السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الرئيس الذي أبهر المراقبين في لقائه بالمثقفين (2 – 4)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان صريحًا حد الشفافية.. وكان صادقًا حد الوفاء.. وكان حُرا حد الإصرار على محاصرة مظاهر النفاق..
هكذا بدا الرئيس السيسي في لقائه المثقفين عندما ركز خلال طرحة لمجموعة من المفاهيم التي تتحدث عن ملاحقة الحريات، فقال إنه لا مشكلة لديه في أن يختار الإنسان شكل إيمانه، فمن يرى أن الإلحاد سبيله فأمره إلى اختياره ثم إلى الله سبحانه، فالله لا يريد أن يأتيه الناس غصبا.
وهكذا وضع الرئيس معيارًا للحرية يقضى على ظاهرة النفاق التي تقود الناس إلى الله بالعصا في بعض البلاد المجاورة، فما يزداد الناس من الله إلا بعدا.
والإسلام لم يكن إلا سبيل هداية، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، (وَمَا جَعَلْنَاك عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ)، (فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فاعلموا أَنَّمَا على رَسُولِنَا البلاغ المبين).
وهذا كل شيء ليستقل الضمير الإنساني بعدها في تحمل مسئوليته.
وإلا ماذا جلب العنف على مدى ألف وأربعمائة عام؟ هل أخرج للحياة شعوبًا سوية.. وجماعات مؤمنة تقية.. وأحزاب تخاف الله ودينه في الرعية.. وطبقات من العلماء قادت الأخلاق والعلم في كوكبنا الأرضي؟
للأسف ليس شيئًا من ذلك قد حدث، فكل تقدم أرضي هو عمل غيرنا، وكل خلق قويم هو إنتاج منظومات أخرى أهدتها للبشرية في الحكم والحريات والأفكار والاقتصاد وبرامج التطور العلمي والإنساني والإداري.
وما كان المسلمون عبر تاريخهم إلا أمة تنقل فلا تجيد حتى اتباع ما تنقله!
ومذابح المفكرين ومطاردة العلماء الكبار والأخلاقيين وأهل العقل بتاريخنا شاهدة مسطرة تحكي بسطور من دمائهم المهدرة شكلا وملامح المحرقة التي تعرض لها جسد الحلاج بألسنة اللهب التي طاردت أوراق بن رشد في شوارع قرطبة خلف أكوام الحجارة التي دفنت الطبري في بيته ببغداد، وطاردت النسائي إلى عسقلان حتى لقي حتفه هناك.
والطريق الذي مزق العقل وهدم أركان الوعي طويل فاتك.. وحزين شائك!
الله لا يريد أن يأتيه الناس غصبًا.. ليختار الناس إيمانهم.
ولكن الرئيس وضعها داخل منظومة القيم الجديدة التي يعمل على رعايتها من خلال عدم السماح بالإساءة إلى الدين من أحد، وعلى رأسهم المتدينون الذين يستخدمونه مطية لتحقيق أغراضهم، ولو بتفكيك المجتمع عبر نشر الفتن التي تحملها أفكارهم وخطبهم.
ومن خلال تكفير أديانه وازدراء مذاهبه، فليس هناك مجتمع نهض وسط موجات الكراهية التي يبثها المتدينون تحت عناوين الفرقة الناجية والجماعة المنصورة دون أن يعرفوا أن الكل يدعي لنفسه ذلك ويسلب من غيره هذا.
ولا يمكن أن يكون الدين ساحة نزاع تهز عظمته ولا مصحفا مرفوعا في النوازل تسقط من هيبته.
الدين منظومة هداية تعمل بطاقة التحفيز الإيجابي لنشر الأمل والأمن والعمل والخير في الأرض.
داخل هذا المشهد الملتبس يصر الرئيس على أن يعرض منظومة العدالة التي تحتل مشاعره أمام المثقفين بقوله إنه يعمل على حماية أمن الشعب المصري، وهذا الأمن يُحتم ملاحقة المعتدين عليه والمتجاوزين لخطوطه، ومع ذلك فهو مع الأجهزة المعنية دائم المراجعة لقوائم مَن شملهم الاعتقال كي لا يظل هناك مظلوم وسط الهرج الذي أحدثته الجماعات التي يضرب شرها أمن البلاد بإثارة الفتن ومناجاة الأجنبي بغية أن يحتل الوطن.
عرض الرئيس المشهد المشتبك في ملحمة أزمة مع واقع تحمل مسئوليته، ولكنه أبدى تفاؤله في اجتياز المرحلة والعبور بالبلاد إلى شط الأمان.
فإيمانه بمصر إيمان مقاتل يتحرك من أجل إحراز النصر.. وإيمانه بالله إيمان من يرى حكمة الله التي وفقته لقيادة وطن لا يمكن أن يكتب هزيمته وضياعه، فهناك 2 مليون معوق في عين الله التي لا تخفي رحمته بهم وشفقته عليهم.
هكذا بدا يقينه بالله.. وثقته بالوطن.. وإصراره على النجاح والعمل.. ليضيء من جديد شمعة بالضمير الوطني تنير أمام السالكين وسط الألغام طريق النفاذ إلى بر الأمان.