البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

بكين تتجه إلى تقوية علاقاتها الاقتصادية مع حكومة كيجالي فى إطار شراكة إنمائية

البوابة نيوز

تواصل حكومة الصين سياسة الاصطفاف والمؤازرة التي تنتهجها من خلال ضخ مليارات الدولارات في المشروعات التنموية لدعم شراكتها مع القارة الأفريقية، غير أن هناك قدراً من الشكوك التي تحيط بنوايا بكين التي تتوارى خلف تلك المساعدات، على حد تعبير خبراء وأكاديميين أفارقة.
وتبدو شواهد المساعدات والشراكات السخية جلية في الحالة الرواندية حيث قامت حكومة بكين على مدار الخمسة عشر عاما الماضية، اعتبارا من عام 2001، بتمويل أكثر من 50 مشروعات تنموياً فيها، وأسقطت ديوناً بلغت 160 مليون دولار في عام 2007، وتشييد وتشغيل مصنع "سيميروا"، مصنع الأسمنت الوحيد في رواندا، في عام 2009، علاوة على تقديمها قرضا بدون فوائد قيمته 219 مليون دولار لإعادة تأهيل شبكة الطرق في العاصمة الرواندية كيجالي في عام 2009.
وللتأكيد على التزام الصين بتعاونها مع رواندا، قام رئيس مجلس إدارة اللجنة القائمة التابعة لمجلس الشعب الوطني (البرلمان) الصيني، زانج ديجيانج، بزيارة أخيراً إلى كيجالي أجرى خلالها مع الرئيس بول كاجامي مناقشات تعلقت بضخ استثمارات صينية جديدة بملايين الدولارات، قبيل عودته إلى بكين.
والتقى المسؤول البرلماني الصيني بكبار المسؤولين الحكوميين في رواندا وناقش معهم سبل التوصل لشراكة اقتصادية متقدمة، وتعزيز الروابط التي تجمع بين الحزب الشيوعي الحاكم في الصين و"الجبهة الوطنية" في رواندا.
ومن جانبه، قال رئيس مجلس الشيوخ الرواندي، برنارد ماكوزا في تصريحات صحفية له "لقد أكدنا أن تعاوننا (مع الصين) وعلاقاتنا بها تقوم على الاحترام المتبادل، وليس هناك مخططات لفرض أي شيء علينا، لذا فإن لكل دولة منّا مصالحها الخاصة".
ومن جانبه، أكد السفير الصيني لدى رواندا، بان هيجون، أن بلاده، على خلاف القوى الغربية، تدعم رواندا وليس لديها "أي قيود عليها"، وتستند فقط على المقترحات التنموية التي تطرحها في الأصل رواندا ، لكن الخبراء لهم حديث آخر... فقد رأى الأكاديمي البارز والمحاضر الجامعي، فينسنت بيوزا، في ورقة بحثية خرجت تحت عنوان "المساعدة الصينية لرواندا"، أن المساعدات الصينية ترتبط بصورة أكبر بمصالح بكين في تطوير أسواق جديدة لمنتجاتها وإيجاد فرص استثمارية جديدة لشركاتها من القطاع الخاص بما يصب لمصلحة الصين بأكبر من التنمية في رواندا.
وتشير الإحصاءات الأخيرة التي صدرت في عام 2014، إلي أن قيمة الصادرات الصينية إلى رواندا قفزت بصورة حادة إلى 106 ملايين دولار، وتتنوع بين الأجهزة الإلكترونية والمنسوجات.
وفي المقابل، استقرت صادرات رواندا إلى الصين عند 91 مليون دولار في العام نفسه، في الوقت الذي زادت في التجارة الثنائية بين البلدين إلى 207 ملايين دولار في عام 2014 مقابل 3ر43 مليون في عام 2006 ، واعتبر الأكاديمي الرواندي بيوزا أن الصين ليست مانحاً بارزا بمعنى الكلمة، فالأمر لا يعدو كونه توافر مناخ استثماري ملائم في رواند يفضي إلى جذب الاستثمارات من الصين.
وقد أقامت الصين ورواندا علاقات دبلوماسية بينهما في 1971، وكان أكبر استثمار حقيقي سابق في رواندا تشييد ستاد أماهورو في عام 1989، بتكلفة 21 مليون دولار، والذي يظل هو الاستثمار الأكبر حتى هذه اللحظة.
في الوقت الحالي، أحد أكبر مصانع الملابس الصينية، سي& إتش ####C&H#### ، يشيد مصنعاً في كيجالي يتوقع أن يخلق فرص عمل لأكثر من 3 آلاف شخص بعد 3 سنوات من إكماله. بالإضافة إلى ذلك هناك 10 مصانع صينية صغيرة، تتنوع بين النسيج، والصلب، والأثاث شيدت في العاصمة الرواندية باستثمارات مجمعة بلغت 10 ملايين دولار.
وخلال الزيارة الأخيرة، قام المسؤول الصيني والوفد المرافق له بزيارة موقع تشييد مجمع تموله الصين بقيمة 40 مليون دولار، وهو المجمع الذي سيضم مكتب رئيس الوزراء وأربعة من وزرائه ، ولاحظ مراقبون اقتصاديون أن البرلماني الصيني، ديجيانج، ليس دبلوماسيا عادياً، وأن زيارته إلى رواندا حملت معاني أي شيء إلا أن تكون زيارة عادية ، فهو يعتلي منصبا بارزا في الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، وخدم كرئيس مجلس الوزراء في الفترة من 2008 إلى 2013.