البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ممارسو الطب التقليدي في غينيا يطالبون بالمشاركة في احتواء الإيبولا

الايبولا
الايبولا

في بلاد يسعى سكانها وراء الشعوذة لا العلم لعلاج المرض يقول رجال يشتغلون في غينيا بالطب البديل والعلاجات التقليدية الأفريقية أن القضاء على تفشي مرض الإيبولا القاتل كان يمكن أن يتم بشكل أسرع لو أنهم أشركوا بشكل مناسب في عمليات احتوائه.
ويستخدم هؤلاء الرجال الطب التقليدي في علاجات تتراوح من كسور العظام إلى العجز الجنسي وحتى الجنون وهم يقولون: إن لديهم القدرة أو اللمسة أو الموهبة لعلاج أمراض كثيرة لا يقدر الأطباء الغربيون على علاجها، لكنهم يقولون أيضا إن العلاج الوحيد للإيبولا هو المعرفة.
وفي منطقة الغابات في جنوب شرق غينيا حيث رصد الفيروس القاتل في مارس من العام الماضي كان نشر المعلومة باستخدام التكنولوجيا الحديثة يمثل تحديا وهو ما نجم عن بقاء التفشي فترة أطول مما يجب.
ويقول كاراموكو إبراهيم فوفانا رئيس رابطة المعالجين التقليديين في بلدة ماسينتا: إن من يشتغلون بالتداوي التقليدي الذين يطلق عليهم اسم (جيريسورز) لديهم ميزة خاصة هى القدرة على الوصول إلى القرى النائية.
وقال فوفانا (69 عاما) وهو أيضا إمام مسجد في وسط ماسينتا وهى بلدة حارة متربة على مشارف الغابات "الجيروسورز هم المحطة الأولى التي يلجأ اليها المرضى.
"كان من الممكن أن ننشر معلومات عن سبل اتقاء الإيبولا ونخطر من ظهرت عليهم الأعراض بطلب المساعدة من مراكز العلاج.
وأصاب مرض الإيبولا أكثر من 23500 شخص في غرب أفريقيا وتسبب في وفاة 9500 شخص غالبيتهم في الدول الأكثر تضررا وهى غينيا وليبيريا وسيراليون، وينتقل المرض من خلال الدم والقيء والاسهال وسوائل الجسم الأخرى.
ويستكشف مسئولو الصحة طرق تفادي تفشي أمراض مماثلة في أنحاء العالم ومن المتوقع أن تصبح الأوبئة محور مؤتمر عالمي عن سبل تقليل المخاطر الصحية الكارثية يعقد في اليابان في وقت لاحق من الشهر.
ويقر فوفانا أن أقرانه المعالجين في الرابطة التي يرأسها لم يعرفوا شيئا عن الإيبولا في بادئ الأمر لكنهم الآن بعد أن تدربوا على أيدي موظفي الأمم المتحدة هم مستعدون لنشر المعلومة الصحيحة عن المرض لا نشر الفيروس.
وتقول جان ماري دانجو رئيسة منظمة الصحة العالمية في غينيا أن حملة "وقف الإيبولا" التي استندت إلى تكنولوجيا الاتصالات الحديثة فشلت.
وقالت دانجو "طوال نحو عام قامت استراتيجية الاتصالات في الأساس حول الإعلام الراديو والتليفزيون لكنها لم تكن ناجحة، البلاد لا تزال تتعامل مع مقاومة من السكان عنيفة ومتكررة".
وشهد غرب أفريقيا تراجعا في عدد حالات الإصابة المؤكدة بالإيبولا في بعض الأسابيع منذ بداية عام 2015 لكن الرفض والمقاومة التي يبديها السكان في بعض المناطق أضرت بجهود القضاء على التفشي.
وقالت دانجو: إن الرسالة المستخلصة من هذا التفشي هو ضرورة تطويع وسائل الاتصال حتى تتناسب مع الثقافة المحلية.
فنشر المعلومة شفهيا يمكن أن يكون أفضل من الوسائل الحديثة في مناطق من العالم تشح فيها الكهرباء ويضعف الإرسال الاذاعي.