البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

رئيس الهيئة العامة للكتاب يتحدث لـ«البوابة نيوز»

هيثم الحاج علي: لم نمنع أي مطبوعات من المشاركة بـ"معرض الكتاب".. مجانية الدخول تؤثر بالسلب في الأمن والتنظيم.. وتحملنا زيادة تكاليف التجهيزات دعمًا للناشرين.. ننسق مع "الداخلية" لمواجهة أي تخريب

الدكتور هيثم الحاج
الدكتور هيثم الحاج علي أثناء حوارة للبوابة

أيام قليلة تفصلنا عن معرض القاهرة الدولى للكتاب 2017، فى دورته الـ48 دورة الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور، والتى تنطلق يوم 27 يناير الجارى، وتستمر حتى 10 فبراير، وتحل ضيف شرف عليها المملكة المغربية، وتحمل شعار «الشباب وثقافة المستقبل».
وحول المشكلات التى تواجه المعرض، وآخر التجهيزات والتنسيق للفعاليات المختلفة، وتجهيز الأجنحة، والتفاوض على تخفيض أسعار الإيجارات للناشرين المصريين والعرب، وأزمات ارتفاع أسعار الكُتب، وأبرز المفكرين والكُتاب المصريين والعرب المشاركين بالمعرض أجرت «البوابة» حوارها مع الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.

■ إلى أين وصلت التجهيزات لمعرض القاهرة الدولى للكتاب؟
- يوم الإثنين الماضى كان لدينا اجتماع اللجنة التنفيذية، وقبلها كان اجتماع اللجنة العليا للمعرض، وكل الإجراءات اللوجستية بما فيها تجهيز الأرض والديكور والخيام والتعاون مع القطاعات المختلفة بالوزارة تتم بوتيرة معدلها جيد للغاية، وفى وقتها بل وربما سابقة لوقتها.
■ وما الفرق بين دور اللجنتين؟
- اللجنة العليا للمعرض معنية بالأنشطة والشكل الثقافى للمعرض، أما اللجنة التنفيذية فتجتمع للوقوف على آخر التجهيزات على أرض الواقع، وتهتم بالشكل اللوجستى والتنفيذى على الأرض.
■ وهل ناقشت الاجتماعات مشكلات المعرض فى الأعوام السابقة؟
- بالطبع، فأهم مشكلة طُرحت فى الاجتماع أزمة الكتب المزورة ومواجهتها، إضافة إلى الشكاوى المقدمة من غير المشاركين فى المعرض هذا العام، بسبب ما ضبط لديهم من كتب مزورة العام الماضى، وتم تشكيل لجنة مشتركة بين اتحاد الناشرين المصريين واتحاد الناشرين العرب والهيئة، وبها عضو قانونى وعضو من التوزيع برئاستى، لتقف هذه اللجنة على وجود كتب مزورة من عدمه بشكل يومى خلال المعرض، فالموضوع ليس مبادرة فردية من رئيس الهيئة مثلما حدث العام الماضى ولا مجرد انتظار لشكاوى الناشرين، ولكن أصبح هناك لجنة اختصاصها أنها تتابع الكتب المزورة وتتجول بالمعرض لترى هل هناك كتب مزورة من عدمه، وفى حال وجودها تتم مواجهتها بالإجراءات القانونية حسب اللائحة والقانون، فاللجنة حصلت على قوتها القانونية من قوة اللجنة التنفيذية المشكلة بقرار وزير الثقافة، ولها كل الصلاحيات للتعامل بشكل فورى مع كل الأجنحة التى يوجد لديها كتب مزورة بعد الرجوع للمصنفات الفنية، وقمنا بعمل تنسيق كامل مع شرطة المصنفات، وسيكونون موجودين معنا خطوة بخطوة، وهذا الأمر سيتم بشكل يومى.
■ هل شارك اتحاد الناشرين المصريين واتحاد الناشرين العرب فى الاجتماعات؟
- بالطبع، يُشارك فى الاجتماعات عضوان وهما رئيس اتحاد الناشرين المصريين ورئيس اتحاد الناشرين العرب وكانا موجودين بالفعل فى اجتماع اللجنة التنفيذية، ورشحا من طرفهما مسئولين لعضوية اللجنة.
