البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تقية الإمام الأكبر

شيخ الأزهر الدكتور
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب

التدخل الإيرانى فى البحرين يزعجه.. وتحريم «سب الصحابة» الحلّ الوحيد
«سب الصحابة والرغبة فى الهيمنة على بلاد السنة» هى أبرز ما يعلنه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لتبرير موقفه الرافض للتقارب مع الشيعة، والإيرانيين منهم على وجه الخصوص، فالطيب الذى أكد كثيرا أن الشيعة هم مذهب من مذاهب المسلمين، لا يجوز تكفيرهم أو إخراجهم من الملة، ما زال يصر على فتوى تحريم سب الصحابة، ومواجهة التخلى عن تلك الهيمنة التى تبحث عنها إيران على دول الخليج العربي.
ففى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، جسدت زيارة الرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد إلى مشيخة الأزهر، ملامح للأزمة، فقد رفض الطيب حضور المؤتمر الصحفي، مع الرئيس الإيراني، مكتفيا ببيان الأزهر، الذى ألقاه الدكتور حسن الشافعى نيابة عنه، وشدد فيه على ضرورة أن تصدر المراجع الشيعية فتوى واضحة وصريحة بشأن سبهم للصحابة.
وكان الطيب قد حذر خلال لقائه نجاد، بعيدا عن المؤتمر الصحفي، من استمرار المد الشيعى فى الدول العربية السنية، وطلب من نجاد العمل على إصدار فتاوى تحرم سب الصحابة والسيدة عائشة رضى الله عنها وأمهات المؤمنين، مطالبا إيران بحماية حقوق أهل السنة والجماعة فى بلادهم، خصوصا فى إقليم الأهواز، استجابة لنصوص الشريعة الإسلامية وكافة الأعراف والقوانين الدولية.
كما شدد فى الوقت نفسه على ضرورة احترام طهران لدولة البحرين، وكافة دول الخليج العربي، وعدم التدخل فى شئونها، وكذلك العمل على وقف نزيف الدم السوري، قائلا: «إن تجريم وتحريم سب الصحابة، سيكون انطلاقاً لمسيرة تفاهم بين إيران والأزهر والدول السنية، لافتاً إلى أن الأزهر كان سباقاً ورائداً فى التفاهم بين السنة والشيعة وشارك فى مختلف مؤتمرات الوحدة الإسلامية، ولكن هذه المؤتمرات تصب فى مصلحة الشيعة الإمامية ما يفقدها قيمتها، معبرا عن أسفه مما يسمعه دائما عن الصحابة وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا.
ومع انطلاقة العام الحالى وجه الطيب رسالة شديدة اللهجة إلى المرجعيات الشيعية على خلفية أحداث العراق ما فجر بذلك أزمة سياسية، أدت إلى استدعاء السفير المصرى ببغداد، وتوجيه مذكرة احتجاج رسمية إلى القاهرة بعد أن اتهم فى بيانه الميليشيات الشيعية فى العراق بقتل السنة.
وأدان الطيب فى بيانه المجازر التى ترتكب ضد أهل السنة فى العراق خلال المواجهات مع «داعش». وقال: «إن تلك التنظيمات ترتكب جرائم بربرية نكراء فى مناطق السنة».
الطيب الذى وجه حديثه الرمضانى إلى نقد أقوال الشيعة فى الإمامة وسب الصحابة، ببيان أن الإمامة ليست شرطا فى الإسلام، وأن سب الصحابة رغم عدولهم يعد تكذيبا للوحي، وافتراء على الله ورسوله، وأن الصحابة يتمتعون بمنزلة عظيمة لا يجوز معها جرحهم بالقول، مشددا على أن المبالغة فى عصمة الأئمة مخالفة للدين الذى ينص على أنه لا عصمة لأحد سوى الرسل والأنبياء الذين عصمهم الله برسالته ووحيه.
وشدد على أن التأدب مع أم المؤمنين عائشة واجب على كل مسلم، بعد أن برأها الله عز وجل من فوق سبع سموات، وأنها بمثابة الأم التى لا ينبغى لأحد أن يتحدث عنها بسوء كائنا من كان.
فيما كان هناك بيان آخر أصدرته المشيخة، عقب عيد الفطر، أوضحت فيه إدانتها للتدخل الإيرانى فى شأن الدول العربية، خاصة البحرين بعد أن قال المرجع الشيعى على خامنئى فى خطبته يوم العيد أن إيران تناصر الشعوب المظلومة.
وأعلن الطيب وقتها رفض الأزهر التام وانزعاجه الشديد من التدخل الإيرانى فى الشئون الداخلية لمملكة البحرين، وعدد من الدول العربية.
وطالب الأزهر الشريف إيران بضرورة التوقف عن مثل هذه التصريحات التى تعمِّق الكراهية بين الدول والشعوب، وتخلق مناخا من التوتر وعدم الاستقرار فى المنطقة.
ورغم فتوى المرجع الشيعى على خامنئى عام ٢٠١٠ بتحريم سب الصحابة، فى محاولة لمحو ميراث ضخم من العداء المذهبى الممتد لما يزيد على ألف عام، والتى سبقتها فتوى مماثلة عام ٢٠٠٦ بتحريم سب الصحابة على المنابر الشيعية، إلا أن الأزهر لا يجد فى تلك الكلمات والفتاوى سوى تفعيل لمبدأ التقية.
وتأتى دعوة الطيب التى أطلقها منذ أيام إلى حوار يضم النخب السنية والشيعية بمشيخة الأزهر لتحريم دماء المسلمين من السنة والشيعة، فى الوطن العربي.
تأتى تلك الدعوة بعد أن وجه عالم الدين الإيرانى الشيعى رسالة إلى شيخ الأزهر تحت عنوان «العتب الجميل على شيخ الأزهر الجليل»، يدعوه خلالها إلى إنشاء حركة فكرية ثقافية، يتشارك فيها الجميع لإزالة الأسباب التى ترسخ للصراعات الطائفية والسياسية بين السنة والشيعة، والاهتمام بالعمق بالإبداع الفكرى والحضارى فى الأمة الإسلامية.