الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بدل السكوت.. المصارحة قبل المصالحة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الصلح خير.. لكن أى صلح وأى خير؟
استغرب زفات التهليل المُتعجل لما يُطلق عليه بـ"المصالحة المصرية القطرية" والذى تصور البعض أن قرار إغلاق قناة الجزيرة مباشر بشكل مؤقت أحد تباشيرها.
لا غبار أن القناة كانت تبث سموما كل ساعة، وتطلق حملات تشوية ودعاية سوداء دائمة ضد أى إنجاز تشهده مصر، فضلا عن فتحها منبرا للموتورين ومؤيدى الإرهاب للنيل من ثورة الشعب المصرى ضد الإخوان، لا ننكر أنها كانت شرا مستطيرا ضد الشعب المصرى قبل النظام، وضد المجتمع قبل الحكومة، لكن لم تكن تلك المشكلة الرئيسية.
أزمة مصر وقطر هى أزمة شقيق أنكر فارق السن بينه وبين شقيقه الأكبر، وظن أن ماله يمكن أن يشترى مكانة توازى فارق السن، أزمة تلميذ صور له غروره أنه فاق مُعلمه بمراحل لأنه امتلك أموالا أكثر من احتياجه، أزمة ثقافة الفراغ التى تشترى حضارة وفنا وإبداعا لكنها لا يمكن أن تشترى تاريخا حقيقيا وبشرا عظماء.
هذه هى المشكلة.. لا الجزيرة ولا جريدة العربى الجديد ولا احتواء عناصر الإخوان والإرهابيين فى قصور الدوحة. الأزمة أزمة غيرة.. وحسد.. وحقد يتسرب إلى نفوس قادة قطر من مكانة مصر ودور مصر وريادة مصر، منذ كان مبارك حاكما بدأت المشكلة واستمرت بعد الثورة الأولى، واتسعت وتضخمت بعد الثورة الثانية لأنهم رأوا المارد المصرى يدفع عنه ركام الفتن وينتفض مجددا لريادته مرة أخرى.
لم تكن مشكلتنا مع قناة الجزيرة ولكن مع تغير فى رؤية قادة قطر لمصر، عندما هطلت أمطار الخير على الدوحة باكتشاف حقل المساعيد والنمو الكبير فى صناعة الغاز لم نكن نتصور أن تتبدل مواقف الدوحة السياسية من مساندة قضايا التكامل العربى والتوحد العربى إلى التفكك ودعم حركات الإرهاب والانفتاح الأكبر على تل أبيب.
لذا كانت المشكلة فى اختلاف التوجهات اتسعت الدائرة فسعت الدوحة أن تلعب أدوارا حيوية فى المنطقة، بعيدا عن مصر ومكانتها ووضعها الإقليمى والتاريخى، وبدلا من الاستماع لنصائح القاهرة، أصبحت الدوحة بحكم المال الوفير صانعة قرار، وللأسف كان القرار غالبا فى غير صالح الأمة العربية.
قبل الترحيب والتأييد والتصفيق بمصالحة مزعومة أرى لزاما علينا أن نتعلم المصارحة.. أن نفتح باب المكاشفة أمر ضرورى إذا كنا راغبين فى فتح صفحة جديدة للعلاقات بين القاهرة والدوحة، هذا ما أحسبه، وليس كل ما أحسبه حقا، لكنه صواب يحتمل الخطأ، أو خطأ يحتمل الصواب.