البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مصر فوق وتحت


وصلتنى رسالة من بعض الطلاب المصريين، من حملة الشهادة الثانوية عبر الدراسة فى المملكة العربية السعودية، قالت: «نحن طلاب مصريون ندرس فى التعليم السعودى، وبعد الانتهاء من الشهادة الثانوية نأتى إلى مصر، فنجد ما يسمى بتنسيق الشهادة المعادلة، وتواجهنا خلال هذا التنسيق مشاكل كثيرة وظلم أكثر، ليس لمدة عام واحد لكن لخمسة أعوام دون أن نجد من يتلقى مشكلتنا مع هذا التنسيق و يتصدى لحلها.. سلبيات هذا النظام أكبرها التنسيق العالى للدرجات المطلوبة لدخول كليات القمة، ومن خلال الكشف المعلن فى التنسيق ستجد أن هناك سبع كليات تطلب أكثر من ٤١٠ درجات، وهو ما يعنى وجوب حصولنا على ١٠٠٪ من مجموع الدرجات الكلى فى اختبارات القدرات والمدرسة، لكى نلتحق مثلا بكلية الطب».
حملت الرسالة ٦ مطالب أساسية، وأكد مرسلوها أنهم تحدثوا مع الوزير منذ أسبوعين ووعد بالحل لكنه لم يف بالوعد، المطالب كما وردت بالرسالة هى: «تخصيص نسبة ٥٪ من المقاعد للشهادات العربية، وفصل تنسيق الشهادة المعادلة العربية عن الشهادة الأجنبية، و زيادة عدد رغبات التنسيق للشهادات المعادلة لتكون ٦٠ رغبة بدلا من ٤٨، و الشفافية التامة فى إعلان الأعداد المقبولة أمام الرأى العام، فيما كان الطلب الخامس هو عدم تطبيق التوزيع الإقليمى على الطلاب العائدين وترك حرية اختيار المحافظة التى يرغبون فى الالتحاق بجامعتها حيث إن أولياء أمورهم لا يقيمون معهم لظروف عملهم خارج مصر، فيما كان الأخير هو ضرورة الالتزام بظهور نتيجة الشهادات المعادلة مبكرا، وقبل بدء الدراسة بالجامعات المصرية بمدة ٣ أسابيع على الأقل».. إلى هنا انتهت الرسالة التى أتمنى أن ينقلها أحد للمسئول عن التعليم فى مصر، ليمنع النظرة الفئوية عن هؤلاء الأبناء باعتبار آبائهم يملكون العصا السحرية للدخول إلى عالم التعليم الجامعى. ومن أبناء العاملين بالخارج إلى حملة الماجستير الذين تظاهروا الأحد فى ميدان التحرير، وبالتالى تم القبض على كثير منهم بعد أن حركوا الذكريات السيئة لثورة يناير لدى ضباط الأمن، فيما لم ينظر أحد إلى مطالبهم، أو يفند شكاواهم، بدلا من عرضهم على النيابة ليكون ثمن الإفراج كفالة قدرها ٥٠٠٠ جنيه يسددها من يتظاهر بحثا عن تعيين بموجب شهادة حصل عليها بشق الأنفس، فيما الحالة المحيطة هى تندر البعض طلبا للمساواة عند مقارنة حالهم بأمناء الشرطة الذين اعتصموا للمطالبة بحقوق اختلف المتابعون حول استحقاقهم لها من عدمه .
تصريح وزير البترول الذى قال فيه: «لا مانع من استيراد الغاز الطبيعى من إسرائيل لكن بشروط» تحت مبرر تزايد احتياجات السوق المحلية من الوقود باستمرار، وهو ما يتطلب ضرورة تحقيق اكتشافات جديدة»، يفتح مجال الرؤية للخلف، فأرى الراحل الدكتور شديد وهو يوافق على كلام الراحل أيضا محمد حامد المصرى «أبولمعة» فيقول: «ومالو يا اخويا» استورد هو فيه حاجه تمنع؟ بس قول لى الأول هو أكبر حقل غاز طبيعى فى العالم أخباره إيه؟.
وعلى نسق الدكتور شديد أسمع طنينا يقول: «بيع أرضك بيع ولدك شوف الشارى مين»، ذلك مع مطالعتى لخبر الاعتصام المفتوح لعمال القاهرة والزيوت فرع البدرشين، احتجاجًا على قرارات نقل عدد من زملائهم إلى مصنعى العياط وغمرة، وذلك بعد كشف نية صاحب المصنع فى تصفية العمال بغرض بيع أراضيه.. العمال طالبوا بضرورة التشغيل مؤكدين أن إدارة الشركة تعمدت وقف عمليات التشغيل على فترات حتى الوقف النهائى خلال الأشهر القليلة الماضية تمهيدًا للتخلص من عمال الشركة.
أما أخطر ما تحدثوا عنه فكان أن صاحب الشركة يغلق المصنع تلو الآخر، فى الوقت الذى تسعى فيه الدولة المصرية لجذب المستثمرين والنهوض بالاقتصاد، فى حين أن هناك من يعمل على تعطيل عملية الإنتاج لسلع استراتيجية، كالتى تنتجها مصانع القاهرة للزيوت والصابون عبر الجمهورية، وهو الأمر الذى يساهم فى التأثير على الاقتصاد المصرى وتفاقم أزمته.
هكذا هو الحال فى بلادى التى يزخر إعلامها بالدعوة للعمل، موجها حديثه للمواطنين الغلابة الذين لا يجد بعضهم أو الكثير منهم ربما ما يقيم به الأود، بينما هم صابرون لحين تحقق دعوات الرئيس لرؤوس الأموال لتدخل مصر بهدف تحويلها إلى جنات عدن، بينما هناك من يعمل بجد واجتهاد على إحالة حياة أهلها لجحيم فوق الأرض وربما تحتها!.