البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تحريات النيابة تكشف تلاعب الشركة بالبطاقات الذكية وإضافة أسماء وهمية

القصة الكاملة لنهب شركة سمارت لـ200 مليون جنيه من أموال دعم الرغيف

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حبس المدير العام للعمليات ومدير تكنولوجيا المعلومات بالشركة 4 أيام على ذمة التحقيقات.. وأنباء عن هروب البرادعى وعسل
كشفت مصادر مطلعة عن هروب توفيق البرادعي، واختفاء عمرو عسل، المساهمين الرئيسين فى شركة «سمارت»، على خلفية استقالة وزير التموين خالد حنفى، وقيام النيابة العامة بإجراء تحقيقات موسعة حول إهدار المال العام فى منظومة الخبز لأكثر من مليون بطاقة، وإهدار مبالغ طائلة من المال العام تتجاوز ٢٠٠ مليون جنيه شهريًا، واتهم موظفو «سمارت» خالد حنفى وزير التموين المستقيل بأنه هو من أصدر التعليمات بتشغيل البطاقات. 
وقرّرت نيابة شمال الجيزة الكلية حبس المدير العام للعمليات والشئون المالية، ومدير تكنولوجيا المعلومات وشئون العاملين بشركة «سمارت» المسئولة عن تحديث بطاقات التموين الذكية، لمدة ٤ أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات، ووجهت لهم، بإشراف المستشار علاء سمير، القائم بأعمال المحامى العام الأول للنيابات، اتهامات بالاستيلاء على المال العام، والتلاعب فى بطاقات التموين.
وبحسب تحريات نيابة الأموال العامة التى حصلت «البوابة» على نسخة منها، فإنه «فى إطار خطة عمل الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة الداخلية ومراقبة ومتابعة أعمال الشركات الموكل إليها تشغيل المنظومة التموينية المستحدثة، فقد وردت معلومات للإدارة أكدتها التحريات، مفادها قيام القائمين على إدارة وتشغيل شركة سمارت للكروت الذكية، وهى شركة مساهمة مصرية، والبريد المصرى أحد المساهمين فيها، بالإضرار العمدى بالمال العام عن طريق تشغلى عدد من البطاقات الذكية، حيث قام موظفو الشركة بإضافة زيادات وهمية لأعداد المستفيدين بها، وتم استخدامها للاستيلاء على أموال الدعم بمبالغ طائلة، وتوصلت التحريات إلى قيام كل من أحمد مكارم محمد، مدير تكنولوجيا المعلومات وشئون العاملين والمبيعات، وهانى مصطفى أحمد، مدير عام العمليات والشئون المالية، بالإضرار العمدى بالمال العام من خلال السماح، باستخدام تلك البطاقات على النظام الخاص بالشركة، وتسهيل الاستيلاء للآخرين على المال العام، بالمخالفة للعقد المبرم بين الشركة ووزارة التنمية الإدارية».
وبحسب التحريات، فإنه «بناء على توجيهات اللواء مساعد الوزير مدير الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة، قامت مأمورية برئاسة العقيد أحمد خلف، وبصحبة الرائد سامح العقاد، والرائد حسام عباس، تنفيذا للإذن الصادر من النيابة العامة، بضبط وإحضار المتهمين فى القضية رقم ١٥٥٩٥ جنح العجوزة لسنة ٢٠١٦، التى استهدفت مقر عمل الشركة الكائنة بشارع القدس الشريف دائرة قسم العجوزة، حيث تم التقابل مع المتهمين واطلاعهما على مضمون الإذن وما نسب إليهما من اتهامات من خلال البلاغات المقدمة من عدد من المواطنين لتشغيل بطاقات لمواطنين تم تزوير أعداد المستفيدين بها، دون إضافة أرقام قومية تخص أصحابها بما يضر عمدا بالمال العام، وتشغيلها دون علمهم، فضلًا عن قيامهما بالإضرار العمدى بالمال العام من خلال السماح بتشغيل عدد كبير من البطاقات عقب إجراء عمليات تزوير لأعداد الأفراد المدونين بها، مع علمهما بذلك، وعدم وجود أنظمة أمان للأرقام السرية الخاصة بعمليات الزيادة على أعداد الأفراد بالبطاقة، عن طريق إضافة مواطنين عليها دون بيان الأرقام القومية لهم، والسماح للعاملين بالشركة والمكاتب التموينية بالإضافة العددية، دون إثبات بيانات بالمخالفة للتعاقد بين الشركة ووزارة التنمية الإدارية، حيث توصلت التحريات إلى إجراء زيادات وهمية على عدد ٢٦٨٤ بطاقة دون علم المواطنين، ليصل عدد المستفيدين بالبطاقة ٩ أشخاص، وتم بالفعل تشغيل البطاقات للاستيلاء على المال العام بإجمالى ١٩ مليونا و ٤٧٤ ألفا و٣٧٠ رغيفا، بقيمة مليون و٨٤٢ ألفا و٣١١ جنيها من أموال الدعم من خلال اسم المستخدم.
وكشفت التحريات أنه تبين قيام الشركة بتشغيل ٣ آلاف بطاقة تم تعدلتها من خلال اسم المستخدم ورقم خاص لم تقم الشركة بتحديده، حيث تم تشغيلها بالفعل لصرف مليون وستمائة وثمانين وأربعمائة وخمسة وثمانين رغيف خبز بقيمة ٣ ملايين و٢٠٦ آلاف جنيه من أموال الدعم، بالإضافة إلى تشغيل أكثر من بطاقة لذات المواطن تحمل نفس الرقم الخارجى وبيانات نفس المواطن مع اختلاف الرقم الداخلى بالمخالفة للتعاقد المبرم من وجود بطاقة واحدة فقط لكل مواطن، وإيقاف أى بطاقة أخرى وإلغائها من قاعدة البيانات حتى لا يترتب على ذلك إهدار المال العام وحصول الشركة على مبلغ مالى نظير تشغيل كل بطاقة بالمخالفة للعقد المبرم مع وزارة التنمية الإدارية، حيث توصلت التحريات إلى وجود ازدواج صرف لأكثر من عدد مليون بطاقة، وإهدار مبالغ طائلة من المال العام تتجاوز ٢٠٠ مليون جنيه شهريا.
كما أشارت التحريات إلى قيام المتهمين بإنهاء التعاقد مع محمد هانى درويش، أحد مسئولى تكنولوجيا المعلومات، عقب قيامه برفض تشغيل أكثر من بطاقة لذات المواطن، وتنبيهه إلى خطورة ذلك، لما يترتب عليه من تسهيل استيلاء الآخرين على المال العام.
كما أضافت التحريات إلى قيام الشركة بتشغيل جميع البطاقات التى أبلغ أصحابها بفقدها والمحرر عنها بلاغات سرقات، والتى تجاوز عددها مليون بطاقة ذكية، ومنها عدد ١٥٣٨ بطاقة مبلغ بسرقتها فى المحضر رقم ٥٥٤١ لسنة ٢٠١٦ جنح منشأة ناصر، وجار حصر بلاغات سرقات مكاتب التموين على مستوى الجمهورية للبطاقات التى قام سالفو الذكر بتشغيلها بالمخالفة للنظام العام والإضرار العمدى بالمال العام دون مسوغ قانوني.