الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يتيهون في الأرض

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أظنهم توقعوا أن ترفضهم دول العالم، فقد وصلوا إلى قمة ظنوا وهم يتربعون عليها أنهم امتلكوا العالم بما فيه، والآن سيعيدون سيرة بني إسرائيل وهم يتيهون في الأرض أربعين عاما، وستظل أفواج الإخوان في حالة هروب من دولة إلى دولة، لا يعرفون استقرارا، ولا يأمنون لمكان، فهم الذين احتقروا الوطنية فأصبحوا بلا وطن، وما هم فيه الآن هو ما جنوه على أنفسهم، هذا هو مصير من يتاجر بالله رب العالمين، ويستعلي على الشعوب، ويدعي أنه الأنقى عنصريا وعقائديا، ومن الغريب أن القرآن نهانا أن نزكي أنفسنا فزكوا أنفسهم، أخبرنا الله عن إبليس وجريمته حين قال "أنا خير منه" فقالوا وهم يقارنون أنفسهم بغيرهم : نحن خير منهم، ثم كانت رحلة الدماء التي خاضوها في مصر، ومن أراق دماء شعبه لا وجود له ولا مستقبل لفكرته، أما الإسلام فهم أبعد الناس عنه، وكان من جرائمهم الكذب والخيانة وخديعة القوى الثورية التي كانت من السذاجة بحيث سيطرة عليهم تلك الجماعة.
ولعلكم تذكرون أن القتلى كانوا يتساقطون في ميدان التحرير وقناصة الإخوان على أسطح العمارات، والفرقة 95 الإخوانية تحمل بنادقها المعدة للقنص فاصطادت من اصطادت دون أن يقع قتيلا واحدا من الإخوان! وفي كل الأحداث التي وقع فيها قتلى بعد ذلك لم يكن أحدهم من الإخوان، ولكن في كل الأحوال كان الإخوان يهتفون: "يا مشير أنت الأمير"، وأظنكم تذكرونهم في كل عملياتهم الإرهابية، كان المقصود لمن لا يعلم هو القضاء على وزارة الداخلية بكاملها، للثأر من ناحية وللعقيدة من ناحية أخرى، فبين الإخوان ووزارة الداخلية ثأر قديم، وجماعة الإخوان لا تنسى ثأرها أبدا ولو بعد قرون، أما العقيدة فجماعة الإخوان ترى أن عقيدة الشرطة هى عقيدة كافرة، وأصل ذلك أنهم يعتقدون أن الشرطة يجب أن تحقق بالترتيب مقاصد الشريعة، وأول مقصد هو حفظ الدين، وبالتالي يجب أن يكون مقصد الشرطة الأول هو "حفظ الدين" في المجتمع بالقيام بدور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتتبع الناس في الصلاة والصيام وغير ذلك من الفرائض، ووفقا لما عشته في الإخوان كان هدفهم الأكبر حين السيطرة على الحكم هو القضاء على جهاز الشرطة بأكمله؛ لأنه في تقديرهم غير مهيئ لتحقيق مقاصدهم في المجتمع.
وللأسف أقول بكل ألم أن جماعة الإخوان استطاعت التلاعب بالقوى السياسية قبل الثورة، فنقلت لها كراهيتها للأمن مستغلة في ذلك بعض انفلاتات أمنية كانت تحدث بسبب سوء الإدارة أو غياب الرقابة، وكان معظمها يقع على جماعات الإرهاب، وفي تقديري أن ما أطلقتُ عليه الآن "انفلاتات الأمن السياسي قبل الثورة" كان في الواقع سلوكا مستحقا على معظم من وقع عليهم، نعم فهؤلاء الإرهابيون نبت خبيث وما كان من الممكن أن يتم السيطرة عليهم إلا بإجراءات استثنائية، وإحالتهم للمحاكم العسكرية كان مستحقا أيضا، بل هو ما يطالب به المجتمع حاليا لاستئصال شأفتهم.
الآن عرف العالم من هم، أدرك العالم العربي كله أن هؤلاء دعاة فتنة، هم رسل الشيطان، لذلك لن يكون لهم وطن، سقطوا في انتخابات تونس، وأغلقت قطر أبوابها أمامهم ، وفي أقرب مما يتصورون ستطردهم تركيا وغيرها وهكذا، هذا هو مصير كل الجماعات العنصرية في العالم، ولو كان هناك من يقرأ من قادة تلك الجماعة لأدرك أن هذا هو مصيرهم، ولكنها جماعة لا تعرف قيمة الكلمة، ولا قيمة الإنسان.