البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

أمريكا أم إيران.. مَن ينتصر فى حرب اليمن؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

طهران تدعم الحوثيين من قاعدتها العسكرية بإريتريا.. وواشنطن تترقب من «أربامنش» الجوية بإثيوبيا
يبدو أن الدعم الأمريكى للتحالف العربى بقيادة السعودية، في مواجهة الحوثيين باليمن، يمتد إلى أبعد من إقصاء جماعة «أنصار الله» وإعادة حكم البلاد إلى الرئيس عبد ربه منصور هادى، إذ يشير موعد تنفيذ عملية «عاصفة الحزم» إلى أن الهدف الإستراتيجي للطرفين هو السيطرة على مضيق باب المندب، الذي يضمن لمن يمتلك مفاتيحه التحكم في حركة الملاحة التجارية بالبحر الأحمر.
وتحاول السعودية ومصر ومن ورائهما الولايات المتحدة، إنقاذ المضيق من الوقوع في أيدى الحوثيين الشيعة، الذين تدعمهم إيران بدافع مذهبى، لإيجاد موطئ قدم لها في اليمن، الذي يكفل لها تحويل الهلال الشيعى في المنطقة إلى مربع يشمل أيضا العراق وسوريا ولبنان.
سيطرة الحوثيين على المضيق ربما تنذر بحرب بين أمريكا وإيران، تتجاوز الوضع اللوجيستى داخل اليمن، إلى استخدام القواعد العسكرية التي تملكها الدولتان في المنطقة وتحديدا على البحر الأحمر، وما أكثرها. فبحسب تقارير استخباراتية غربية تداولتها بعض المراكز البحثية، تمتلك إيران قاعدة عسكرية في ميناء عصب بإريتريا، تمكنت من بنائها في سرية تامة، وأرسلت إليها المئات من عناصر «فيلق القدس» وضباط البحرية والخبراء العسكريين في الحرس الثورى، كما نصبت فيها عددًا من بطاريات الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى والمضادة للطائرات، وصواريخ الساحلية وصواريخ «أرض- جو».
ويرجح أن طهران تمد الحوثيين بالسلاح من خلال هذه القاعدة، التي تتميز بموقع إستراتيجي مهم يتحكم في المدخل الجنوبى للبحر الأحمر عند باب المندب، وهو ما يفسر ما أبدته إيران من اهتمام بإريتريا في وقت سابق، جعل عام ٢٠٠٨ يشهد وصول العلاقات بين الدولتين إلى أقصى حالات الازدهار، إذ أعلن الرئيس الإريترى أسياس أفورقى، في خطاب له بطهران، أنه يدعو إيران إلى إقامة قواعد لها في منطقة القرن الإفريقى.
ولإيران قاعدة عسكرية بالسودان، شرعت بتشييدها في جزء من ميناء بورتسودان، الموازى للسواحل السعودية، لتوفير الدعم العسكري اللوجيستى للنظام السورى و«حزب الله» اللبنانى، بالدبابات وأنظمة الصواريخ وأنظمة الدفاعية الذاتية وغيرها من الأسلحة الثقيلة. لكن الغموض يلف مصير هذه القاعدة، فعلى الرغم من التعاون العسكري السودانى الإيرانى منذ فترة طويلة، والذي سمح للإيرانيين بإنشاء مصنع اليرموك للمنتجات الحربية، مع وجود كبير للحرس الجمهورى الإيرانى في الخرطوم، فإن إعلان الحكومة السودانية المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» أثار علامات استفهام حول مدى إمكانية استفادة إيران من وجودها على السواحل السودانية.
في المقابل فإن نفوذ الولايات المتحدة ليس بعيدا عن مضيق باب المندب، حيث تتركز القوات الأمريكية بقاعدة جوية في مدينة أربامنش جنوب إثيوبيا وبالقرب من الحدود الصومالية، والتي أنشأتها أمريكا عام ٢٠١١، وهى تضم أسطولا من الطائرات بدون طيار، محملة بصواريخ «هيل فاير». كما تمتلك القوات الأمريكية قاعدة ليمونييه العسكرية في جيبوتى، بحكم موقعها الجغرافى المطل على القرن الإفريقى وعند مدخل البحر الأحمر، ويتمركز فيها نحو ٤٠٠٠ عسكري أمريكى، وهم مستعدون للانطلاق في مهمات في اليمن.
من النسخة الورقية