البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

يا ريس هو "مالك" مش زي أخواته؟!


حد يفهمنا يا أسيادنا، معلش ثقافتى على أدى ومش فاهمة، وعايزة حد يفهمنى، وأكيد فيه ناس كتير زى حالاتى مش فاهمين.. مش فاهمين إيه اللى بيحصل فى بلدنا، وعايزين حبايبنا من ذوى الخبرة والعقول النابغة والمسئولين اللى أصبحوا غير مسئولين يفهمنا ويفهم الناس الكلام اللى بيتقال ومش فاهمينه.. حد يفهمنا.
رسالتى إلى رئيس الجمهورية (الرئيس عبدالفتاح السيسي) وهذه أول مرة أبعث إليه برسالة بلا حرج.. وبكل صراحة وأمانة تناولت الكثير من القضايا فى مقالاتى.. لكن هذه المرة أنقل إليك رجاء ورسالة من عائلات أبناؤها لا يزالون فى ظلمة السجون. 
سيدى الرئيس استقبلنا خبر إخلاء سبيل المحامى (مالك عدلي) من السجن على ذمة قضية (مصرية تيران وصنافير) وبداخلنا إحساس بالراحة والتفاؤل بأن القضاء المصرى لا يزال قضاء شامخا بعد فترة من الاضطرابات السياسية وإحساس المواطن المصرى أن القضاء أصبح مسيسا، وأنه ليس بعيدا عما يدور فى السياسة فى بعض القضايا التى تمس قلب الوطن، ولكن جاءت قضية (اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية) والحكم ببطلان الاتفاقية جاء ليؤكدا أن القضاء المصرى لا يتأثر بأقوال أو شائعات أو بالسياسة العامة للدولة، وأنا لم أعقب على حكم محكمة القضاء الإدارى (بمصرية تيران وصنافير) وطعن الحكومة عليه ووقف الطعن المقدم من هيئة قضايا الدولة وقبول رد هيئة المحكمة، وسواء الحكومة تملك من الأدلة ما يثبت أن تيران وصنافير سعوديتان أم لا فهناك سؤال محتاجين لحد يجاوب عليه ويفهمنا ما الجديد الذى لم تقدمه الحكومة فى المرة الأولى لتقدمه بعد الطعن على الحكم فى المرة الثانية؟!.
لكن هذا ليس الغرض من رسالتى إليك ولكن لنا هنا وقفة، إذا كان مالك عدلى وإخوته فى الإيمان والعقيدة (بمصرية تيران وصنافير) وغيرهم من الشباب قد تظاهروا لأنهم دافعوا عن مصرية الأرض من وجهة نظرهم وأصبحت حقيقة من وجهة نظر القضاء أيضا إلى أن يثبت العكس، ده إذا ثبت ذلك وهو (أن تيران وصنافير سعوديتان)، هؤلاء لم يرتكبوا جرما ليحاسبوا عليه، فهم وطنيون مصريون، ونحن نعلم أيضا يا سيدى أن من له خلفية عسكرية يعرف قيمة الأرض، ونعلم أنك وطنى حتى النخاع، والأرض كالعرض ولكن إذا تشابكت المواقف واختلفت الرؤى وأصبحنا لا نعلم أين الحقيقة، ما بين وثائق تثبت ملكية مصر للجزيرتين من مئات السنين، وبين من يملك عكس ذلك، حد يفهمنا ياسيادة الرئيس أين الحقيقة؟.. فقد خرج شباب مصر من جميع المحافظات من الإسكندرية والإسماعلية وأسوان والقاهرة فى إبريل الماضي (جمعة الأرض) فقد غاروا على بلادهم وتراب وطنهم، فلماذا سجنهم وضياع مستقبلهم؟، ما الذى سيجنيه الوطن من كره هؤلاء الشباب للنظام؟