البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

إنجاز لا يحتاج المطبلين والمبخراتية وتجار الدين


تفريعة قناة السويس أو القناة الجديدة هى إنجاز تاريخى بكل المقاييس لكنها كالعادة فرصة تاريخية للطبل والزمر والرقص وتقديم فروض النفاق الإعلامى واللعب السياسى حتى الدينى والازهرى.
هؤلاء لايريدون وضع الإنجاز التاريخى لمهندسى وعمال مصر وفلاحيها فى مكانه الطبيعى بل كالعادة تقديم أنفسهم للمرة العاشرة كخدم ومبخراتية لأى حاكم ونظام حكمه.
وصل شغل الخدم والمبخراتية إلى حد وصف القناة الجديدة بأنها أعظم إنجاز فى تاريخ مصر وأن القناة الجديدة هى الهرم الرابع لمصر وأنه لايقل عن عبور الجيش المصرى وانتصاره على إسرائيل فى حرب أكتوبر ٧٣ بل ذهب البعض فى تصريحات ومقالات منشورة إلى وصفه بأنه أعظم إنجاز فى تاريخ العالم حتى الازهر الشريف لم يتخلف عن المشهد وأفتى بأن الفرحة بافتتاح القناة ليست «سنة» وإنما هى «فريضة» على كل مسلم.
الكلام المذكور أعلاه كفيل بضياع قيمة الإنجاز التاريخى لحفر القناة الجديدة ناهيك عن بيع الوهم مرة أخرى للشعب المصرى.
الإنجاز التاريخى للقناة الجديدة هو مجرد بداية للانطلاق نحو تنويع شكل الاقتصاد المصرى ويحتاج إلى عشرة أمثال الجهد الذى تم بذله فى تحقيقه.
الإنجاز التاريخى للقناة الجديدة يحتاج قيادات من نوع جديد وليس الخدم والمبخراتية وتجار السياسة والإعلام والدين.
عندما قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تأميم الشركة العالمية لقناة السويس ردا على امتناع البنك الدولى لتمويل بناء السد العالى قام الزعيم بإنشاء وزارة جديدة لهذا السد لماذا لا يتم إنشاء وزارة جديدة لقناة السويس تتبع رئيس الجمهورية بدلا من توزيع دمها بين قبائل وزارت خايبة وفاشلة مثل الاستثمار والصناعة والتجارة وغيرها وقطع الطريق على السمسرة والعمولات وشغل الثلاث ورقات المعروف فى كل الوزارات.
من هنا نبدأ بدلا من الاكتفاء بما تحقق والدخول إلى حالة الاسترخاء والطبل والزمر والرقص واللعب السياسى الانتهازى والذى كان خير نموذج له فى احتفالات القناة هو حزب النور السلفى والذى وقف رئيسه مخيون بكل خشوع أثناء عزف السلام الجمهورى وهم الذين لم يعترفوا يوما ما بالسلام الوطنى.
انتشرت قيادات واعضاء الحزب المذكور فى المحافظات يحملون آلاف اللافتات لتأييد رئيس الدولة عبدالفتاح السيسى ودعما لقناة السويس الجديدة.
وتوالت تصريحات الحزب الذى يحلم بأن يحل محل الإخوان المجرمين، قال عبدالحليم الجمال، عضو مجلس الشورى السابق عن حزب النور، ونائب رئيس لجنة الشئون التشريعية والقانونية بالبرلمان العربى، إن مشروع قناة السويس الجديدة يعتبر أول خطوة حقيقية لمُخَطِّط اقتصادى غير تقليدى مدعوم بإرادة سياسية كبيرة للخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التى يمر بها الوطن. وأضاف الجمال فى بيان لحزب النور أن المشروع من شأنه أن يحقق آثارًا مهمة على المدى القصير أهمها زيادة الدخل المتوقع لقناة السويس من ٥.٣ مليار دولار إلى ١٣.٧ مليار دولار سنويا عن طريق زيادة متوسط السفن العابرة للقناة بنسبة ٢٠٠٪ تقريباً، والذى من شأنه أن يحسن رصيد الاحتياطى من النقد الأجنبى. وأشاد الجمال بتوجه القيادة السياسية وإصرارها على أن يكون تنفيذ هذا المشروع العملاق بتمويل مصرى خالص شارك فيه أبناء الوطن، فضلاً عن تنفيذ المشروع بسواعد مصرية على رأسها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة مما يبعث رسالة شديدة الأهمية، وطالب الدكتور مجدى سليم بتكثيف فعاليات الحملة خلال اليومين المتبقيين قبل الافتتاح الرسمى للقناة، مؤكداً حرص حزب النور على مشاركة الشعب المصرى بهذا الإنجاز العظيم. وأكد المهندس جلال مرة، الأمين العام لحزب النور، أهمية التحديات التى تواجه الدولة من الداخل والخارج والدور المنوط بحزب النور لمواجهتها، مشيراً إلى أننا نواجه احتلالا من نوع آخر يعتمد على الحرب المعلوماتية. وطالب مرة كوادر الحزب بالتحرك الإيجابى لإنقاذ الدولة بينما قال رئيس حزب النور الدكتور يونس مخيون: إن مشروع قناة السويس الجديدة يؤكد أن مصر تزداد قوة وتماسكا وينتظرها مستقبل أفضل، «ويعد رسالة واضحة للمتشككين فى أنها ستواصل مسيرتها، ورسالة لكل المتربصين والمتآمرين الذين كانوا يخططوا لانهيارها».
نسى حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية ما قالوه من قبل من عينة:
«وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ» «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ».
حينما يترك الإنسان قول الحق ويقف مع الظلم ولا يعلم أن الوقوف مع الحق عبادة الله يبتليه الله بأن يكون عبداً ذليلاً للطواغيت.
اللهم اكف المصريين شر الأشرار وكيد الفجار، اللهم ألف بين قلوبهم.
لا يزال الرئيس الشرعى لمصر هو الدكتور محمد مرسى.
تلك عينة من أقوال مشايخ الدعوة السلفية الذين يلعب حزب النور دور المتحدث السياسى لهم.
حزب النور يلعب من أجل البرلمان، يؤيدون السيسى للرئاسة ويشاركون فى لجنة الدستور بينما نسوا مقاطعتهم على الارض التصويت فى انتخابات الرئاسة وفى الاستفتاء على الدستور.
هكذا المشهد الحالى لا يخلو من عبث خدم ومبخراتية ومطبلاتية ورقاصين وانتهازيين على كل لون يا محمد.