البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

احموا ليبيا من شر المبعوثين


تعانى ليبيا الشقيقة أشد المعاناة من الجماعات المتطرفة. فى نفس الوقت تستنزفها الانقسامات بين التيارات السياسية تارة، وأبناء القبائل تارة أخرى. فلقد تحولت ليبيا من دولة مستقرة وآمنة قبل الثورة إلى دولة تتمزق، حتى وإن كان الفساد والجهل وحكم الفرد هو سماتها قبل اندلاع الثورة، التى تحولت إلى حرب الكل فيها خاسر.
لقد أصبحت ليبيا معتلة بصراعات الجماعات المتطرفة، فى حين يقف شعب ليبيا مغلوبا على أمره، حبيس حجرى رحى الإرهاب المُقنّع، الذى تقاتل فيه أطرافه بعضها بعضًا، لدرجة أصبح فيها شبح التقسيم يهدد هذه الدولة الشقيقة. 
فرغم وجود الجيش الليبى فى المناطق الشرقية، ومحاولته تخليص البلاد من الإرهابيين والمتطرفين، إلا أن ذلك الجيش، بقيادة اللواء خليفة حفتر، يعمل فى ظروف غاية فى الصعوبة، حيث لا يجد الدعم المادى اللازم للمواجهة، ولا يجد السلاح الكافى للسيطرة على الوضع وتخليص البلاد من الإرهاب والتطرف، حتى المساعدات التى تصل إلى الجيش تكون ضئيلة للغاية، وذلك مقارنة بالمساعدات التى تأتى للجماعات الإرهابية من دول الغرب، وبعض الدول الداعمة لهذه الجماعات، مثل دولتى قطر وتركيا، وغيرهما من الدول الداعمة للإرهاب والمغذية للخلاف بين أطراف النزاع. 
فهذه الدول لا تريد لليبيا الاستقرار، وأحد أبرز مهددات الوضع فى ليبيا هو ما يحاك لها فى الخارج، الذى يتجسد فى كثرة زيارات المبعوثين الرسميين من بعض الدول وممثلى المنظمات الدولية، الذين يرتعون على أرض ليبيا ويتسابقون فى محاولة تقسيمها، وكل منهم يعمل لصالح دولته، فأصبحت ليبيا مستباحة لكل دول الغرب، التى تريد أن تربح غنيمة ليبيا الكبرى، وأقصد هنا البترول.
فالمبعوثون فى ليبيا أصبحوا يثيرون قلق دول الجوار، وأصبح العبث فى ليبيا واضحًا وضوح الشمس، وكل يعمل لمصلحته، فدول الغرب وأمريكا وتركيا وقطر تريد أن يكون لها تواجد فى المنطقة، وتجد فى توترها وتشرذمها مصلحة عظيمة لها، لذا تعمل كل منها بكل طاقتها على تقسيم ليبيا.
إذا على جامعة الدول العربية أن يكون لها موقف واضح وصريح ضد هؤلاء المبعوثين، خاصة مبعوثى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى، وغيرهم من المبعوثين، وأن تعمل الجامعة العربية على تدعيم ومساندة الجيش الليبى (بقيادة اللواء خليفة حفتر) والوقوف بجانبه لتحرير ليبيا من الإرهاب والتطرف، وتطهيرها من عصابات تنظيم داعش الإرهابى، وغيرها من التنظيمات التى تعبث بالتراب الليبى.
إن ليبيا تحتاج وقفة جادة وحقيقية من كل الدول العربية، خاصة دول الجوار، وتحتاج أيضا لمن يتدخل بدبلوماسية، وحلول سياسية من الأشقاء، لرأب الصدع الذى نبت فى الوطن الليبى. إن ليبيا فى أشد الحاجة لتلاحم أبنائها، فهى منقسمة فى الداخل، وجميع النخب السياسية متزمتة فى التفاهم، فتجدهم إما متعنتون وفاشلون، وإما مراهنون على الاستقواء بالخارج، ومنهم من يحصل على تعليماته من مرشد، أو أوامر من جماعة خارج الوطن، ويحملون أجندة تخريبية!
لا يمكن طبعا إغفال أن ليبيا بها سياسيون وطنيون، يعرفون قدر وطنهم، ويريدون له الاستقرار، ويحاولون بكل الطرق توحيد بلادهم فى مواجهة تكتل إقليمى دولى متغول، يريد الحصول على كعكة ليبيا.
يا سادة! إن ليبيا فى حاجة إلى مبعوث دولى نزيه، ليس لديه حسابات أو مصالح، حتى تعود ليبيا إلى الاستقرار الذى كان فى الماضى، بل وأفضل بإذن الله تعالى.