عبد الغنى يستقيل محملًا الوزير المسئولية
استقالات جماعية وإضراب عن العمل احتجاجًا على استقالة رئيس الفنون التشكيلية
«أيقنت أن المشكلة في بلدنا الحبيب ليست فقط في المتآمرين أو الفاسدين أو الحاقدين أو المغرضين.. إنما المشكلة أيضًا فينا نحن الصالحين المصلين المتصدقين المتذكرين، نحن لا نحاسب أنفسنا، ولا نراقب إلا الآخرين نحن نصلى ونصوم كل اثنين وخميس، وننافق ونكذب ونتكاسل ونغتاب ونَفسد ونُفسد، فالفساد ليس كله ماليًا، ولكنه إداري وأخلاقي»، بهذه الكلمات أنهى الدكتور أحمد عبد الغنى رئيس قطاع الفنون التشكيلية استقالته النارية التي ألقى بها في وجه الدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة، مساء أمس الأول الخميس، في مشهد شبيه بما فعله الدكتور سعيد توفيق أمين عام المجلس الأعلى للثقافة السابق، بعد سلسلة من الخلافات بينهما على أسلوب العمل وطريقة أداء القطاع الفترة الأخيرة.
ففى الاجتماع الذي عقده الوزير وضم كل قيادات القطاع، وفى إطار الخطة التي يقدمها القطاع لأنشطته اقترح عبد الغنى على الوزير إنشاء خطة خمسية تنتهى في عام ٢٠١٩ فقال له الوزير «خليك واقعى.. وقدم لى خطة حالية عن الأنشطة الحالية هو أنت هتستمر لـ٢٠١٩؟!» ولكن عبد الغنى أصر على موقفه بل وقام بتحديد موعد لمؤتمر صحفى ليعلن فيه عن خطته الخمسية بقصر الفنون أمس الأول الخميس، ففاجأه الوزير بزيارة غير متوقعة لمتحف الفن الحديث جاب خلالها دهاليز القصر المخفية ويبدو أنه كان على علم مسبق ببعض الثغرات في القصر، حتى أنه نزل على السلالم الخلفية للقصر حتى وصل البدروم، وهو ما لم يفعله وزير من قبل، للتأكد من أن مياه الأمطار لم تصل إلى داخل المتحف، وعندما طالبه عبد الغنى بحضور المؤتمر رفض رفضًا قاطعًا، حيث ظهرت آثار الخلافات جلية على وجه عبد الغنى الذي اتهم الوزير بعدم الوفاء بتعهداته المالية وعدم مخاطبة رئاسة الوزراء لاستكمال إنشاء متاحف الجزيرة.
أما عن رد فعل المسئولين بالقطاع فور استقالة عبد الغنى أعدوا للحشد ضد قبول الوزير لاستقالة عبد الغني، وهددوا بالدخول في إضراب عن العمل في حال قبول استقالته، بينما تقدم عدد من مديرى الإدارات باستقالات جماعية من القطاع وعلى رأسهم مدير إدارة المستنسخات، وياسر جاد مدير إدارة المتحف الجوال، وشاكر الإدريسى مدير إدارة الورش الدولية والمحلية، وسعاد يحيى محمود مدير إدارة المشتريات، وقال إنهم سيكونون غدًا الأحد في مجلس الوزراء، لمقابلة المهندس إبراهيم محلب، تضامنًا مع عبد الغنى.
من النسخة الورقية