعد أربعة أو ثمانية أعوام (عُمْر الإدارة الأمريكية)؟ إن الدعم الأمريكي لسياسة إسرائيلية يزداد تطرفها نحو اليمين سيتمخض عن بناء إسرائيل مزيدا من المستوطنات على نحو سيجهض الدبلوماسية التي تستهدف حل الدولتين؛ كما أن العنف في الضفة الغربية سيتطلب من إسرائيل استخدام القوة لفرض النظام؛ وستواصل السياسة في إسرائيل تطرفا أكثر وأكثر صوب اليمين في ظل اعتقاد متزايد بعدم وجود شريك فلسطيني فضلا عن انهيار الأوضاع في المنطقة برمتها.

ولفت ميلر إلى عنصر آخر قد يُضعف العلاقة بين أمريكا وإسرائيل وهو متمثل في تنامي حالة من عدم الاكتراث لإسرائيل بين العديد من الكتل الانتخابية الأمريكية.

واختتم الكاتب قائلا إن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل لن تنهار بل ستستمر في حالةٍ ما، لكنها ستكون واهنة مقارنة بما كانت عليه من قبل أو بما كان ينبغي لها أن تكون عليه، وفي ذلك مأساة حقيقية لكل منهما .