البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

جدل بين الأقباط حول لقاء البابا تواضروس بالرئيس السيسي

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي والبابا تواضروس

أثار تضارب التصريحات حول لقاء البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على رأس وفد كنسي، بالرئيس عبد الفتاح السيسي، حالة من الجدل في الوسط القبطي، وخاصة بعد أن نفى القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن الحديث تطرق إلى أحداث الاعتداءات الطائفية وقانون بناء الكنائس، وكانت مجرد تلميحات، بينما أكد الأنبا لوكاس أن الرئيس تحدث عن القانون، واستمع إلى آراء الأساقفة، وشدد مصدر رفض ذكر اسمه أن الأزمات الطائفية كان لها نصيب الأسد في الحديث حيث عرض الأنبا مكاريوس كل أحداث المنيا، وأكد الرئيس أن القانون سيطبق علي الجميع.
صرح مصدر مطلع لـ"البوابة القبطية" بأن الرئيس استمع للأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وتوابعها، عما حدث بالمنيا والأزمات الطائفية التي يمر بها صعيد مصر، وأكد الرئيس على أن المدن الجديدة سيكون بها كنائس، وأعمال دولة القانون، وزيادة الوعي وتعليم ثقافة قبول الآخر.
أما "حليم" فقد أكد أن الرئيس دعا البابا للقاء، وأغلق الحديث عن الاعتداءات الطائفية قبل مناقشتها، بقوله: "هناك من يسعون لتفكيك وحدة الوطن، وضرب نسيجه الواحد، ولن نسمح بذلك أبدًا، وسنقف ضد كل من يخرج عن القانون، طارحا رؤيته لبناء الإنسان". 
وأضاف "حليم" في تصريح خاص لـ"البوابة القبطي" أن الكنيسة الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس كانت قد تلقت دعوة من قبل رئاسة الجمهورية، والتي حددت الموعد والذي تم صباح أمس الخميس بقصر الاتحادية، وعليه لم تقدم الكنيسة أية مطالب للرئيس.
وأشار إلى أن اللقاء استمر لأكثر من ساعة، أكد فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي أن نهضة مصر أساسها الوحدة بين الشعب، شارحا رؤيته حول مشروع "بناء الإنسان المصري" مشيرا إلى أن هذا البناء سوف يكون على المستوى الاجتماعي وهو ما بذلت الدولة فيه جهدا كبيرا لبناء مساكن عمرانية جديدة حتي يسود مبدأ المساواة.
وزاد "حليم" أن الرئيس خلال استقباله للبابا تواضروس علي رأس وفد من أساقفة المجمع، أن الوحدة بين الشعب المصري تحتاج إلي تكاتف الجميع وإلى صبر، مؤكدًا أن هناك خططا لتطوير المناهج التعليمية والتي تحث على المواطنة واحترام الآخر.
ومن جانبه أثنى البابا تواضروس على رؤية الرئيس لبناء الإنسان مؤكدا إسهام الكنيسة في ذلك البرنامج، لخدمة المجتمع وتنميته.
ونفى حليم تطرق الحديث إلى الاعتداءات الطائفية، مشيرًا إلى أن الرئيس ألمح في بداية اللقاء عن رفض الدولة لتلك الاعتداءات، وعليه لم يكن هناك مجال للحديث سوى بعض التلميحات من قبل الأنبا مكاريوس أسقف المنيا وتوابعها، والذي أكد على دعم الدولة في مشروعها لبناء الإنسان للقضاء على من يسعون لشق الصف.
ومن جانبه صرح الأنبا لوكاس أسقف أبنوب والفتح ومدينة أسيوط الجديدة، بأن الرئيس تحدث عن قانون بناء الكنائس، وأنه يتم حاليًا بناء المساجد والكنائس في المدن الجديدة.
وأشار"لوكاس" في مداخلة هاتفية على إحدى القنوات الفضائية، اليوم الجمعة، إلى أن الرئيس أكد أنه لا يمكن أن يكون الدين سبب الفرقة، وأن الشعب المصري نسيج واحد ولا يمكن أن يتم السماح بالوقيعة بين أفراده، وشدد على تطبيق القانون في كل الأحداث التي تمر بالبلاد.
وأوضح "لوكاس"، أنه ينبغى علينا توصيل رسالة السيسي للجميع ووضع بذور الطمـأنينة في نفوس الناس، لافتا إلى أنه يخدم شعب مدينة أبنوب من المسلمين والمسيحيين.
وتابع: الرئيس السيسي، أعلن بناء مدن جديدة في الصعيد، وإقامة مشروعات تنمية، ما يحد من المشاكل الموجودة في هذه المدن، والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى إثارة الفتن بين المواطنين، بالإضافة إلى أن هناك خطة قد وضعت للاهتمام بالتعليم والثقافة، في مدن الصعيد، من خلال إقامة جلسات "الشباب والحوار المجتمعي"، لتبادل الأراء والأفكار.
وعلى صعيد متصل قال الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها ومسئول التنسيق بين الكنيسة والدولة حول مشروع قانون "بناء الكنائس"، قدمت الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي علي دعمه لخروج قانون توافقي لبناء الكنائس يخدم الكنيسة والمجتمع.
وأكد الأنبا بولا في تصريح خاص لـ"البوابة القبطية" أنه تم التوصل إلى صيغة توافقية لمشروع القانون، وأنه تم الانتهاء من النسبة الكبيرة، ومن المقرر أن يتم الانتهاء من المشروع في القريب العاجل، ورفعه لرئيس الوزراء وبعدها تسلم النسخة للبرلمان.
والجدير بالذكر أن البابا تواضروس التقى أمس الخميس بالرئيس عبدالفتاح السيسي بمقر رئاسة الجمهورية بقصر الاتحادية، بصحبة وفد كنسي، وتكون الوفد من الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وتوابعها، والأنبا بيمن مقرر لجنة الأزمات، والأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، والأنبا بولا أسقف طنطا ومسئول التواصل ما بين الدولة والكنيسة، والأنبا لوكاس أسقف أبنوب والفتح، والأنبا هدرا أسقف أسوان.