■ دخول معرض الجزائر للكتاب كان مجانيًا، هل تفكرون فى تطبيق ذلك؟
- مجانية الدخول موجودة بالفعل، حيث قمنا بتعاون مع القطاعات الحكومية المختلفة، وجزء من هذه التعاونات هدفه أن يكون الدخول مجانًا، وطرحنا على وزارة الشباب إمكانية دخول كل الرحلات من طرفهم، وكل الأشخاص الذين سيقومون بدعوتهم لزيارة المعرض بالمجان، وكذا سنرسل لكل الجامعات عددا كبيرا من تذاكر الدخول، ولدينا استعداد لتلبية أى طلبات من أى هيئة تريد الدخول الجماعى المجانى للمعرض، وأى جهة سواء كانت حكومية أو من جمعيات المجتمع المدنى المعترف بها والعاملة تحت مظلة القانون ستنظم رحلة إلى معرض الكتاب من أى إقليم، فقط يتم التنسيق معنا ليتم دخولهم مجانا للمعرض بوسائل النقل القادمين بها، وكان هناك مقترحات هذا العام لرفع تذكرة الدخول للفرد العادى من جنيه إلى ٢ أو ٣ جنيهات نظرًا لتحرير الصرف، وأنا رفضت هذا الأمر تمامًا، ولكن وجود التذكرة مهم لضمان جدية الطلب كما يُقال، ولكن فتح الأبواب بالمجان بشكل كامل، حدث العام الماضى مرتين أو ثلاث مرات فى أيام المعرض وكانت آثاره السلبية أكثر من آثاره الإيجابية سواء على المستوى الأمنى أو المستوى التنظيمى أيضًا.
■ كيف واجهتم تهديد بعض الناشرين العرب بعدم المشاركة لارتفاع الإيجارات؟
- مبدئيًا هيئة الكتاب ليست طرفا فى هذه المشكلة، وبالتالى لم يكن مطلوبا على المستوى الرسمى التعامل معها، ولكن كان مطلوبا على مستوى دعم صناعة النشر بشكل عام على مستوى الوطن العربى وفى مصر، وبناء عليه تواصلنا مع أرض المعارض التى تعاونت معنا بقرار استثنائى من مجلس الإدارة وبطرح من محمد سامى رئيس هيئة الاستثمار بأن نحصل على الأرض بسعر العام الماضى، وبالتالى استطعنا تقديم تخفيض على الأسعار التى أعلنا عنها للناشرين المصريين والعرب، سواء كان على الدولار أو الجنيه المصرى، فالإيجارات بالدولار يصل التخفيض عليها إلى ٢٠٪ من السعر المعلن، والمصرى وصل إلى ١٥٪ من السعر المُعلن.
■ وهل هذه الأسعار بعد التخفيض مطابقة لأسعار العام الماضي؟
- بعد التخفيض رجعنا لأسعار العام الماضى، وهناك نقطة مهمة جدًا يجب توضيحها وهى أننا حصلنا على الأرض بسعر العام الماضى، ولكن جميع التكاليف سيكون بها زيادة فى الأسعار مقارنة بالعام الماضى، وهذه الزيادة سيتحملها المعرض عن الناشرين دعمًا لصناعة النشر.
■ ما الجديد الذى يقدمه معرض الكتاب ٢٠١٧؟
- هناك العديد من الخدمات المقدمة خلال الدورة المقبلة للمعرض، ولم تكن موجودة من قبل وأهمها أن تطبيق «عم أمين» الذى يقدمه كل عام طلبة كلية الهندسة جامعة الأزهر كهدية للمعرض، الجديد على التطبيق هذا العام أن الطلبة المصممين للتطبيق تواصلوا مع اتحاد الناشرين، ووفر لهم كل البيانات المتاحة لديه عن إصدارات الناشرين من أعضاء الاتحاد، وتواصلوا معنا وحصلوا على قائمة المشتركين، إضافة إلى حصولهم على خريطة المعرض، بمعنى أنك فى حال قرارك زيارة المعرض ولديك قائمة بعدد من الكتب تود شراءها يمكنك كتابتها على التطبيق، والتطبيق بدوره يمنحك خط سير يوضح لك أين تجد كل كتاب من الكتب التى تود شراءها داخل المعرض وأقصر الطرق للوصول إليها، وأظن أن هذا التطبيق بمستحدثاته مهم جدًا، والجديد أيضا أننا وجدنا لدى العديد من القطاعات العاملة فى المجال الثقافى رغبة وحماسا شديدا للمشاركة فى المعرض، وربما لأول مرة نجد بالمعرض فعاليات من دار الأوبرا وفعاليات من المركز المصرى والفنون الشعبية، بخلاف هيئة قصور الثقافة، ومركز الفنون التشكيلية، وقطاع الإنتاج الثقافى، وصندوق التنمية الثقافية، وكل القطاعات، بالإضافة للفرق الخاصة التى لديها رغبة كبيرة للمشاركة فى فعاليات المعرض هذا العام.
