البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

بدء احتفالات الأقباط بـ"الغطاس" المجيد خلال أيام.. الكنيسة الأرثوذكسية تعتبره من الأعياد الكبرى.. القلقاس والعوامة والزلابية أشهر أكلاته.. وإلقاء الصليب في البحر أبرز المظاهر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يحتفل الأقباط حول العالم بعد أيام قليلة بعيد الغطاس المجيد، وهو العيد الذى يلى عيد الميلاد المجيد بـ12 يومًا، ويسمى بعدة أسماء مختلفة منها عيد (الأبيفانيا) Epiphany (إيبيفاني) وهي معمودية بالتغطيس، كما يسمى بعيد الظهور الإلهي أو عيد العماد، وهو تذكار لتعميد يسوع في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان.

وتعتبر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عيد الغطاس من الأعياد السيدية الكبرى منها أيضا: عيد البشارة- الميلاد - الغطاس- الشعانين- القيامة- الصعود- العنصرة.

وتقال الألحان والمردات بالطريقة الفرايحي فى ليلة الاحتفال بعيد الغطاس.




 لماذا يُحتفل به ليلًا؟
لقد كان مسيحيو الشرق يحتفلون بعيدي الميلاد والغطاس طوال الثلاثة قرون الأولى، وحيث إن المسيح ولد ليلًا فكان الاحتفال بالعيدين معًا ليلًا.
ولكن بعد اكتشاف موعد العماد منفصلًا عن موعد الميلاد، وذلك من خلال المؤلفات اليهودية للمؤرخين، والتي جمعها تيطس الروماني، ونقلها من أورشليم إلى روما، جعلوهما عيدين يحتفلون بهما في موعدين مختلفين، ولكن ليلًا كعادتهم قبل فصل العيدين.




عيد الغطاس وسر القلقاس:
نأكل القلقاس لأنه يشبه معمودية المسيح، ففي القلقاس مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلي مادة نافعة، مغذية، ونحن من خلال الماء نتطهر من سموم الخطيئة، كما يتطهر "القلقاس" من مادته السامة بواسطة الماء!
 والقلقاس يدفن في الأرض ثم يصعد ليصير طعامًا، والمعمودية هي دفن أو! موت وقيامة مع المسيح، ولهذا يقول معلمنا بولس الرسول "مدفونين معه في المعمودية التي فهيا أقمتم أيضًا معه" (كو 2: 12) (رو 6: 4).
والقلقاس لا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية، فبدون تعريته يصير عديم الفائدة، فلا بد أولًا من خلع القشرة الصلدة قبل أكله، ونحن في المعمودية نخلع ثياب الخطية لكي نلبس بالمعمودية الثياب الجديدة الفاخرة، ثياب الطهارة والنقاوة.
كما توجد مأكولات خاصة في هذا العيد وهي: عوامة، زلابية، أصابع العروس قطايف، وهي من عجين مصنوع باشكال مختلفة ومقلي بالزيت ومحلى بالسكر.
عندما نقلي العجين بأشكاله المختلفة بالزيت فإنه يغطس أولًا ثم يعلو بشكله الجديد وهذه عبارة عن رموز الغطاس.
وقديمًا كان لليلة عيد الغطاس شأن عظيم عند المسيحيين، حيث لا ينام الناس، إلى لحظة مرور "الدايم دايم" عند منتصف الليل، لمباركة المنازل ومن فيها، فتبقى مضاءة بالأنوار والشبابيك مفتوحة ليدخلها "الدايم دايم"، كما تعمد سيدة البيت إلى تعليق عجينة في الشجرة لكي يباركها وتختمر.



تبريك المياه:
تقول الرواية، إن "الدايم دايم" أي السيد المسيح يأتي ليلًا وتسجد له كل الأشجار باستثناء شجرة التوت، لذلك يعتبر وقدها في المدفأة حلالًا، وذلك لأنّه ينسب اليها الكبرياء، فينتقمون منها بتكسير حطبها وإشعاله في تلك الليلة بنوع خاص.
وفي اليوم التالي يجلب الناس زجاجات وأباريق المياه للصلاة عليها خلال قداس العيد والتبرك منها، عبر رش المنازل وشجرة ومغارة الميلاد، والحقول بالماء المقدس، لكي يطرح الرب البركة فيها.
وفي صباح العيد أيضًا يسارع الناس الى استبدال عبارة صباح الخير بعبارة (دايم دايم أخدت شطارتك) أو (بسترنت عليك) وما زال معظم الأهالي في القرى خصوصًا يرددونها.



الزلابية في عيد الغطاس:
وعن العادات والتقاليد في صنع حلوى الزلابية، يُرْوى أن القديس يوحنا المعمدان عندما جاء السيد المسيح ليعتمد على يديه في نهر الأردن، أشار إليه بإصبعه، وقال: "هذا هو حمل الله".
والزلابية تدل على شكل الإصبع، في حين يروى في السير الشعبية: ليلة عيد الغطاس، مرّ السيد المسيح على امرأة فقيرة لا تملك شيئا لتأكله، دون أن تعلم من هو وسألها، ماذا تفعلين؟ قالت أعمل على قلي العجين الممزوج بالماء، لأطعم أولادي، وخلال الحوار بدأ العجين يكثر في الوعاء وفاض من كثرة اختماره.
وكان الأهالي يقولون للبنات بأن تضعن عجينة غير مختمرة، على غصن شجرة، لكي يباركها "الدايم دايم"، فالعجينة التي تضعها النساء على أغصان الأشجار ليباركها المسيح تصبح خميرة، يؤخذ منها جزء صغير فتخمّر كمية كبيرة من العجين.
من أبرز مظاهر العيد في بعض الدول مثل روسيا وبلغاريا واليونان وإسطنبول أن يُلقى صليب في البحر ويقوم شاب بالغوص لاسترجاعه والغطس في بِرك المياه المتجمدة.
وفي إسبانيا وأمريكا اللاتينية، خاصة في كل من المكسيك والأرجنتين، تقديم الهدايا من قِبل المجوس الثلاثة ويرافق تقديم المجوس الثلاثة الهدايا مواكب واحتقالات ضحمة ترافقه موسيقى عيد الميلاد والزينة والأضواء والمفرقعات.
وفى العراق يسمى "عيد الدنح" لدى الكلدان والسريان و"الدِّنحُ" كلمة سريانيّة، تعني الظهورَ، ويحتفل به العرافيون لأن السيد المسيح تعمد فى نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان.
ومن أبرز مظاهر العيد في المجتمعات الدول ذات الطابع الأرثوذكسي مثل روسيا وبلغاريا واليونان وإسطنبول أن يُلقى صليب في البحر ويقوم شاب بالغوص لاسترجاعه والغطس في بِرك المياه المتجمدة.
ومن مظاهر الإحتفالات في إسبانيا وأمريكا اللاتينية خاصًة في كل من المكسيك والأرجنتين تقديم الهدايا من قبل المجوس الثلاثة ويرافق تقديم المجوس الثلاثة الهدايا مواكب واحتقالات ضحمة ترافقه موسيقى عيد الميلاد والزينة والأضواء والمفرقعات.
وتقوم لا بيفانا، وهي مماثلة لأسطورة سانتا كلوز أو بابا نويل في الثقافة الإيطالية، بتقديم الهدايا للأطفال في ليلة 6 يناير من كل عام.