البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الطاهر الهاشمي.. ولي الشيعة في مصر

الطاهر الهاشمي
الطاهر الهاشمي

الطاهر الهاشمى.. اسم برز خلال الأعوام الماضية بتصريحاته المدافعة عن الشيعة المصريين وحقهم القانوني في بناء الحسينيات والأحزاب، بل وتطرق في أكثر من مناسبة للتصريح بأن مصر شيعية، خفت الأضواء عليه قليلا خلال الفترة الماضية، إلا أنه عاد ليثير الجدل من جديد بسبب تصريحاته خلال اليومين الماضيين الرافضة لـ"عاصفة الحزم" التي قامت بها الدول العربية ضد الحوثيين الراغبين في السيطرة على اليمن لينضم إلى الدولة الفارسية كما يحلموا.
ورغم أن هناك أصواتاً، حتى من الشيعة رافضة، إلا أن تصريحاتهم اتسمت بالاتزان قليلا بينما تطرف الرجل في الرأى بشكل كبير فدعا للتظاهر أمام السفارة السعودية ثم تحدث عن أن إيران سترد على السعودية، ثم كتب مقالا قال فيه: "بعد أيام من العدوان السعودي على اليمن.. بات واضحا أن ثمة أطراف إقليمية وعلى رأسها السعودية مدعومة من أمريكا وتركيا والكيان الصهيوني تطبل لحرب طائفية في المنطقة، تلحق أضرارها المدمرة المنطقة العربية كلها، وعاد الرجل خائبا خائفا من آثار تصريحاته السيئة الطائفية ليقول إن من حقي المعارضة كمصري يخاف على وطنة ولو راجع تصريحاته واتهاماته عن الطائفية والوطنية والولاء للوطن أم لولاية الفقيه فسيعرف أن "التقية الشيعية" حتى لم تشفع له كل هذا التناقض في الرأى.
الطاهر الهاشمي المولود في محافظة البحيرة، يقول إنه لم يتشيع بل ولد شيعيا وليس كغيره ممن "إستبصروا" أي تحولوا للتشيع مثل أحمد راسم النفيس والدمرداش العقالي وحسن شحاته وغيرهم، عرف دائما بأنه الرجل المثير للجدل ولعل أزمته الشهيرة بهجومه على الشيخ على جمعه مفتى الجمهورية السابق، بعد تصريحاته التي أكد فيها أن مصر من الصعب أن تتشيع "وهو ما أغضب الهاشمى فكتب ينهر الشيخ قائلا "جناب المفتي: لم لا تنصحون عقلاء السلفية الوهابية بعدم إثارة الفتنة في الأمة الإسلامية والتي نتج عنها البلبلة والفرقة والانقسام بين المسلمين، والتي أحدثت وقيعة كبرى نتج عنها إسالة دماء الأبرياء".
ولم يسلم الشيعة المصريون من نيران الهاشمي مما اضطرهم للهجوم عليه في أكثر من مناسبة ولعل واقعة طرده من البيت الشيعى خير دليل ففي 10سبتمبر 2012" أعلن محمد الدريني، رئيس تجمع «آل البيت الشيعى» المسمى «البتول» إقالة الطاهر الهاشمي بعد خروجه عن الخطوط العامة التي تستهدف توحيد صفوف الشيعة المصريين، بعيدًا عن أية أجندات خارجية، ولإصراره على تأسيس كيان شيعي مستقل خاص به، مشددًا على رفضه لأن يتحدث الهاشمي باسم الشيعة المصريين.
وأضاف الدريني: «سنعقد اجتماعًا للشيعة في تجمع البتول اليوم، للاتفاق على خارطة طريق يعمل الشيعة وفقًا لها في الفترة المقبلة، ولتفعيل ما اتفقنا عليه مع القوى السياسية، وشيوخ الصوفية خلال اجتماعها مع الشيعة الأسبوع الماضى، في مقر الحزب الناصري، لتدشين مشروع العتبات المقدسة.
وشدد على رفضه أن يتلقى تعليمات من طهران لذلك قرر الاستغناء عن «الهاشمي» المقرب لإيران خصوصًا أنه يستخدم الشيعة المصريين في لعبة «قذرة»، حسب وصفه.
