البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

سليمان خاطر.. البطل لا يهاب الموت

سليمان خاطر
سليمان خاطر

سليمان محمد عبد الحميد خاطر جندي مصري التحق بالخدمة العسكرية بقوات الأمن المركزي وكان آخر من التحق بهذا السلاح من الحاصلين على الثانوية العامة.
ولد خاطر في السادس من يناير عام 1961 بقرية إكياد البحرية التابعة لمدينة فاقوس في محافظة الشرقية، وهو أصغر اشقائه الخمسة نشأ في أسرة بسيطة تعمل بالزراعة.
فتح سليمان عينيه على آثار النكسة التي لحقت بالوطن في 5 يونيو 1967 من العدو الصهيوني الغادر وبعدها شهد حادثة الهجوم الدنيء على مدرسة بحر البقر بالشرقية 1970 والتي استخدمت فيها القوات الجوية الإسرائيلية طائرات الفانتوم الأمريكية وأسفرت الهجمات عن استشهاد أكثر من 30 طفلًا وإصابة العشرات.
وسرعان ما شهد خاطر النصر المصري في حرب أكتوبر 1973 وطرد الكيان الصهيوني من سيناء، كبُر سليمان والتحق بسلاح الأمن المركزي وفي يوم 5 أكتوبر 1985 وأثناء قيام سليمان بأداء نوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برقة جنوب سيناء فوجئ بمجموعة من السائحين الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته خاطبهم بالإنجليزية بأنه ممنوع عبور هذه المنطقة فاستمروا بالتسلق فأطلق رصاصات تحذيرية لأن ذلك يشكل في العرف العسكري وضعية عدائية وخطرة يجب التعامل معها بإطلاق الرصاص إلا أنهم لم يستجيبوا وبالفعل أطلق النار عليهم وقتل منهم 7 أشخاص.
وتمت محاكمته عسكريا وفي خلال التحقيقات معه قال سليمان إن أولئك الإسرائيليين تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص ورفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار مضيفا ''أنا لا أخشى الموت ولا أهابه إنه قضاء الله وقدره لكني أخشى أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي آثار سيئة على زملائي تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم''، وقام بتسليم نفسه بعد الحادث وصدر قرار جمهوري بموجب قانون الطوارئ بتحويله إلى محاكمة عسكرية وطعن محامي سليمان في القرار الجمهوري وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعي وتم رفض الطعن.
بعد أن تمت محاكمة سليمان خاطر عسكريا صدر الحكم عليه في 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا وتم ترحيله إلى السجن الحربي بمدينة نصر بالقاهرة، وبعد أن صدر الحكم على خاطر نقل إلى السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا وهناك وفي اليوم التاسع لحبسه وتحديدًا في 7 يناير 1986 أعلن خبر انتحار الجندي سليمان خاطر في ظروف غامضة ولم يتم التحقيق في الواقعة وأغلقت القضية على ذلك.