البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الاكتئاب ما بين الاعتراف كمرض ووصمة عار للمصابين به.. أطباء نفسيون: الضغوط اليومية هي السبب.. وهرمون الـ"نيورستين" المتحكم الوحيد في زيادة أو نقص الإصابة

البوابة نيوز

الاكتئاب هو مرض العصر الذي عجز الكثير من الأطباء في ايجاد علاج له أو حتى في تخفيف العب الذي يصيب المرضي، حيث يوجد العديد من الأشخاص يعانون بهذا المرض غير مدركين باضطرابهم لكن من الممكن معالجتهم منه بشكل ناجح.

ووفق لدراسة من المؤسسة العالمية للصحة النفسية،حيث ذكر بها أن الاكتئاب اصاب أكثر من 17مليون أمريكي ولكن النسبة العالمية للمرض ما يقارب من 2مليار مريض يعاني من هذا المرض، ولكن أكثر الذين يعانون به يتراوح عمرهم من 18 إلى 30 عاما مع العلم انهم غير مدركين بان لديهم مرض الاكتئاب.

وبالرغم من أن الاكتئاب أحد الأمراض النفسية التي يعاني منها الكثير فقد بلغ عدد المرضى النفسيين بمصر نحو 16 مليون شخص وان 15% فقط من المرضي يقومون بالذهاب للطبيب لتلقى العلاج، وبالرغم من أن النسبة ضئيلة جدا إالا أن الأمراض النفسية تختلف في أنواعها حيث أنها أكثر من 200 نوع، وهذا الأمر يحتاج إلى وقفة عاجلة لإيجاد حلول لأن هذا المرض يؤثر بالسلب على العلاقة الحميمة وان الاكتئاب له دور كبير في ارتفاع معدلات الطلاق في مصر إلى 170 ألف حالة بالعام الماضي.

فطرحنا سؤالا:ما الفرق بين الاكتئاب والحزن العادي؟ فأجاب الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي قائلا: يوجد فرق شاسع بين الحزن والبؤس وذلك لأن البعض منا يشعر بالحزن في وقت ما ولكن البؤس يكون نتيجة مصادفة من تجارب قاسية يمر بها الإنسان مثل المرض، فقدان مهنة، موت شخص عزيز أو طلاق ولكن مع الوقت تتلاشي هذه المشاعر.

وأوضح أن المرض يظهر على المريض في حالة الحزن بأنه يكون متطرّف ويأس وتستمر معه في مدة لا تقل عن اسبوعين وينعزل فيهم عن العمل والطعام والنوم، مشيرا إلى انهم يشعرون بانعدام الافادة منهم وأنه لا يوجد امل ليصل المريض بهذا الشعور إلى حد الانتحار والانعزال عن لقاء الاصدقاء والعائلة.

وأكد " جمال" أن السبب الرئيسي للاكتئاب هو التغييرات الكيميائية في جسم الإنسان التي تؤثر سلبا على المزاج وطرق تفكيره وعوامل بيولوجية،إضافة إلى الأمراض المزمنة مثل السرطان، لكن الأسباب دائما لا تري بالعين المجرّدة، لأن الاضطراب النفسي يجب أن ينتبه له، لأن الشخص الذي يعاني من المرض لا يستطيع أن يملك السلطة على التحكم في مواجهة الظروف أو أن تنتصر الظروف عليه حتى تفقده القدرة على التحكم، لافتا إلى من أن ظهور اعراضه بسبب أنه لايري خيارات متعددة وبديلة لتغيير حياته.

وأشار إلى أن نسبة العلاج للمرض الاكتئاب حازت على درجات عالية من خلال علاج مناسب لافتا إلى اننا نمتلك أطباء وعلماء في الطب النفسي الأكثر مهارة ودقة وأمانة في مساعدة المرضي للشفاء من مرض الاكتئاب، وللأسف الشديد مازالت فكرة الذهاب إلى الطبيب النفسي وصمة عار في عقول البعض وان المجتمع يبعد عن اللجوء لنا في المشاكل النفسية، إضافة إلى أن البعض يري أن الاكتئاب دليل على ضعف والبعض الاخر يرها انها خلل في الاتزان الكيميائي.

