البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

2017.. عام تقوية العلاقات "المصرية– الأمريكية".. ترامب يبحث مع السيسي الأوضاع الإقليمية وتطوراتها المتلاحقة والتعاون المشترك في "اتصال مطول".. واستئناف الحوار الاستراتيجي على مستوى وزراء الخارجية

البوابة نيوز

مع تولي الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، يُتوقع أن يشهد عام 2017 عودة الشراكة الاستراتيجية في العلاقات المصرية – الأمريكية، حيث شهدت الفترة الماضية عودة الدفء للعلاقات، التي بدأت مع استئناف الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي على مستوى وزراء الخارجية، لأول مرة منذ عام 2009 بالإضافة إلى زيارات وفود الكونجرس الأمريكي الأخيرة لمصر.
ومن المؤشرات الجيدة على ذلك، المكالمة التي تلقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الشهر الماضي، من نظيره دونالد ترامب، والتي تم التطرق خلالها إلى مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية، بعد تولي الإدارة الأمريكية الجديدة مسئولياتها بشكل رسمي، حيث أعرب الجانبان عن تطلعهما لأن تشهد المرحلة المقبلة تناميًا ملحوظًا يشمل كافة جوانب العلاقات الثنائية، وتعاونًا في كافة المجالات التي تعود على شعبي البلدين بالمصلحة والمنفعة المشتركة.
كما تم خلال الاتصال التباحث حول الأوضاع الإقليمية وتطوراتها المتلاحقة التي تنبئ بتصاعد التحديات التي تواجه الاستقرار والسلم والأمن الدوليين، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط الأمر الذي يعزز من أهمية التعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية في سبيل التصدي لهذه المخاطر.
وفي هذا الإطار تناول الاتصال مشروع القرار المطروح أمام مجلس الأمن حول الاستيطان الإسرائيلي حيث اتفق الرئيسان على أهمية إتاحة الفرصة للإدارة الأمريكية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع كافة أبعاد القضية الفلسطينية بهدف تحقيق تسوية شاملة ونهائية لهذه القضية.
وفي ختام الاتصال، أبدى ترامب تطلعه لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الولايات المتحدة، في القريب العاجل، لتبادل الرؤى.
وترتكز السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية على عدد من الدول المحورية بمختلف أنحاء العالم، والتي تعد مصر واحدة منها، فتحاول واشنطن الاستفادة من موقعها وتاريخ شعبها العريق الممتد لأكثر من سبعة آلاف سنة.
وعقد الرئيس السيسي عدة لقاءات داخل مصر وخارجها، خلال الفترة الماضية، لتقوية العلاقات أمريكا، وأعرب الرئيس خلال اللقاءات عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تجمعها بالولايات المتحدة منذ عقود وتطوير التعاون الثنائي على كل الأصعدة بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
وأكد الرئيس أهمية مواصلة التنسيق والتشاور القائم بشأن القضايا والتطورات الإقليمية بما يُمكّن البلدين من مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن.

وتناولت اللقاءات آخر التطورات بالنسبة للأزمات التي تمر بها بعض دول منطقة الشرق الأوسط ولا سيما في سوريا وليبيا والجهود الدولية المبذولة للتوصل إلى حلول سياسية تؤدي إلى استعادة السلام والاستقرار بما يسهم في الحفاظ على وحدة وسيادة هذه الدول وسلامتها الإقليمية وصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها.
وفي السياق ذاته، عقد الرئيس السيسي خلال العام المنصرم لقاءات مع وفود أمريكية واستقبل وفدًا من أعضاء الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور ليندسي جراهام رئيس اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية وعضو لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ.

والتقى السيسي رئيس مجلس النواب الأمريكي بول رايان على رأس وفد من أعضاء المجلس كما التقى الفريق أول جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية وعقد جلسة مباحثـات بمقر رئاسة الجمهورية مع الفريق أول جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية.

كما التقى الرئيس السيسي وفدًا من الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور مايكل ماكول رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس النواب الأمريكي بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة والنائب الأمريكي جيف فورتنبيري عضو اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي ووفد من رجال الأعمال الأمريكيين ووفود من أعضاء الساسة والكونجرس والشخصيات المؤثرة في الرأي بأمريكا.

وأكدت الوفود الأمريكية أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة لافتة إلى أن مصر ركيزة الأمن والاستقــرار في منطقة الشرق الأوسط فضلًا عن كونها شريكًا محوريًا للولايات المتحدة في المنطقة.

وأشادت الوفود بدور مصر وقيادتها السياسية في مكافحة الإرهاب والجهود المصرية المبذولة في هذا الإطار والتي تكللت بالنجاح كما أثنى أعضاء الوفود على حكمة القيادة السياسية المصرية في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر والعمل على ترسيخ دولة القانون. 
وأعربت الوفود عن توافقها مع الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب وتقديرها لها مؤكدة أن مصر تعد إحدى أكثر الدول جدية والتزامًا في إطار مكافحة هذه الآفة الخطيرة.

