البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

رمزي الرميح مستشار سابق لـ"حفتر" يحكي القصة الكاملة في حوار مع "البوابة": قطر بدأت مخططًا تخريبيًّا لليبيا منذ 1995.. حمد بن خليفة استغل خلافات "القذافي" مع الغرب ودول الجوار لاختراق النظام الليبي

رمزى الرميح مستشار
رمزى الرميح مستشار القوات المسلحة الليبية الأسبق

الدوحة أغرت رئيس فرنسا بالمال للتخلى عن مشروع البترول.. وأقنعت بريطانيا بإزاحة العقيد
الإمارة تمول الدواعش بالسلاح من مطارى معاتيقة ومصراتة.. وتستهدف جر مصر وحدها للحرب
قال رمزى الرميح، مستشار القوات المسلحة الليبية الأسبق، وزير الأوقاف فى حكومة برقة بعد ثورة فبراير 2011: إن قطر وتركيا هما كلمة السر فى ما يحدث فى ليبيا من إرهاب، بهدف تصديره إلى مصر، وتقدم فى سبيل ذلك الدعم الكامل لتنظيم داعش، سواء بالعتاد العسكرى والأسلحة الثقيلة أو بالتدريبات، إلى جانب تحريك دواعش سورية والعراق واليمن إلى ليبيا، عبر الحدود التركية، قبل أن يتمكن الجيش الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر من مطاردتهم إلى أن حاصرهم فى طرابلس.
وأكد «الرميح» فى حوار أجرته معه «البوابة» أن القيادة العامة للجيش الليبى تستعد لتوجيه ضربه حاسمة لتحرير العاصمة منهم قبل موعد تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب رسميًا فى 20 يناير المقبل.

■ كيف ترى تصرفات دولة قطر فى المنطقة؟
- أريد أن أكسر قواعد القانون الدولى لأنها قوانين عفا عليها الزمن، فشروط الدولة فى العالم هى شعب وسلطة حاكمة وإقليم، وقطر ليس لها من العراقة ولا التاريخ ولا من الإنجازات شيء حتى تنال مسمى «دولة»، ومن ثم فقد قدر لها أن تكون أداة فى يد الدول الكبرى لشق الصف العربى والإسلامى، والدليل على ذلك أنها أساءت لنفسها ولمجلس التعاون الخليجى لدرجة أن السعودية والبحرين والإمارات سحبت فى يوم من الأيام سفرائها من الدوحة التى قامت بتسليم وثائق خطيرة جدا تخص أمن دول الخليج إلى تركيا وإيران.
■ وما الدور الذى تلعبه قطر فى ليبيا بالتحديد؟ 
- المؤامرة القطرية على ليبيا بدأت باكرًا، خاصة بعدما أصبح (الرئيس الراحل معمر) القذافى يشكل خطرا على الدول الغربية، لأنه كان يعارض الثوابت الغربية، مثل صندوق النقد الدولى والبنك الدولى، وخلال ٤٢ سنة لم تدخل ليبيا فلك الصندوق والبنك اللذين يعملان لإغراق الشعوب ومن ثم السيطرة عليها، وإذا كان القذافى له ما له وعليه ما عليه فى السياسة الداخلية، فإنه فى السياسة الخارجية كان يعى حجم هذه المؤامرات وكان عقبة أمام التوسعات الإمبريالية، وفى عام ١٩٩٥ حينما انقلب الشيخ حمد على والده، حاول حمد أن يتقرب من القذافى ويستغل سوء علاقة الأخير بدول الغرب وبعض دول الجوار وخصوصا السعودية، وبالفعل نجح فى اختراق نظام القذافى واستغل هذه النقاط السلبية للتوغل فى ليبيا وجمع المعلومات وتقديمها إلى الغرب، إلى أن وقع القذافى مع الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى اتفاقا عام ٢٠٠٦ يقصر حق التنقيب عن البترول فى ليبيا على فرنسا فقط، لكن أمير قطر، بإيعاز من الولايات المتحدة التى كانت ترفض الاتفاق، أغرى «ساركوزى» بأموال طائلة مقابل الانقلاب على القذافى والحديث عنه بأنه يريد تدمير مظاهر الحضارة الفرنسية فى الدول الإفريقية التى استعمرتها فرنسا من قبل، من خلال سك عملة الدينار الذهب الإفريقى للقضاء على الفرنك الفرنسى، وتنصيب نفسه «ملك ملوك إفريقيا»، وهو ما حدث بالفعل، وبالتزامن مع ارتكاب القذافى فعلا متهورا شهيرا هو تمزيق ميثاق الأمم المتحدة فى سبتمبر ٢٠٠٩، وهو ما استغله «حمد» لإقناع فرنسا وبريطانيا وأمريكا أن القذافى خطر على السلم العام الدولى ويجب إزاحته بالقوة، وللأسف اتحدت هذه الدول على ليبيا وقادت الثورة على القذافى فى فبراير ٢٠١١. 
