البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

كشفها محلل عسكرى مقرب من الحكومة بجريدة «هاآرتس»

تفاصيل أخطر مكالمة بين "السيسي" و"نتنياهو"

السيسي ونتنياهو
السيسي ونتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي: مستعد للتحرك إلى الأمام و«ليبرمان» ملتزم بالاستقرار
الرئيس المصرى: أقيس الموقف بالأفعال لا بالوعود
تل أبيب تؤكد قبولها بالمبادرة العربية للسلام مع تحديثها
«معاريف»: القاهرة والخليج اختارا ألا يردان علنًا على تعيين وزير الدفاع الإسرائيلى الجديد


كشف «بن كسبيت» المُحلل العسكرى الإسرائيلى والمقرب من صناع القرار فى تل أبيب بمقاله بجريدة «هآرتس»، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدث هاتفيا مع الرئيس عبدالفتاح السيسى حديثا لم يكن سهلا حسب وصف كيسبيت، وأبدى السيسى غضبه الشديد بسبب أنه بعد أن حاول شق الطريق لدخول زعيم المعارضة «هرتسوغ» إلى حكومة السلام الجديدة لنتنياهو، تولى ليبرمان وزارة دفاع الدولة العبرية، وبعد تعيينه بـ٤٨ ساعة هدد بإعدام إسماعيل هنية.
وأوضح كيسبيت أن هذا لا يعنى أن «السيسي» قلق على حياة «هنية»، ولكن وجود «هرتسوغ» فى الحكومة كان جزءًا من خطوة دولية واسعة بمشاركة تونى بلير، واستعداد الدول العربية السنية لدفع ثمن علنيا مقابل تنازلات إسرائيلية.
وبحسب ما نشره كيسبيت، فإن نتنياهو قال للسيسي: «أقف خلف كل ما وعدت به، أنا لا أتراجع عن أى شيء ومستعد للتحرك إلى الأمام»، وقال له: «إن ليبرمان ليس مثلما يعتقد الجميع، وهو ملتزم بالاستقرار وبالخطوة الإقليمية»، ورد عليه «السيسي» بأنه سيقيس الموقف بأفعاله وليس بوعوده، وأبدى نتنياهو بعدها حسن نيته بالاعتراف بمبادرة السلام العربية التى ينبغى تحديثها كأساس للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وسارع «ليبرمان» للحاق به بتصريح مشابه.
ومن جانب آخر، كشف كيسبيت فى مقاله عن الحوار الذى دار بين نتنياهو وليبرمان، حين أخبره أن هناك «تسونامى سياسي» يهدد إسرائيل، وأمره أن يبتعد عن تصريحاته النارية المعتادة.
وعلق المحلل السياسى «باراك ربيد» فى مقاله بجريدة «هآرتس»، أن الأسباب التى رفض من أجلها نتنياهو وإسرائيل المبادرات العربية السابقة هى ذاتها التى من المتوقع أن تُرفض هذه المبادرة من أجلها، والسبب الرئيسى هو رفض تل أبيب أى شروط مسبقة أو إملاءات، وإنما فقط تقبل الاقتراحات، وما أعلنه «نتنياهو» صراحة فى خطابه بالكنيست عام ٢٠١٣، وهى المبررات التى رددها أيضا هذه الأيام، ولكن فى القنوات الدبلوماسية السرية، وثانى الموضوعات التى من المتوقع أن يحاول نتنياهو التلاعب فيها هو المطالبة بإعادة الجولان وحل مشكلة اللاجئين، وهى المطالب التى يرى نتنياهو أنه «فات أوانها»، فهذه المطالب طرحت قبل ١٤ عاما، ومنذ ذلك الحين تغيرت أمور كثيرة فى الشرق الأوسط، وهو ما جعله يبدى استعداده لإجراء المفاوضات مع دول عربية حول تعديل المبادرة كى تعكس التغيرات الدراماتيكية التى حدثت فى المنطقة منذ ٢٠٠٢ وقت إطلاق المبادرة العربية للسعودية، مع الحفاظ على الهدف المتفق عليه، وهو «دولتان لشعبين»، ورجح «رابيد» أن التساهل الشكلى الذى يبديه نتنياهو فى مسألة التفاوض ليس إلا لأنه سيتم نشر تقرير الرباعية الذى تشرف على صياغته الولايات المتحدة، وهو التقرير الذى سيوجه انتقادات شديدة لإسرائيل بسبب سياستها فى الضفة الغربية، ولا سيما توسيع المستوطنات، وهو ما يهدد بالقضاء على حل الدولتين، فضلا عن أنه بعد الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة فى نوفمبر سيتم اتخاذ قرار فى الموضوع الإسرائيلى الفلسطينى فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما أن التصريح الذى أطلقه «بنيامين» كان يحمل رسالة ضمنية للرئيس السيسى لإقناعه أن تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع لا يعنى إنهاء المبادرة.
وفى نفس السياق، علقت الكاتبة الإسرائيلية «كارولينا لنتسمان» فى مقالها بجريدة «هآرتس»، أن الضغط الخارجى على إسرائيل لحل الصراع مع الفلسطينين سيزداد، لأن العالم لا يثق بحكومة اليمين المتطرفة، وهو ما يجبر نتنياهو على القيام بحركة تاريخية، ويتحدث جديا عن مؤتمر إقليمى للسلام، وهو ما بدأ التمهيد له فعليا بتصريحاته وتصريحات ليبرمان الأخيرة عن الالتزام بحل الدولتين والمبادرة العربية كأساس للحوار المباشر برعاية السيسي.
أما «إيلى أفيدار» فكتب فى جريدة «معاريف» مقالا قال فيه: «إن الدول العربية مثل مصر والأردن والقوة الصاعدة فى دول الخليج، اختارت ألا ترد علنا على تعيين ليبرمان، وأضاف «أفيدار» أن من يعرف العالم العربى يعرف كم هو هذا الصمت «شديد المعنى»، وأكد أن ليبرمان ليس عدو العرب كما يتردد فهو تربطه علاقة جيدة بقطر، ومنذ عام ٢٠١٤ يجرى لقاءات سرية هناك، وما لا يعرفه الجمهور العربى أيضا أن ليبرمان ينجح فى خلق علاقات عمل حميمية مع الناس الذين يلتقى بهم، فهو يعرف كيف يعمل سرا عند الحاجة، ولا مشكلة له فى أن يناور على الإعلام، والحفاظ على صورة يمينية، بينما يقود خطوات براجماتية، وكل ذلك وفقا للظروف والاحتياجات السياسية.