البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الآنسة المطلقة.. عذراء مع إيقاف التنفيذ!!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في مجتمعنا الشرقي والمصري على وجه الخصوص عندما تُراود الشاب فكرة الزواج فهو يبحث عن فتاة عذراء لم تسبقه يد رجل آخر لمساسها، حتى وإن كانت لمسات شرعية يحتِّمها الزواج، فهو لا يطيق فكرة أن يكون الرجل الثاني في حياة زوجته، لذلك يسعى جاهدًا لانتقاء فتاة عذراء من بين العشرات أو حتى لم يسبق لها الخطبة من قبل، ولو تنازل في طريقه عن بعض ما يستحب من صفات شخصية قد تكون موجودة فيها بالفعل من أجل السبب هذا "العذرية"، وأصبح هذا مطلبًا شرعيًّا للرجال؛ لما تفرضه العادات والتقاليد الموروثة، لكن العجيب في الأمر أن تتعامل "الآنسة المطلقة" بنفس المنطق، وهي الفتاة التي تم عقد قرانها ولم يدخل بها الزوج. وما زالت الفتاة "البِكر" بذاكرتها وقلبها هي المطلب. 
طرحت "البوابة نيوز" بعض الأسئلة على الشباب وأولياء الأمور حول "قبول الآنسة المطلقة" كزوجة، خاصة أنها ما زالت بكرًا.
بعدما أحبّها واستعد للزواج بكل التكاليف التي تشهدها مراسم الزواج، قرَّر طَرْق باب بيتها لخطبتها فوجئ "عمر محمد" أنها تمت خطبتها وعقد قرانها، وقال عمر إنه شعر أن حُلم العُمر ضاع من بين يديه، فقد كُتبت محبوبته التي ظل يعشقها في صمت أربع سنوات لزوجٍ غيره، وبعد فترة ليست قصيرة علم بخبر فسخ الخطبة، وعلى الفور تَقدَّم لخطبتها من جديد، إلا أن والدته اعترضت في بادئ الأمر على حسب قولها إنها مطلقة، حتى وإن لم تتزوج بالفعل، ولكن كفى نظرة الأهل والأصدقاء، وعلمت أن خطيبها هو مَن بادر بتركها، لكن حدث ما تمنّاه وخطبها، ويَذكر أنه فوجئ بها ما زالت تذكر خطيبها الأول وتُقارن بينهما، الأمر الذي أحدث إزعاجًا له، وما إن اقترب موعد الزواج نشبت الخلافات بينهما دون أسباب حقيقية، وأرجع ذلك إلى أنها تختلق المشكلات؛ لأنها ما زالت تحبه وكنت أنا الضحية، فقررتُ الانسحاب بهدوء قبل الزواج.
وروى "عاصم" أنه خطب فتاة وتم عقد القران لحين موعد الزواج بناء على رغبة الأسرة المحافظة، وللحق يقول: "إن الفتاة كانت على خُلق، ولكن حدثت خلافات عدة بين الأهل وتم فسخ الخطبة، إلا أنه قرّر أنه في المرة المقبلة عندما يفكر في الخطبة لن يخطب "آنسة مطلقة" لأنهما يتعاملان من باب أنهما "كتبا كتابهما" وتجلس أمامي دون حجاب وبملابس البيت، وعن نفسي لا أحب أن يرى رجل آخر زينة من ستكون زوجتي أو لمس يديها.
وجاء رد "إسلام "مختلفًا حيث قال: أرفض أن أتزوج فتاة تمت خطبتها أو عقد قرانها ولم تتزوج فعلًا؛ ليس لسبب أخلاقي ففترة الخطوبة كفيلة بأن تعرفني على أخلاقياتها وإن كان لديها مبدأ من عدمه، وليس لدي مشكلة أن أتزوج حتى "سيدة مطلقة" ولكن أتخوف من أن ترهقني برواسب وآثار نفسية سيئة من أثر الخطوبة أو التجربة التي مرت بها من قبل.
ويقول "والد شاب": ما الدافع لخطبة فتاة تم طلاقها وأيًّا كانت الأسباب، خاصة أن ابني لم يكن يحبها أو تربطه علاقة قوية تدفعه لخطبتها، فإن كان الخلق والعائلة والتعليم هما المقياس فالبنات كثيرات ولا داعي لبدء حياة زوجية تشوبها بعض الشكوك هل لمسها؟ هل تساهلت معه؟ ولماذا تركها؟ هل متعجرفة؟ وعديد من الأسئلة نحن في غني عنها.