■ وسط كل ذلك.. ألم يكن لجامعة الدول العربية موقف من تصرفات قطر؟
- هناك تصريح جريء لأمين الجامعة الحالى أحمد أبوالغيط، فى شهر أغسطس الماضى، عندما قال: إن جامعة الدول العربية أخطأت عندما مررت القرار الدولى بضرب ليبيا، فالمأساة بدأت عندما قام حلف شمال الأطلسى (ناتو) بضرب ليبيا فى ١٦ مارس ٢٠١١، وبالتأكيد قطر هى التى ضغطت على جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجى لضرب ليبيا، ونتذكر اعتراف الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى قال «نحن أخطأنا بقرار ضرب ليبيا»، والرئيس الروسى فلاديمير بوتين أيضا قال «لقد خُدعنا بتمرير قرار ١٩/٧٣»، والبرتغال قالت فى الاتحاد الأوروبى «أسقطنا ليبيا وتركناها فى منتصف الطريق».. وإجمالا أنا أرى أن العالم الغربى، خصوصا أوروبا، يدفع ثمن إسقاط نظامى صدام حسين فى ٢٠٠٣ والقذافى فى ٢٠١١ لأنه فتح أبواب جهنم على الغرب، وهى حقيقة وعاها «ترامب» الذى صرح بأنه لن يسمح بإسقاط أنظمة لا يعلم عنها شيئا، ومن قبله «بوتين» الذى دعم بشار الأسد فى سورية منذ بداية الحرب الأهلية وحتى هذه اللحظة، وهى الحقيقة نفسها التى يدركها الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، وبالتالى فإن قطر مستمرة فى إتمام دورها، ولم تتوقف حتى الآن عن تقديم الدعم اللوجستى والمادى والإعلامى لمرتزقة الإخوان «فجر ليبيا» الذين يسيطرون على المطارات الليبية، خاصة معاتيقة ومصراتة.
■ متى ظهر الدواعش فى ليبيا؟ وكيف يسيطرون على المحافظات هناك؟
- «ترامب» صرح فى كل خطاباته، قبل الفوز بالرئاسة الأمريكية، أن «داعش» صنعه أوباما وهيلارى كلينتون، سواء بدعم مباشر أو غير مباشر، فـ«داعش» صناعة أمريكية خالصة، لأنهم مجرد مرتزقة ومن غير المعقول أن تكون لهم قوة تقارن بقوة الجيش فى سورية أو العراق أو ليبيا من دون دعم خارجى، وهنا يظهر من جديد دور قطر التى كانت الوسيط فى تدريبهم وإمدادهم بأحدث أنواع الأسلحة، وهى بدأت مؤخرا ترسل دعما بشريا لتدريب دواعش ليبيا على تنفيذ سلسلة اغتيالات بحق قيادات بالجيش الليبى، فى مقدمتهم «حفتر»، وشخصيات سياسية.
■ وما الوضع فى ليبيا الآن؟
- الوضع الاقتصادى انهار ماليًا، خاصة بعد تدمير البنية التحتية، لكن الوضع تغير كثيرًا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، بعد عملية الكرامة فى ٢٠١٤، فقد اختفت سيطرة الدواعش على بعض المحافظات الليبية، بعدما كانوا يتحالفون مع تجار السلاح، لكنهم الآن محاصرين فى طرابلس فقط.