■ كيف تتوقع شكل التعامل الأمني مع جمهور المعرض فى ظل الظروف الحالية؟
- العام الماضى كانت الإجراءات جيدة جدًا، وكان الأمن متعاونا بشكل كبير، واستطعنا تحقيق المعادلة وهى للحصول على أعلى قدر من التأمين بأقل قدر من المرونة، وهذا العام نحاول أن نفتح بابا إضافيا للمساهمة فى تخفيف الإجراءات، ولكن هذا الباب الإضافى مفتوح على منطقة بها أعمال حفر خاصة بالمترو، فالآن الأبواب المتاحة أصعب فى إمكانية الدخول من العام الماضى، ونتواصل الآن مع الداخلية للتنسيق والوصول لصيغة تضمن التغلب على الزحام، لضمان راحة الجمهور وفى نفس الوقت نضمن أن هذا الجمهور مؤمن داخل المعرض، التنسيق كامل مع الأمن من أول لحظة نحدد بها توقيت الافتتاح والختام وطوال الوقت هناك متابعة للخطط الموضوعة والعمل على تطويرها، لمواجهة الحشد الكبير دون أن يشعر، وهو ما نقوله عن أعلى قدر من التأمين بأقل قدر من المرونة، وهذا التنسيق قائم بالفعل على كل المستويات.
■ هل منعتم كتبًا بعينها من المشاركة؟
- لم يحدث أن مُنعت كتب من المشاركة حتى الآن، ولكن بصفتنا مدافعين عن الهوية المصرية والثقافة المصرية كمجتمع مصرى، بشكل ما تم إسناد مهمة المراجعة لنفس اللجنة التى تتعامل مع الكُتب المزورة والتى تحدثت عنها فى البداية، وهى نفس اللجنة من اتحاد الناشرين المصريين واتحاد الناشرين العرب وهيئة الكتاب، وستكون عين اللجنة على نوعيات الكتب على الأقل من ناحية العناوين، وفى حالة وجود كتب من هذه النوعية سيتم التعامل مع كل حالة بشكل منفصل على حسب وضعية هذه الحالة، ولكن هذه الظاهرة كانت قليلة جدًا فى العام الماضى، حتى الناشرين أو تجار الكتب المتعاملين فى مثل هذه النوعية من الكتب عرفوا أنه ستتم مواجهتهم، لذلك كانت نسبة وجود هذه الكتب تكاد تكون معدومة العام الماضى، وهذا ما أظن أنه سيحدث فى الدورة المقبلة للمعرض.
■ أجنحة الكتب المسيحية تتعرض لمضايقات من المتعصبين كل عام.. كيف ستواجهون ذلك؟
- سيتم التعامل مع مثل هذه الأفعال أمنيا بالطبع، فنحن نضمن لكل مشترك أن يكون مناخ العمل ملائما جدًا ليستطيع تأدية رسالته الثقافية، ولكن فى الأساس الدور ذات الطبيعة الدينية سواء إسلامية أو مسيحية تم التنبيه عليهم أن يكون عملهم داخل حدود الجناح، ولا يتخطى ذلك إلى الخارج أو فى الممرات، وهذا أمر مهم جدًا ويتم التعامل معه أمنيا أيضا لأنه ضمن لائحة المعرض، ولكن أى تجاوز سيتم التعامل معه أمنيا، غير أننا لم نتلق بلاغات بمثل هذه الأفعال العام الماضى.
■ ما ردك على اتهام هيئة الكتاب بإصدار كتب لا ترقى للنشر؟
- المعيار الأساسى لهيئة الكتاب أن تنشر كتبا فى مجالات كثيرة متشعبة ومختلفة، ونحن نحاول أن نضع نظاما لا يتدخل فيه الذوق الشخصى للمسئولين عن النشر، فالمعايير هى العرض على لجان متخصصة، وهذه اللجان ثنائية أو ثلاثية وكل كتاب صدر فى الهيئة صدر ضمن إطار هذه الإجراءات، ما عدا ٥٪ من الكتب المقدمة للهيئة حسب اللائحة يجوز لرئيس الهيئة أو المسئول عن النشر بعد الرجوع لرئيس الهيئة أن يعتمدها دون الرجوع إلى اللجنة، وهذا الأمر يحدث لأن هناك أسماء من المفكرين والكُتاب لا يجوز أن تُعرض أعمالهم على لجنة فحص، فإذا اعتبرنا مثلا أن الأبنودى أو سيد حجاب قدم ديوانًا للنشر فى الهيئة لا يجوز بأى حال من الأحوال أن يُعرض على اللجنة، فيتم بشكل مباشر اعتماده ضمن الـ٥٪ التى تُقدم إلى النشر بدون فحص ويوافق عليها مباشرة، ما عدا ذلك كل الأعمال المقدمة تمر بإجراءات العرض على اللجان المتخصصة، وهذا هو المعيار الأساسى، معيار التخصص.
