البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

مسلمو بورما وسنوات من الاضطهاد والتشريد.. المنظمة الأفروآسيوية: أصدرنا بيانا ندين فيه المذابح التي يتعرضون لها.. وكيل الأزهر: نحاول مساعدتهم عبر القنوات الدبلوماسية

البوابة نيوز

يتعرض المسلمون في بورما "ميانمار "إلى إبادات جماعية ومذابح وقتل وكأن التاريخ يعيد نفسه وكأن عجلة الزمان لم تدر حيث تتكرر الأحداث نفسها التي تعرض لها مسلمو بروما في العام 2012 والتي كانت قد بدأت بمقتل عشرة من علماء المسلمين العائدين من العمرة وذلك ردا من البوذيين على حادث مقتل شاب بوذي كان يتحالف مع النظام العسكري ومن هنا بدأت المأساة حيث كان يتم ذبحهم في حفلات موت جماعية وتحرق جثثهم في محارق أشبه بمحارق النازية ولم تنته تلك المجازر حتى اللحظة الراهنة، ولم تحرك المؤسسات الدينية والحكومية ومنظمات حقوق الإنسان ساكنا تجاه حماية مسلموا بورما،ربما لمايكون السبب هو الانشغال بما تتعرض له البلدان العربية في الوقت الراهن من خطر داعش والجماعات التكفيرية لكن السؤال الآن يفرض نفسه بالحاح إلى متي ستظل المؤسسات الدولية والدينية مكتوفة الأيدي تجاه هذا الخطر الذي يستخدم الدين للقتل والتخريب والإسلام براء من كل هذا.
المسلمون في ميانمار أقلية أمام الأغلبية البوذية ومعظمهم من ذوي الأصول المنحدرة من الهند والصين،بورما تقع في جنوب شرق آسيا، يتعرض المسلمون هناك للعديد من المضايقات حيث يتم تأميم الأوقاف،تأميم الصحف والمجلات، منع طباعة أي كتاب إسلامي، إيقاف بناء المساجد، منع الآذان للصلاة في رمضان، حجز جوازات المسلمين لدى الحكومة وعدم السماح لهم بالسفر للخارج إلا بإذن فضلا رفض تعينهم في الوظائف الرسمية.
ووسط هذا الاضطهاد الذي يتعرض له مسلمو بروما..نتساءل أين الضمير العالمي ؟ أين مؤسسة الأزهر ومنظمات حقوق الإنسان؟.. لتأتي إجابة د. حلمي الحديدي رئيس المنظمة الأفروالآسيوية قائلا: لم تكن مشكلة مسلمي بورما وليدة اللحظة لكنها امتدت لفترات طويلة، وأرجع هذا للضعف العام الذي يعانيه المسلمون في العالم وتمزقهم ومحاولات استغلال الدين لأسباب سياسية، ومحاولات الوصول للسلطة ما جعل الإسلام مهددا في العالم كله،لذلك طالب د. الحديدي بضرورة توحيد الصف الإسلامي حتى لا تستغل هذه الجماعات المتطرفه في العالم الدين وتتخذه مطية للوصول إلى أهدافها الدنيئة، ويري ضرورة تحرك الأمم المتحدة والمحكمة الدولية واتخاذ خطوات جادة تجاه ما يتعرض له مسلمو بورما والعالم من مذابح ليس فقط على يد البوذيين ولكن أيضا على يد داعش والجماعات التكفيرية الذين يتخذون الدين ستارا، وعن دور منظمة الحقوق الأفروآسيوية تجاه مسلمو بورما أجاب رئيس المنظمة قائلا: أصدرنا بيانا ندين فيه ما يتعرضون له من مذابح همجية وذكرنا في البيان أنه لا يجب أن يستخدم الدين كوسيلة لتفرقة المسلمين، فالمواطنة أولا، لا يجب قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وضرورة إعطاء الحرية لمسلمي بورما.
ويري د. الحديدي أنه يجب على مصر أن تنشر هذه القضية في كل المحافل الدولية، وعلي الأزهر أن يقدم لهم المنح والمعونات الكافية ولايسمح في الوقت الحالي بعودة طلابهم بل يوفر لهم فرص عمل في مصر لحين انتهاء هذه المجازر الجماعية.
بينما يري د. نجاد البرعي أن هناك دورا كبيرا يقع على عاتق المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، ولا بد للدولة أن تخاطب هذه الجهات لمواجهة هذا الخطر الذي يتعرض له مسلمو بورما، كما لا بد من عقد المؤتمرات الدولية ومخاطبة الأمم المتحدة للتدخل في هذا الشأن.
وعن دور الأزهر توجهت "البوابة نيوز" بالسؤال للدكتور عباس شومان وكيل الأزهر والذي أجاب قائلا: الأزهر أدان عدة مرات عمليات الاضطهاد التي يتعرض لها المسلمون في بورما، ونحن نسعي من خلال القنوات الدبلوماسية عن طريق وزارة الخارجية المصرية أن يكون لنا دور واضح حتى نقوم بتجهيز قوافل على غرار ما فعلنا في أفريقيا الوسطي،فالأزهر يحاول جاهدا حل هذه الأزمات.
واستنكر د. شومان ما يتعرض له مسلمو بورما قائلاً: "لا يصح استخدام الدين في إيجاد قلاقل أو عداوات لكنه يحس على التعايش السلمي فيه يسمح بالعدالة وليس بالعداء، كما يحس على قبول الآخر حتى يتعايش الجميع في سلام ووئام".