وشدد أعضاء الوفود خلال اللقاءات على أهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، بما يصب في صالح البلدين منوهين إلى جهودهم لتشجيع مجتمع الأعمال الأمريكي على زيادة العمل والاستثمار في مصر لدفع عملية التنمية الاقتصادية فضلًا عن مساعيهم الدؤوبة لاستئناف المساعدات الأمريكية لمصر بشقيها العسكري والاقتصادي.

وأكدت الوفود متانة وقوة العلاقات بين البلدين وأهمية تنشيطها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والبرلمانية ومنحها قوة دفع جديدة والبناء على ما يتوافر لدى البلدين من تعاون مشترك في تلك المجالات مشيدة بما حققته مصر من إنجازات سياسية ومشروعات تنموية خلال العامين الماضيين بما أسهم في استعادة مصر لدورها الحيوي على الساحتين الإقليمية والدولية وعزز من الشعور بالكبرياء الوطني.

وأثنت الوفود على الجهود المصرية المبذولة لترسيخ قيم الوحدة الوطنية والمساواة بين كل أبناء الشعب المصري فضلًا عن المساعي المصرية لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي.

ورحب الرئيس بالوفود مؤكدًا العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة وحرص القاهرة على تنمية تلك العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات. 

وأكد الرئيس ترحيب مصر بالتواصل والحوار المستمر مع الولايات المتحدة وتبادل وجهات النظر إزاء العديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك أخذًا في الاعتبار دقة الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية وما تواجهه من خطر الإرهاب ومحاولات نشر الفكر المتطرف.

واستعرض الرئيس مجمل تطورات الأوضاع التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية منوها إلى جهود الدولة للحيلولة دون انتشار الفوضى والانزلاق إلى منعطف خطير. 

وأكد الرئيس أن مصر حريصة على إعلاء قيمة المواطنة وعدم التمييز بين أبنائها لأي سبب وعرض جهود الدولة لتوفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين جنبًا إلى جنب مع الحريات والحقوق المدنية والسياسية التي يتعين تنميتها وازدهارها، منوهًا إلى المشروعات التي يتم تنفيذها والجهود التي يتم بذلها لتوفير المسكن اللائق والتعليم الجيد والرعاية الصحية المناسبة للمواطنين والعمل على الارتقاء بجودة مختلف الخدمات المقدمة إليهم.

وتطرقت اللقاءات إلى سبل مكافحة الإرهاب حيث أكد الرئيس أهمية التصدي للإرهاب والفكر المتطرف من خلال منظور شامل لا يقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني ولكن يشمل أيضًا الجوانب الفكرية والثقافية. 

وأكد الرئيس أهمية تصويب الخطاب الديني وتنقية صورة الإسلام مما علق بها من شوائب منافية تمامًا لجوهر الإسلام الحقيقي ولصحيح الدين. 

كما تطرقت اللقاءات إلى أهمية تضافر الجهود الدولية لوقف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، فضلًا عن محاربتها جميعًا دون انتقائية لاسيما أنها جميعًا تعتنق ذات الفكر المتطرف وتستقيه من مصدر واحد.

وعلى الصعيد الإقليمي أكد الرئيس أهمية التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات في المنطقة بما يحافظ على وحدة أراضي دولها ويصون مقدرات شعوبها ويعزز من تماسك مؤسساتها وكياناتها الوطنية.

وفي سياق متصل أكد الرئيس أهمية استمرار وتعزيز التفاهم الأمريكي – الروسي بشأن الأزمة السورية، مشددًا على أهمية إبداء الأطراف الإقليمية المعنية المرونة اللازمة لتوفير البيئة المواتية لتسوية الأزمة.


والتقى السيسي وترامب، مرة واحدة على هامش مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ71.

وتباحث الرئيس السيسي وترامب خلال اللقاء حول العلاقات الثنائية الإستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة ولا سيما ما يتعلق بالتعاون على الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين. 

وكشفت مصادر دبلوماسية وعود الرئيس الأمريكي، للرئيس السيسي، مؤكدة أنه من المتوقع أن يقدم مزيدًا من الدعم والمساندة لمصــر.

وأضافت المصادر أن الرئيس الأمريكي الجديد كان قد أبدى إعجابه الشديد بعدد من حكام العالم وقادته بما في ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس العراقي الراحل صدام حسين والذي وصفه ترامب بـ"قاتل الإرهابيين".

وذكرت أن "ترامب" وصف نظام السيسي بأنه الحصن المنيع ضد الجماعات المتطرفة.

وأشارت المصادر إلى أن دونالد ترامب أمطر "السيسي" ثناءً وإشادة على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ71 ولقاء الرئيس مع دونالد ترامب.

وأضافت أن "ترامب" طالب بفرض الحظر على الهجرة من البلاد التي يعتصرها الإرهاب وهي البلاد التي من المتوقع أن تشمل مصر.
وأوضحت أن ما تضمنه البيان الصادر من قبل الحملة الانتخابية لـ"ترامب" آنذاك الثناء بشدة على السيسي أثناء اللقاء ووعد بتوجيه الدعوة له لزيارة الولايات المتحدة حال فوزه بالانتخابات الرئاسية وهو البيان الذي وصفته والذي جاء مليئًا بكلمات الثناء والإشادة وأوضح البيان أن دونالد ترامب أعلن من خلال اللقاء دعمه الكامل لجهود مصر في حربها ضد الإرهاب.