في حين أبدى "رضا سرور"عن تقبله للفكرة وقال ما الداعي لرفض فتاة مطلقة، خاصة أنها ما زالت بكرًا؛ وما دامت سمعتها طيبة وسنتناقش حول الأسباب التي أدت لفسخ خطبتها ولن أتمم الزيجة إلا وأنا مقتنع بها كزوجة لي.
وقال " إسماعيل": أنا لن أرفض الزواج بسيدة مطلقة؛حتي أرفض الزواج بأنسة مطلقة؛ومادام أهلي متفقين معي ولن يغضبهم الامر فما المانع مادامت توفرت كل أسباب الزواج المبارك وتوجه الإتفاق بيننا.
وجاء رد "وليد" يؤكد وجهة نظره عن أن تربية وثقافة الشاب وقناعاته الشخصية؛ وخوفه من لوم اصدقائه هي التي تدفعه للطريقة التي يفكر بها حول الزواج من آنسة مطلقة أو حتي سيدة مطلقة ؛ وليس كونه من المدينة اومن الأرياف؛ فالرجل الشكاك ؛التي تحاوطه الظنون لا يرتبط الشك لديه بالمكان الذي نشأ فيه وإنما عن ماذا إكتسبه طيلة حياته وتنشئتنه ؛فأنا عن نفسي أود ان أتزوج فتاة "اربيها علي إيدي"ومالهاش علاقات من أي نوع. 
ويقول "عبد الحميد" أب لأربع شباب ؛أنه ليس لديه مانع أن يوافق علي زواج أبناءه من سيدات مطلقات ؛فما الجرم وراء طلاقها مادامت علي خلق ولديها رغبة قوية في أن تبني أسره ؛وحتي أخطائها السابقة ستتعلم منها ؛وتحافظ علي حياتها الجديدة؛وأن الأنسة المطلقة ؛هي مطلقة في الأوراق الرسمية ؛لكنها في عرف المجتمع كانت مخطوبة.
وأضافت "فادية"ربة أسرة أنها لن تمانع نجلها الأعزب في خطبة فتاة مطلقة ولديها بنت ؛وهي تدعو المجتمع أن يتعامل مع الفتاة كونها غنسان لا بتجربتها الإنسانية.
وعن مدي الحالة النفسية التي تعيشها الفتاة المطلقة ؛حيث روت "هالة"أنها تزوجت ولديها طفلين حاليا ؛ولكنها لن تنسي الفترة الزمنية التي عاشتها في خجل وحزن مختلط "خجل من لقب مطلقة" وحزن لأنها أحبته ؛بعد فترة خطوبة دامت عامين ؛"وكتبت كتابها"ولكن إكتشفت أنه غير مسؤل ومستهتر علي غير ماأبداه في بدء الخطبة وكان دائما يقترض منها مبالغ مادية الأمر الذي جعلها تشعر انه يستغلها ماديا؛ولكن للاسف انها كانت تحبه حد الإدمان وشعرت بالورطة ؛لكن سرعان ماتخذت القرار المناسب وفسخت الخطبة؛وبعد فترة تزوجت شخص مناسب ولكن المرور بالتجربة نفسه شئ مؤرق نفسيا.
فيما روت"م.ن.و"أنه تم عقد القران ودخلت عش الزجية ؛إلا أنها تفاجئت بزوجها عديم القدرة الجنسية ؛وألقي اللوم الدائم عليها ؛وإحتجزها بعيدا عن أهلها في مدينة أخري؛حتي لا تفشي أسراره هذه،ولكن بعد شهرين تم الطلاق وإنتهت المسرحية الكاذبة والتراجيدية أيضا؛ولكن المجتمع ينظر لها علي أنها مطلقة ورغم إختلاف النظرة للمطلقة عن السابق إلا أنها مازالت في عين المجتمع "أطاحت بالرجل الزوج"ولا يجوز أن تروي لكل الغادي والأتي قصتها؛وإنتهي الأمر بها إلي أنها ستقبل أي زوج تحت أي ظروف رغم أنها مازالت بكرا.
