البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"شميس": لا يوجد في الإسلام حزب ديني..وسلفيو الحياة السياسية "انتهازيون"

عبد الغفور شميس،
عبد الغفور شميس، القيادي السابق بتنظيم الجهاد

حالة من الغموض تحيط بتيار الإسلام السياسي، بعد أن طفا فجأة على السطح عقب اندلاع الثورة، بعدما كان يعتبرها حرامًا، فرض نفسه على الحياة السياسية ليصبح وجوده أمرًا واقعًا، حاصرًا صورته في جلباب ولحية.
"البوابة نيوز" حاولت أن تكشف جزءًا من هذا الغموض، محاورةً واحدًا من قياداته، والقادر على استيعاب أفكاره، هو عبد الغفور شميس، القيادي السابق بتنظيم الجهاد، الذي كان في محبسه حتى اندلاع الثورة.
كشف "شميس" عن ما اعتبره "انتهازية" مارسها التيار السلفي بعد الثورة، وتحديدًا هؤلاء الذي أقدموا على العمل السياسي، منتقلًا إلى حملة "لا للأحزاب الدينية"، التي توقع لها "الفشل" ليس لقوة الأحزاب التي تطالب بحلها، ولكن لضعف هذه الأحزاب وعدم اهتمام الشعب بكيانات لم تعد موجودة عل حد قوله. وشدد على سيطرة الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية على حزب النور، مشيرًا إلى أنه صاحب الكلمة الوحيدة في الحزب.
وإلى نص الحوار:

-أولًا هناك حملة جديدة مدشنة باسم "لا للأحزاب الدينية".. كيف تراها؟
في البداية لا يوجد شيء في الإسلام يسمى "حزب ديني"، ومن يدعى أنه حزب ديني أو صاحب مرجعية دينية يعتمد على المادة الثانية في الدستور التي يحاولون استغلالها، والحقيقة من يتعامل على أن هناك حزبًا له مرجعية دينية لديه خلل في فهم هذه المادة، والتعامل معهم لا يمكن أن يكون قانونيًا.
- كيف لا يمكن التعامل معهم قانونيًا؟
هم مجموعة من الاشخاص وفروا كل الشروط المطلوبة لتدشين حزب سياسي، لذا يتعاملون على أنهم كيانات قانونية؛ كذلك "حملة لا للأحزاب الدينية" من المرجح ألا تلقى قبولًا في الشارع، لأنها تحارب أحزابًا ضعيفة. والشعب المصري عاطفي، لن يواجه أحزابًا لم يعد لها وجود، باستثناء حزب النور.
- على ذكر حزب النور، الحزب يرى في نفسه كيانًا انقذ البلاد والإسلام السياسي، كيف ترى خطابه السياسي هذا؟
النور حزب قائم عليه مجموعة من الانتهازيين، هم يبرئون أنفسهم من اخطاء حكم جماعة الإخوان بالرغم من كونهم كانوا شركاء أساسيين لهم.
- إلى أي مدى يتحمل "النور" مسئولية أخطاء حقبة الإخوان؟
مصطلح "شريك أساسي للإخوان" يعني أنه يتحمل نفس المسئولية التي تحملتها جماعة الإخوان، وتحفظاتنا عليه تتلخص في محاولته إدعاء معارضته للإخوان واختلافه عنهم، بالرغم أنه لم يعارض الإخوان إلا في واقعة مستشار الرئيس المعزول محمد مرسي، والقيادي بالحزب، خالد علم الدين الذي تم إقالته من المجلس الاستشاري بتهمة التربح من منصبه.
- هل هناك مظاهر أخرى لمشاركة النور للإخوان؟
بالطبع "النور" يعتبر هو المتحكم الأول في قضية الدستور، يمكننا أن نقول إنه هو المشرف الأساسي على الدستور الإخواني، ثم تبرأ منه بعد ذلك، ضف إلى ذلك سيطرة الحزب على 135 مقعدًا في البرلمان الإخواني مما سهل تمرير قوانين كثيرة تحت نظر نواب الحزب.
- البعض يأخذ على حزب النور سيطرة قيادات من الدعوة السلفية عليه، هل ترى ذلك صحيحًا؟
الدعوة السلفية لا تسيطر على حزب النور ولكن المسيطر الوحيد فقط هو ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة، هو من يصدر القرارات وهو المتولي لتحديد سياساته.
- برأيك من من قيادات "النور" يتبني المنهج المتشدد ومن ينتهج منهج الوسطية؟
"النور" ليس به تيار عنيف وأخر متشدد، الحزب في الأساس قائم على منهج السمع والطاعة، وكل من ينتمون له يسيرون خلف لياسر برهامي.
- ما رأيك في الأحزاب التي تقوم ولها كيانات دينية في ظهرها؟
ليس هناك مانع في أن يكون للأحزاب كيانات دينية في خلفيتها، بشرط أن تبقى هذه الكيانات بعيدة وغير متدخلة في شئون الحزب، وبالنسبة للنشاط الديني للحز يكون عبر لجنة داخله تكون معنية بتنظيم الرؤية الدينية للحزب، ولا يكون له علاقة بالكيان أو الجمعية الدينية التي يفترض أن يقتصر نشاطها على النشاط الدعوي.
- كيف ترى طريقة التعامل مع الأحزاب التابعة لكيانات دينية؟
كما ذكرت التعامل معها قانونيًا يكون صعبًا، ومن ثم أفضل طريق هو تجميدها سياسيًا، بحيث يتم سد كل الطرق التي تسهل عليهم العمل السياسي. وعلى مستوى حزب النور الموضوع سهل، خاصة أن الحزب يعاني من نفور بعض أعضائه من العمل السياسي، مما دفعهم لاعتزاله، علاوة على مقاطعة جزء آخر للانتخابات البرلمانية المرتقبة، مما يضطر الحزب للجوء لمرشحين من خارجه، مثل أعضاء الحزب الوطني المنحل.
- بالنسبة لباقى الأحزاب المتهمة بـ"الدينية" كيف ترى وضعهم في ظل تصاعد مطالب حلهم؟
الأحزاب الأخرى ضعيفة ويمكن أن نقول إنها لم يعد لها تواجد في الشارع، لذا هي لا تشغل المواطن العادي كثيرًا، ولا يهمه أن يتم حلها من عدمه لأنها أبعد ما يكون عن التأثير. ولكن الأمر الذي يثير تحفظاتنا عليهم انهم حاولوا اختراق السياسة بعد الثورة بشكل انتهازي، دعينا نتفق أن كل من شارك في السياسة من التيار السلفي، منذ الثورة وحتى الآن، كانوا انتهازيين.