البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

أليس منكم رجل رشيد؟


أقسم لكم يا سادة أن مظاهرات الاثنين الماضى وما قبلها لا علاقة لها بمصرية صنافير وتيران من عدمها.. وإنما هى تكأة للنيل من شخص الرئيس وصولا إلى الهتافات التى تطالب برحيله، أما أمر التاريخ والجغرافيا فإن أدبيات من خرجوا للتظاهر تعترف بأن الجزيرتين ملك للسعودية، ويمكن للناصريين الذين ينتمى إليهم حمدين صباحى أن يراجعوا كتاب سنوات الغليان للأستاذ هيكل، وهو يؤكد أحقية السعودية فى الجزيرتين، ولهم أن ينصتوا إلى شهادة السيد سامى شرف وهو حى يرزق، وكان مديرا لمكتب الرئيس عبد الناصر وكاتما لأسراره لسنوات طويلة ولديه الكثير من الأسرار والخبايا، ولا شك أنه لا ينافق النظام ولا ينتظر منصبا حين يقول إن الجزيرتين سعوديتان، ثم تأتى الوثيقة التى أخرجتها مؤخرا الدكتورة هدى عبدالناصر لتؤكد لكل الناصريين الذين يدعون للتظاهر من أجل صنافير وتيران أنهما من حق السعودية، أما الذين اعتمدوا على فيديو قديم للرئيس عبدالناصر وهو يردد فيه أن تيران مصرية وأنه سيغلق مضيق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية، فعليهم أن يدرسوا التاريخ جيدا ليعلموا أن الرئيس عبدالناصر آنذاك كان على غير وفاق مع السعودية، بل إننا كنا فى حالة حرب فى اليمن ضد نظام تؤيده السعودية، وبالمناسبة فإن الخارجية السعودية قد أرسلت للأمم المتحدة مذكرة تعترض فيها على احتلال الجزيرتين فى ١٩٦٧، هذا بالنسبة للناصريين، أما بالنسبة للإخوان فلن أحدثهم عن أدبياتهم التى ترفض فكرة الوطن والتقسيم والحدود وتؤمن بالدولة الإسلامية الكبرى وبالخلافة وما إلى ذلك، ولكنى سأقدم لهم كتابا للدكتور جمال عبد الهادى، وبالطبع هم يعلمون جيدا من هو جمال عبد الهادى، فهم يعتبرونه مرجعا أساسيا للتاريخ الإسلامى، وقد جاء فى كتابه الطريق إلى بيت المقدس أن الجزيرتين الواقعتين جنوب خليج العقبة هما فى الأصل ملك للسعودية، وأن مصر تديرهما بطلب من الملك عبد العزيز، ومعنى ذلك فإن كتب رجال الإخوان الكبار تقر بسعودية صنافير وتيران، هذا كله فضلا عما ورد فى العديد من الوثائق والرسائل المتبادلة بين ملوك السعودية ورؤساء مصر، وبعضها فى الأمم المتحدة، أما الذين يدعون للمظاهرات ويرفعون شعار عواد باع أرضه فهم لا يريدون الإنصات لأحد، ويبحثون عن أدلة واهية وكلمات مرسلة فضفاضة، والغريب أن البعض يتمادى فى الفتاوى القانونية، ويدعى أنك إذا احتللت أرضا لأكثر من خمسين عاما فقد صارت أرضك، وإذن أيها الذكى لا تحدثنى بعد اليوم عن القضية الفلسطينية، فهى بهذا المنطق قد انتهت تماما، ولا تحدثنى أيضا عن دماء الشهداء على هاتين الجزيرتين، لأننا لا نأخذ بدم الشهداء أرضا هى ليست لنا، وإلا لماذا لم نفعل ذلك مع فلسطين والكويت ودول أوروبا..؟ نعم أوروبا، فأنت لم تقرأ التاريخ لتعرف أن جيش مصر قد شارك فى حروب عدة بأوروبا إبان الخلافة العثمانية واستشهد منه المئات ودفنوا هناك، وإذن فكل الدلائل التى تتحدث عنها هى دلائل واهية لا قيمة لها، لأنك تعلم فى قرارة نفسك أن عبدالفتاح السيسى لن يغامر بهذا الأمر دون الرجوع إلى الخبراء والعلماء وكل الأجهزة والمؤسسات الوطنية، وأخيرا فإن هذه الاتفاقية أحيلت إلى مجلس النواب ليناقشها، ومن حق المجلس أن يستدعى الخبراء أو الذين قاموا برفع الأبعاد والمساحات على أرض الواقع، ومن حق المجلس أن يناقشهم فيما انتهوا إليه، وعلى المجلس الذى يمثل شعب مصر أن يرفض أو يوافق، وعليك أنت أيها المتظاهر المحب لأرضك أن تقدم ما لديك من وثائق تثبت مصرية الجزيرتين إلى النائب العام أو تذهب إلى نائب دائرتك وتطلعه على هذه الوثائق لكى يرفض الاتفاقية، هذا هو الطريق الشرعى الذى أفهمه، أما أن تدعو للتظاهر لتسب جيش مصر العظيم ورئيس مصر مطالبا بإسقاط النظام، فأنت إذن لا تدافع عن الأرض كما تدعى بل تريد خرابها، وهذا لن يحدث لأن الحقيقة التى لا تودون الاعتراف بها هى أنكم لا تمثلون إلا بضعة آلاف، أما الملايين فهم يلتفون حول القيادة الوطنية لمصر، وأن الشعب قد استوعب الدرس جيدا لا سيما بعدما ذهب زعماؤكم من محبى الشهرة والمنصب والمال إلى الرئيس الفرنسى وحدثوه عن التعذيب وحقوق الإنسان فى مصر، وطالبوه بألا يساعد مصر، أهذه هى الوطنية؟ أهذا هو حبكم لمصر ولشعبها؟ يا قوم.. أليس منكم رجل رشيد؟