، لماذا لا نحتويهم سيادة الرئيس فهؤلاء أمل مصر وبناة المستقبل وإننا نعلم أن سيادتكم ستعفو (عفوا رئاسيا)، فى الفترة القادمة عن شباب وراء القضبان، أتمنى أن يشمل كل من خرج فى جمعة الأرض وكل من كان يقف أمام نقابة الصحفيين فى ذلك اليوم.. فقانون التظاهر يحتاج إلى تعديل ونحن مع احترام القانون كما فى بلاد العالم، ومن يقوم بالتخريب يحاسب، ومن يعبر عن رأيه بتحضر واحترام لمؤسسات الدولة لابد من عدم إهانته واتهامه بالعمالة والتخوين وقلب نظام الحكم ونشر أخبار كاذبة تعكر السلم المجتمعى وتكديره فهذه المصطلحات أصبحت (تهم التيك أواي) كما هو مشاع فى الشارع المصرى، وأنا أنقل لسيادتكم ما يثار بين المواطنين والرأى العام المصرى بكل أمانة وصدق، نحن نحتاج لبناء الوطن ونعلم ما يحيط ببلادنا من مخاطر وما تمر به من أزمة اقتصادية طاحنة ومؤامرات لهدم الدولة، جهود وإنجازات لبناء الدولة ومحاربة فساد ثلاثين عاما.. حد يفهمنا هل نحن نحتاج مع كل هذا أن نفتح جبهة داخلية ضد النظام والدولة ؟!.. جبهة داخلية العدو فيها شبابنا، نحتاج للديمقراطية وليس الاستبداد، احترام حقوق المواطنين وليس انتهاك آدميتهم وتكميم أفواههم.. نحتاج المصالحة وتشابك الأيدى لمحاربة الإرهاب، فالفساد والظلم يا سيادة الرئيس هما نواة الإرهاب فالخطر من الخارج ونحن ننشئ جيلا من الحقد والضغينة فليس أبناء الوطن من نخشاهم فإذا أخطأوا فلنسامحهم ونستوعبهم فكل شاب يعشق تراب هذا الوطن نحتاج إليه نأخذه معنا وليس علينا، فإنهم أولاد مصر.. نحتاج التسامح والحب وليس الكره والعنف والغضب وإحساس الشباب بأن النظام يضطهدهم.. حد يفهمنا.. هل سنحاسب كل من أذاع أخبارا كاذبة (بسعودية تيران وصنافير) إذا ثبتت مصرية تيران وصنافير؟!، وكل من نشر أو أذاع من إعلاميين وصحفيين أخبارا كاذبة لتضليل الرأى العام، كل من هلل وصرخ بسعودية الأرض هل سيعتقل ونحاسبه على تكدير السلم العام؟!، كل من قام بالضرب على الدفوف ورقص على أنغام سعودية أرض تيران وصنافير، وسيادتك تعلم من هم آكلو الموائد مع كل نظام وفى كل العصور من الصحفيين والإعلاميين والسياسيين، ومصر كلها تعلم من هم.. وهؤلاء أصبحوا كروتا محروقة يخسر من يلعب بها. إذن فلماذا الكيل بمكيالين؟، أفرج سيادة الرئيس عن شباب مصر وأصحاب الرأى من الصحفيين.. مزيدا من الحرية والتعبير.. مزيدا من التنفس الطبيعى والهواء النقى لهؤلاء الشباب فهم لا يحتاجون جهاز التنفس الصناعى لكى يتنفسوا ولكنهم بحاجة إلى هواء مصر النقى وليس القنابل المسيلة للدموع وظلمة السجون وبكاء أسرهم وذويهم وضياع مستقبلهم لأنهم دافعوا عن مصرية الأرض، فالخونة والعملاء سيدى الرئيس لا يهتمون بالهوية والوطن فماذا عن الأرض!!. فاهمين ولّا محتاجين لحد يفهمنا.. ابعتولى لو فيه حد مش فاهم حاجة وعايز يفهمها واحنا معاه لأن أكيد فيه حاجات كتير أوى محتاجين لحد يفهمهالنا.
hend.farahat12@gmail.com