■ إلى أى مدى يؤثر وجود «داعش» على الحدود الليبية المصرية؟
- بالنسبة للحدود المصرية فهى محمية الآن من القوات المصرية من الجهة الغربية، أما الحدود الشرقية الليبية فتسيطر عليها قوات خليفة حفتر، وسبق أن صرح الرئيس السيسى أن حرس الحدود المصرى كان ولا يزال فى استنفار تام، لأنه ليس هناك جيش مقابل فى الجهة الليبية لحمايته، ولا أحد ينكر أن هناك ثغرات فى تمرير السلاح من ليبيا إلى سيناء بإيعاز قطرى، بسبب الفساد المالى والسياسى لضعاف النفوس، إلى جنب تزايد تجار السلاح الذين سهلوا انتقال تلك الأسلحة ما بين مصر وليبيا.
■ ولماذا لم يتحرك حفتر حتى الآن لتحرير مطارى معاتيقة ومصراتة؟
- ليس لديه أى إمكانيات، من معدات وسلاح، والجميع يعلم أن هناك حظرا من مجلس الأمن على تسليح الجيش الليبى منذ ٢٠١١، واستمرار هذا الحظر حتى الآن ظالم، لأن الحجة وقت إصداره أن القذافى يريد قتل شعبه، أما وقد مات القذافى وهناك قوات مسلحة ليبية تطارد الإرهاب، فليس من سبب لاستمرار الحظر إلا دعم الإرهاب.. ولهذا السبب نجد الرئيس السيسى يؤكد فى كل خطاب أنه يجب رفع حظر التسليح عن الجيش الليبى، وبرر ذلك أمام الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند بأن هناك أكثر من ٢٥ مليون قطعة سلاح تم الاستيلاء عليها ما بين سلاح ثقيل وخفيف خلال ثورة فبراير ٢٠١١.. والنتيجة الآن أن سلاح الطيران الليبى ضعيف ولا يمكنه الوصول إلى هذين المطارين، لأنه سلاح قديم جدا، فى حين أن مصراتة عقدت تحالفا مع تركيا كأنها دولة مستقلة، يتضمن أن تحمى تركيا ميناء ومطار مصراتة على أن تسمح لتركيا بتمرير الجرافات والمعدات التى تتحرك إلى طرابلس لدعم الدواعش، وهو ما يعلمه الجميع. 
■ إذن لما لا يتعامل «حفتر» مع مصراتة كمنطقة راعية للإرهاب؟
- المشير حفتر لا يريد ضرب مصراتة حتى الآن حفاظًا على روابط النسيج الاجتماعى، فهناك قبائل مغلوبة على أمرها تقع تحت ضغط الإرهاب، وسرت الليبية تهدمت بنيتها التحتية، وهناك خسائر فى الأرواح حاليًا بسبب دك قوات الجيش الليبى لمعاقل الإرهاب هناك.
■ وماذا عن تحرير طرابلس؟
- الجيش الليبى بقيادة حفتر يجهز لتحرير طرابلس من الدواعش والإخوان، لكنه يحيط استعداداته بالسرية، لأن ليبيا الآن مستباحة من كل مخابرات العالم، فهى ليست دولة لأنه ليس بها سلطة سياسية تحكمها، ولا توجد سلطة تنفيذية ورئيس قوى لتأمينها، لذلك فإننا نطالب الدول العربية بسرعة التدخل بالطيران كما حدث فى «عاصفة الحزم» التى تدخلت لإنقاذ اليمن، ولأننا نخشى أن نطالب الرئيس السيسى بتوجيه تعليمات للطيران المصرى لمشاركة السلاح الجوى الليبى فى دك معاقل الدواعش بالمحافظات الليبية، حتى لا تدفع مصر وحدها ضريبة الحرب، فإننا نطالب بأن يكون ذلك من خلال قوات عربية مشتركة، ولا بد أن تكون القوات جوية، لأن نتائجها أفضل، وهو ما شاهدناه عندما ثأر نسور الجوية المصرية للـ٢١ شهيدا المصريين الذين قتلهم دواعش ليبيا فى درنة.
■ ماذا تعنى بأن مصر تدفع وحدها ثمن الحرب فى ليبيا؟
- لأن مصر هى المقصودة بكل هذه الفوضى التى تحدث فى ليبيا، فقطر وحلفاؤها من الإخوان والدواعش يريدون جر مصر إلى الحرب لتنشغل بها بدلًا من أن تهتم بالتطوير والإصلاح الاقتصادى وفتح المشروعات الكبرى وتطوير العشوائيات.. قطر كما ذكرت تحاول الدخول لمصر عن طريق حدودها الغربية مع ليبيا، حيث يتجمع الدواعش الفارون من سورية، بتسهيلات من تركيا ودعم من قطر.