أجاب الدكتور"سمير عبد الفتاح"أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة موضحا إرتفاع نسبة الطلاق في السنوات الأخيرة ؛ مشيرا إلي قلة وعي الوالدين في توعية أبنائهم وتوجيهاتهم وأيضا رغبة الوالدين في سرعة الحصول علي زوج لإبنتهم حتي بدون معايير كافية لان يكون زوج مناسب؛إضافة لقلة خبرة الشباب من الجنسين
مشيرا إلي الوضع النفسي السئ التي تعيشه المطلقة مؤكدا أن الخسائر تعاني منها الانثي تفوق خسائر الرجل وذلك لأننا نعيش في مجتمع لاينصف المراة المطلقة من حيث النظرة المتدنية لها ومهما حصلت علي حقوق مادية فالخسائر المعنوية تفوق الأخري؛وعدم احقيتها منن وجهة نظر المجتمع بان تتزوج أعزب ؛لثقافة يتبناها الرجل المصري بانه لا يفضل الزيجة التانية؛رغم كونها مازالت عذراء في حالة فسخ عقد الزواج دون دخلة.
ولذلك ينصح "عبد الفتاح"أن يكون هناك للإعلام دور للتوعية للوالدين والفتايات وأيضا الشباب المقبلين علي الزواج لتجنب الخسائر الناجمة عن سوء الإختيار ؛ ؛مؤكدا علي تشجيعه لفسخ الخطبة أو حتي فسخ "عقد الزواج" قبل الدخول ؛في حال إذا إكتشفت الفتاة أن الخاطب غير مناسب أفضل من الطلاق وهدم أسرة.
وجاءت نظرة علم الإجتماع لعملية الزواج حيث شرحها الدكتور "سعيد صادق"أستاذ علم الإجتماع بجامعة القاهرة موضحا إياها بأنها عملية معقدة سياسا؛إجتماعيا؛ثقافيا ونفسيا؛وفكريا وهي عملية تختلف باختلاف المجتمع الذي نعيش فيه ؛فالزواج في الخارج "عملية فردية"بينما في مصر الزواج عملية عائلية ؛فقد نجد شابا لم يسبق له الزواج يتزوج من فتاة أجنبية غير عذراء ولها علاقة سابقة قد تكون غير شرعية ويقبل بها علي النقيض من سلوك الشخص ذاته إذا أراد ان يتزوج من مصر فلا يريد تلك الفتاة سبق لها حتي الخطبة من قبل ؛
وأشار ":صادق"إلي إزدواجية معايير المجتمع المصري ؛بمعني أن مجتمعنا ذكوري يركز علي عذرية المرأة متغافلا عذرية الرجل في الإتجاه الموازي.
وأوضح أن وضع المطلقة في مصر إختلف عن السنوات السابقة بسبب إرتفاع نسبة عدد المطلقات ؛إلا أنه مازالت هناك بعض المشكلات التي تقف عائقا إجتماعيا أمامها ؛وأشارإلي وضع "الأنسه المطلقه"التي عقدت عقد الزواج ولم تتنفذ الزواج؛أن المجتمع يعاملها أيضا كمطلقة ؛ولكن في كل الأحوال تختلف النظرة ل "المطلقة"بكل ظروفها التي تحتويها حسب الفئة المجتمعية ؛ففي مجتمعنا المصري تتعدد الثقافات ؛ ؛فقد تختلف نظرة المجتمع الريفي والصعيدي عن نظرة المدن الشعبية؛وايضا عن المدن المتحضرة؛فالرجل التقليدي في الأرياف والصعيد نظرته ضيقة لا يريد حتي من تم خطبتها أو أن يكون لها علاقة بأي حال من الأحوال؛بينما نجد الشاب في المدينة أو خريج المدارس الأجنبية لاتفرق معه مطلقةأوعذراء؛موضحا أن وضع المطلقة في كثير من الأحيان يتوقف علي " سبب طلاقها؛وضعها الإقتصادي؛عائلتها؛مستوي جمالها ؛إن كانت لديها أطفال.
وإختتمت الدكتورة "امنة نصير" قائلة أن الفتاة التي عقدت عقد الزواج ولم تحدث الدخلة الشرعية ؛وتم فسخ العقد أنها لها نصف ماإتفقوا عليه من حقوق من مهر وشبكة علي غير المطلقة التي دخل بها زوجها فلها كل ماكتبوا من مستحقات؛ونادت الدكتورة أمنه نصير "الشعب المصري بأن يتنحي عن الحصاد المذموم الذي حل علي المجتمع من النميمة والثقافة الغير مهذبة وتتبع عورات الناس الأمر الذي شوه صورة المطلقات فكل له شأنه؛ وإتباع مايمليه علينا ديننا الحنيف حتي نكون أمة وسطا كما نعتنا القرأن الكريم.