وقالت الدكتورة" هبة العيسوي" استاذ الطب النفسي، أن الاشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يحتاجوا إلى المساعدة أكثر من الآخرين، وللأسف أن عدم التعبير عن هذه المشاعر المصاحبة للوحدة تكفي بان يصل حالة المريض إلى صفر، لافتا إلى أنه يجب معاملة المرضي بحرص شديد.
وطرحنا سؤالا: كيف يمكن أن نساعد المرضي باستخدام العلاج النفسي ؟، فأجابت قائلة، يوجد أكثر من طريقة لعلاج المرضي حيث أن الطرق تقتصر في علاج نفسي وتفكيري وتصرفي، مضيفا أن هذه الطرق تعمل على رصد تصرفات وتفكير المريض بل تكون دافع قوي في علاجه، حيث أن الطبيب النفسي يستطيع علاج المريض من مرض الاكتئاب لأسباب عديدة منها:
* يساعد المريض بالتغلب على مشاكله في إيجاد مجالات قابلة للتغيير، ويستطيع مساعدة المريض في رؤية امكانيات تزيد من راحته النفسية بالمستقبل باستخدام مشاعر مشابهة لحياة المريض.
* التمييز بين طرق التفكير سواء كانت إيجابية أو غير إيجابية، فعلي سبيل المثال أن معظم المرضي ينحازون إلى التعميم الزائد مستخدمين مصطلحات (ابدا، دائما، معرفش ) وهنا يجب أن يقوم المعالج بدور إيجابي للحد من التفكير السلبي لمريض.
* يجب على المعالج أن يفهم جيد الأفكار والتصرّفات التي تزيد حالة باليأس والاكتئاب للمريض،مثال، المعالج يساعد المريض على تخطي أي تصرف وان يحسن العلاقات مع الآخرين.
*فالمعالج يكون مصدر لاكتساب المريض المهارات التي تساعده بالتغلب على مشاكله ويكون مستعدا للحصول على حرية التحكم ومتعة في حياته، وذلك لرؤية البدائل والدمج التدريجي لفعاليات التي تجعلهم يعودون للحياة.

يوجد طرق إضافيّة يستطيع الطبيب النفسي ممكن أن يتم اجرائها مع المريض وهذا ما أكده الدكتور "خالد لطفي عيسى" استاذ طب النفسي، قائلا أن للعائلة والاصدقاء دور كبير وهام بمساعدة المريض على الشفاء، وهذا يتم من خلال دعمهم بالتشجيع بإتمام العلاج وتطبيق طرق التعامل الصحيحة مع المريض.

وأشار "عيسى " إلى من الصعب التعايش مع شخص مريض بالاكتئاب لأنه سبب في الضغط على أفراد العائلة يكفي الشعور بالألم عند رؤية إنسان مصاب بهذا المرض.

وأكد أن الأدوية من الممكن أن تساهم بجزء بسيط في تخفيف اعراض المرض عند بعض المرضى، في حالات الاكتئاب المتوسطة والصعبة، فبعض الأطباء يفضلون دمج العلاج النفساني والأدوية معا، وبسبب خطورة الادوية على المريض فيجب على الطبيب المراقبة الشديدة لتجنب حوادث أي نتيجة عكسية في الحالة.

ولكن في الحقيقة معظم الحالات يفضّلون علاج نفساني على علاج طبّي وخاصة حالات الاكتئاب الخفيف ويتم من خلال التقييم الأساسي وترتيب جدول علاج ناجح.

وفي ذات السياق، قال الدكتور أحمد جاد الله استاذ وخبير نفسي، أن الإكتئاب يعمل على قتل الرغبة في إقامة العلاقة الحميمية ولا يوجد تفرقة سواء كانت الرغبة من الرجال أو النساء، مشيرًا إلى أن العلاقة الحميمية أحيانًا تكون المخرج من الضغط الشديد الذي يتعرض له الإنسان.

وأكد أن الأدوية التي تختص لعلاج الاكتئاب يكون لها تأثير سلبي حيث تؤدي إلى البرود الجنسي حيث تعمل على زيادة معدلات ضربات القلب وسرعة القذف بينما البعض الاخر يؤدي إلى الفصام الحاد والعقم للجنسين.


وأضاف الدكتور أنور حجاب، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، أن الاكتئاب يؤثر على العلاقة الجنسية بنسبة 100%، خاصة بمصر وذلك بسبب ضغوط الحياه اليومية التي يعاني منها الكثير، وبالرغم من ذلك فالسيدات تعاني من الاكتئاب بنسبة أكبر من الرجال، ولكن التأثير يظهر سريعا على الرجال أكثر من السيدات.

موضحا أن الضغوط التي يتعرض لها الإنسان تؤثر سلبا على الهرمون "نيورستين" وهو المسئول عن الاكتئاب فهو بالنسبة للإنسان يمثل علاقة طردية فزيادته عن المعدل الطبيعي يصيبه بالهوس والجنون ونقصه عن المعدل الطبيعي يصيبه بالاكتئاب، مضيفا أن للاكتئاب نوعين نوع من السهل علاجه والاخر عقلي يؤذي صاحبه ويقوده للانتحار.


ولكن بجانب دور العائلة في المشاركة لعلاج الاكتئاب فالزوجة لها دور أكبر في هذا الأمر، وأوضح لنا الدكتور هاني السبكي استشاري الطب النفسي،أن العجز الجنسي الذي يصيب الرجال بضعف القدرة على الانتصاب يكون سبها الاكتئاب فيلجا البعض منهم إلى منشطات التي بلغ استهلاكها 2 مليار سنويا، مشيرا إلى اغلب حالات الطلاق تكون بسبب العلاقة الحميمة علم بان هذه الحالة تكون موقتا ولكن بعدم التغلب عليها تعود مجددا.

لافتا إلى يجب أن تتخلي الزوجة عن الروتين والذي يزيد من المرض والخروج عن الحياة النمطية فضلا عن ضرورة التغيير المستمر وذلك لتحسين الحالة النفسية ومساعدة المريض على تحسن العلاج النفسي والطبي.