■ وماذا عن اتهامك شخصيًا بإفساد مشروع النشر فى الهيئة؟ 
- ردى على ذلك أننا كان لدينا العام الماضى نحو ٥٠٦ كتب صدرت، وأظن أن ٥٠٦ كتب جزء كبير منها لكُتاب ومفكرين وأدباء كبار لا يمكن أن نشكك فى مستواهم حقيقة، وأى شخص يُراجع قائمة الإصدارات سيعلم أن الهيئة قدمت كُتبا ذات قيمة، وأبرزها أو آخرها كتاب بعد صدوره بأسبوع دخل ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد، وهو كتاب «جدل الدين والحداثة» للدكتور صلاح سالم، وهذا بالنسبة للنشر ودور الهيئة فى النشر، فمعيار الجودة لدينا مهم جدًا وبالتأكيد لو رصدنا ٥٠٠ كتاب منشورة سنجد أن بها كتبا قد تختلف ذائقة البعض عليها، أو رأيه الشخصى وسيظل رأيه الشخصى، أما بالنسبة للشق الخاص للاتهامات بالفساد، فنحن فى دولة قانون وأنا بشكل شخصى حريص جدًا على تفعيل القانون ومستعد للتحقيق معى فى أى اتهام يوجه لى، ومستعد لتحويل أى واقعة تصلنى بمستندات حقيقية إلى الجهات المختصة للتحقيق بها واتخاذ الإجراءات القانونية، وهذا الأمر حدث بالفعل فى أكثر من ملف وبمجرد وصول مستندات رسمية تم تحويله مباشرة إلى الجهات المختصة للتحقيق واتخاذ الإجراء المناسب.
■ هل هناك زيادة فى أسعار الكتب خلال هذه الدورة؟
- كل صناعة النشر تأثرت، ولكن الحمد لله قمنا بمجموعة إجراءات استطعنا من خلالها توريد كمية ورق وأحبار للهيئة قبل تحرير سعر الصرف، وبالتالى هذه الدورة للمعرض لن تشهد زيادة، إلا فى ما يتعدى ١٥ إلى ٢٠٪ إن وجدت هذه الزيادة بالأساس.
■ ما الوزارات المتعاونة معكم فى المعرض؟ وما أوجه التعاون؟
- نحن نوجه الدعوة لجميع الوزارات للتعاون والمشاركة، مثل وزارة التربية والتعليم، ووزارة الشباب والرياضة، وبدأ بالفعل التنسيق مع وزارة الشباب والرياضة، وهيئة تنشيط السياحة، ووزارة السياحة لكنه لم يكتمل حتى الآن، أما وزارة الاستثمار ووزارة التجارة فقدمتا دعمهما الفعلى باعتبار أنهما المسئولان عن أرض المعارض، والدعم متمثل فى رجوعنا بأسعار الإيجارات إلى العام الماضى، وهناك مشروع قائم مع وزارة الشباب ويجرى النقاش حوله، إضافة إلى مجموعة من الأنشطة والفعاليات، وهناك أوجه تعاون مع كل الجامعات تقريبًا على مستوى الأنشطة ووجودها بالمعرض.
■ ما أكبر المعوقات التى تعرقل سير العمل الآن؟
- لا نستطيع أن نقول معوقات، ولكن يمكننا أن نقول فى هذا الجانب إن المعرض ملك لمصر بالكامل وأنه واجهة ثقافية لمصر، وبالتالى الباب مفتوح لأى جهة للدعم والمشاركة، وتزيد الجانب المضىء للمعرض، وأنها تساهم فى تذليل العقبات إن وجدت على مستوى المواصلات، وعلى مستوى دخول المعرض والإجراءات الأمنية، وقل إنها دعوة للجميع للمساهمة فى إنجاح المعرض وأن تظهر معنا فى المشهد.
■ فى ظل ارتفاع الأسعار.. هل زادت ميزانية المعرض؟
- ميزانية المعرض فى دورته المقبلة هى نفس ميزانية العام الماضى، ولذلك فتحنا الباب أمام الجميع لمن يريد أن يُقدم الدعم، إضافة إلى أننا ندعم الميزانية من إيراد المعرض، وأتمنى أن يكون هذا الأمر حلا مناسبا حتى نستطيع أن نكمل بشكل يليق، فالجميع يعلم أزمة التكاليف هذا العام.