جاء ذلك في بيان رسمى ما يؤكد أن الاتهامات للرجل بأنه يعمل لصالح إيران في مصر، أمر صحيح ولعل جمعية الثقلين التي أسسها والمواقع المملوكة له تشهد بذلك وشقة الدقى التي يدير منها اجتماعات الشيعة وخطة نشر التشيع بمحافظات الجمهورية.
استقل الهاشمى بنفسه وبجمعيته وعمل على إستمالة الشيعة إليه لتكوين كيان منافس لجمعية آل البيت الشيعى كما عمل على توطيد علاقته بالأزهريين مثل الشيخ حسن الجنايني والشيخ أحمد كريمة وضمهم إليه في جمعية باسم "البيت المصرى" تهدف للتقارب بين المذهب السني والمذهب الشيعي.
ورغم أن الرجل حريص على ألا يظهر كالشيعة الذين يسبون الصحابة ويرفض الحديث عنهم في أي مناسبة كما يرفض المناظرات إلا أن واحداً فقط لم يتمكن من السكوت عليه حين سُئل عن صلاح الدين الأيوبي قال عنه إنه "قتل وفتك بشيعة مصر وأغلق الأزهر ومنع الصلاة فيه 100 عام ومن يومه ونحن نعاني الاضطهاد حتى اليوم".
"ما تراه إيران صحيحا وما لا تراه لا نراه" هكذا شعار الهاشمى، ففى تصريح له بتاريخ 15 فبراير 2014 قال الهاشمى: إن التقارب الإيراني السعودي يصب في صالح المنطقة كلها، إذا ما تقارب النظامين في القريب العاجل، رغم أنه يتهم الآن المملكة بمحاربة الإرهاب ويهاجم الضربات العربية للحوثيين.
أما ما أثارة الهاشمى من أنه يرفض الإخوان والإرهابيين ففى حوار سابق له بتاريخ 29 أغسطس 2012 ردا على سؤال هل التقارب بين مصر وإيران هو السبب في عدم مشاركة الشيعة في المظاهرات ضد الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان؟ قائلا: "نحن نرفض الفزاعة التي يرفعونها حاليا لتخويف المصريين بما يسمى (أخونة الدولة)، لسبب بسيط جدا، وهو أن جماعة الإخوان لا تستطيع تنفيذ ما يسمى بمخطط الأخونة والشيعة المصريون يرون أن الرئيس الأسبق مرسي يعمل لخدمة مصر بعد أن أصبح رئيسا لجميع المصريين وكان هذا التغير في الموقف لأن مرسي وقتها كان ذاهب إلى إيران في زيارة رسمية".
الهاشمى والذي عمل بشكل كبير على تجنيد الأزهريين وإغرائهم بالمال وكذلك فتح الحسينيات يقول إن مصر دولة شيعية لا تحتاج إلى نشر التشيع فهو موجود في كل بيت مصرى وفي كتاب الله وجميع كتب السنة، وعلى رأسها «البخارى» و«مسلم» و«أبوداوود» و«الإمام مالك»، أما عن فزاعة الحسينيات فأقول للجميع إننا لا نحتاج لإقامتها؛ لأن كل بيت في مصر يرفع راية الإمام الحسين، وعلى أعداء الشيعة أن يعلموا أن راية الإمام الحسين هي لكل المسلمين وليس للشيعة فقط، بل إن رايته يستظل بها الأقباط أيضا، وسيكون للأقباط دور كبير في نصرة الحق والعدل في دولة الإمام المهدي عليه السلام وبهذا يواصل الرجل المثير للجدل تصريحاته الغريبة.
وحاول الهاشمي مستعينا بعدد من الشيعة والصوفية، تدشين حزب التحرير الشيعى، إلا أن أوراقه رفضت من قبل لجنة شئون الأحزاب بسبب غياب التصاريح والتقارير الأمنية الرافضة للحزب، نظرا للنشاط الشيعي، الذي يقوم به ومحاولات تشييع المصريين فيما عرف "بالتبشير الشيعي" وخاصة في مناطق الصعيد.