البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"صالح نوح".. برلماني صومالي يتحول إلى انتحاري بـ"القاعدة"

البوابة نيوز

في صباح أمس الثلاثاء نفذت حركة الشباب المجاهدين الصومالية تفجيرين بسيارتين مفخختين، استهدفتا قاعدة حلني العسكرية التابعة لقوات حفظ السلام في الصومال، ليسقط نحو 50 قتيلًا من القوات الدولية الأمريكية والأفريقية ضحايا للهجوم، بحسب ما ذكرته الحركة. ولكن ناقوس الخطر الذي جعل تلك العملية علامة هامة في تاريخ الإرهاب لم يكن عدد الضحايا وحجم الخسائر، وإنما اشتراك البرلماني السابق صالح نوح إسماعيل، المعروف باسم "صالح بدبادو" والتي تعني "النجاة"، في العملية كأحد الانتحاريين، بعدما تحول من العمل السياسي إلى وجه بارز في الحركة خلال السنوات القليلة الماضية. 
وُلد صالح نوح في 1960 ببلدة جلب في إقليم سناج شمال الصومال، واعتنق الفكر الشيوعي، وانضم إلى حكومة محمد سياد بري الشيوعية، ثم أعقبتها حكومة عسكرية اعتقلته طرته من العمل فاتجه إلى التعبير عن أفكاره ككاتب وباحث. كما كان عضوًا بحكومة عرتي ثم حكومة إمبجاتي في كينيا. ويضيف الموقع أن نوح اشتهر في تلك الفترة بانتقاد أخطاء الحكومة بشدة، ورفضه القاطع للتدخل الأجنبي في البلاد لاسيما حين تفعله البلدان المجاورة، حتى أصبح ذلك الأمر هو نقطة التحول في مساره الفكري. 
ووفقًا لموقع إلكتروني صومالي مؤيد للقاعدة، فقد وقف نوح معارضًا بقوة للتدخل العسكري الإثيوبي في الصومال في 2006، ودعا إلى سحب إثيوبيا لقواتها مؤكدًا أن الشعب الصومالي لا يقبل الوجود الإثيوبي، وأصر على رفض قتل المدنيين بحجة استهداف المسلحين، لا سيما بعض إضافة التدخل الأوغندي في الصومال لإصلاح الأوضاع والذي رآه نوح امتدادًا للتدخل الإثيوبي. 
وفاجأ الأوساط السياسية باستقالته من الحكومة نهائيًا، وقوله "إني تائب إلى الله"، وهي العبارة التي دفعت وسائل الإعلام إلى تخمين انضمامه إلى حركة الشباب أو إلى الحزب الإسلامي، وهو جماعة مسلحة محلية تحالفت مع الحركة فيما بعد، ورغم نفيه ذلك في مؤتمر صحفي عقب خروجه من الحكومة إلا أن الأمر انتهى به إلى الانضمام للحركة، مبررًا ذلك بنفاد صبره نتيجة ما وصفها بـ "المجازر الوحشية" من القوات الإفريقية بحق الآمنين في مقديشو. 
ووفقًا لأدبيات الجماعات الجهادية، كما يوضح الموقع، كان عليه أن يسلم نفسه إلى الحركة ليدخل الإسلام من جديد، باعتباره كان مرتدًا في نظرها، ثم تتولى الحركة إدماجه مع المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها. وبالفعل أولته لجنة الدعوة بالحركة جهدًا واهتمامًا كبيرين، والتحق لمدة عام بمعهد العلوم الشرعية التابع للقاعدة والمُسمى "معهد عبد الله عزام". وعاش بعدها في مدينة كيسمايو الخاضعة لسيطرة حركة الشباب، وعمل مؤذنًا بمسجد النور بها، وصرح لاحد المواقع أنه "يشعر بالأمان والاستقرار هناك". واختارته لجنة الدعوة مؤخرًا ليكون ضمن الدعاة المشرفين على المشروعات التعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة، وكان ظهوره الأول في 2013 خلال حفل تخريج دفعة جديدة من الطلبة بمعهد عبد الله عزام. 
وبخلاف كونه داعية ينشر أفكار حركة الشباب، ويحرض على العمل الجهادي واصفًا الحكومة بالكفر والردة، أصبح نوح محللًا سياسيًا بالوسائل الإعلامية المعبرة عن الحركة، يقدم للشعب الصومالي تحليلات للقرارات الحكومية وأهدافها. 
وشارك نوح في الهجوم الأخير على قاعدة حلني من خلال اختراق الحاجز الأمني أمام مجمع للأمم المتحدة بشاحنته، ثم تفجيرها في المجمع مما أصفر عن سقوط 13 قتيلًا وسبعة جرحى. وقبيل تنفيذ الهجوم قال نوح في لقاء مع إذاعة الأندلس، المعبرة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، أنه انضم إلى القاعدة تأثرًا بما قاله حارث النظاري، أحد المنظرين السابقين للتنظيم، حول فضل الشهادة، لهذا أقدم على شن عملية انتحارية، زاعمًا أنه اختار هذا الطريق لنصرة الإسلام والانتقام للشعب الصومالي، وأوصى أبناء المسلمين بالالتحاق بكتائب الانتحاريين كما العاملين بالحكومة إلى "التوبة إلى الله وحمل السلاح ضد الغزاة".