الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

6 شخصيات أثرت في المنطقة العربية خلال 2014.. السيسي وإعادة الأمل.. خادم الحرمين وجهود رأب الصدع.. "الصباح" قائد الإنسانية.. "السبسي" منقذ تونس.. "الحوثي" يهدد أمن المنطقة.. و"البغدادي" وأوهام الخلافة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يلملم عام ٢٠١٤ أوراقه للرحيل تاركًا خلفه أحداثًا كبيرة ومتعددة برزت على السطح في المنطقة العربية، وغيرت الكثير من الأمور، "البوابة نيوز"، وفي حصاد العام، رصدت أبرز الشخصيات التي كان لها حضورها وتأثيرها الإيجابي أو السلبي الذي أهلها لتكون على قائمة المؤثرين البارزين في المنطقة العربية.


"السيسي وإعادة الأمل العربي"

اعتبروه القشة التي تعلق بها العرب، ليبدأ معهم مرحلة إبحار جديدة للخروج من مستنقع كان سيؤدي بالمنطقة بأسرها إلى التقسيم في إطار مخطط الشرق الأوسط الجديد، إلا أن بروزه على المشهد السياسي، وكونه أحد رموز المؤسسة العسكرية، والجيش المصري الذي أصبح الآن القوة العسكرية الوحيدة الصامدة والقوية في المنطقة العربية، بعد انهيار الجيش العراقي كلية في أعقاب الاحتلال الأمريكي، وتفتيت الجيش السوري، وضياعه في ظل الثورة التي تعيشها سوريا، ساهم في هذه الحالة.

جميع الدول العربية، فيما عدا قطر، علقت كل الآمال على "عبدالفتاح السيسي" والذي برز دوره، وحكمته في أعقاب ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، إلا إن العام ٢٠١٤ كان حالة جديدة للسيسي الذي أصبح الرئيس السابع لمصر، وأول رئيس منتخب في الجمهورية المصرية الثالثة والذي جرى انتخابه رئيسًا لمصر في يونيو، بأغلبية ساحقة، وبدأت تدعمه وتدعم جهوده لاستكمال خريطة المستقبل.

السيسي خلال هذه الفترة التي لم تتجاوز الستة أشهر تعاقبت التأكيدات على أهمية دوره وحضوره في محيطه الاقليمي والعربي، خاصة فيما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب التي تعمل مصر جاهده عليه، خاصة في سيناء، إلا أن الدول العربية كانت ولا تزال تأمل منه بأن يوسع تحركاته، وأن يكون له دور أكبر في محاربة الإرهاب، خاصة في ظل تهديد داعش، ذلك التنظيم الأخطبوطي الذي أعلن دولة خلافة بلا حيّز جغرافي واضح الأمر الذي يهدد كل الدول.

وفي جولاته وتحركاته الخارجية والداخلية أكد السيسي باستمرار على دور مصر، وعلى أهمية أمن الدول العربية واستقرارها بالنسبة لمصر خاصة فيما يتعلق بدول الخليج.


الملك عبدالله وجهود رأب الصدع العربي

استطاع خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن يخطف الضوء خلال فترة وجيزة وذلك عبر جهوده لرأب الصدع العربي، خاصة فيما يتعلق بدولة قطر، وشذوذها عن البيت العربي والخليجي خلال الفترة الماضية، ودعمها للإخوان على حساب علاقاتها بالدول العربية عامة ودول الجوار الخليجي خاصة.

وفيما كانت حادثة سحب السفراء للدول الثلاث "السعودية، الإمارات، البحرين" رسالة قوية لقطر، وإعلان رفض لمواقفها إلا أن شيئا لم يتغير على الساحة السياسية الخليجية، إلا في أعقاب تحركات الملك عبدالله، ودعوته لعقد قمة خليجية طارئة، وذلك قبيل قمة الدوحة التي كانت تشير كل المؤشرات إلى فشلها وعدم إمكانية عقدها بالمحددات الموجودة على الأرض.

قمة الرياض الطارئة سبقتها جهود سعودية كبيرة لإثناء الدوحة عن مواقفها المارقة، إلا أن قطر كانت عادة ما تضرب الاتفاقات عرض الحائط إلى أن وُضعت أمام الأمر الواقع، وكان لزاما على أمير قطر "تميم بن حمد" تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في الرياض، ومن هنا عادت العلاقات وأعلن عودة سفراء الدول الثلاث، وانعقدت قمة الدوحة، والتي بالرغم من عدم مشاركة الملك عبدالله فيها إلا إن رؤاه كانت حاضرة، واجتمع قادة مجلس التعاون الخليجي على تأييد مصر والرئيس عبدالفتاح السيسي لتكون مقدمة لمصالحة مصرية قطرية برعاية سعودية مباشرة.

وأعلن الملك عبدالله مبادرته للمصالحة بين مصر وقطر، والتي لاقت قبولا وترحيبا كبيرا من جانب البلدين، لتبدأ تحركات رسمية، وسط حديث عن خطوات جديدة ستجري قريبا تهدف لإعادة العلاقات بصورة مباشرة.


"الصباح قائد الإنسانية"

وجاء إعلان الأمم المتحدة تكريمه، ومنحه لقب "قائد العمل الإنساني"، ليكون علامة مهمة أهلت أمير الكويت الشيخ "صباح الأحمد الجابر الصباح"، ليكون أحد الأعلام والأسماء البارزة ذات التأثير الأكبر في العام ٢٠١٤.

وفيما تقوم الكويت بدور كبير في مجال رعاية وخدمة العمل الإنساني، والتي كان آخرها استضافة مؤتمر المانحين لسوري عامين متتاليين، والتعهد بتقديم الالتزامات المالية الأكبر كمساعدات للاجئين السوريين، جاء تكريم الامم المتحدة لأمير الكويت، مؤكدًا على أن بلاده لم تتأخر يومًا عن مساعدة أي دولة منكوبة ولا شعبٍ تعرّض لأزمة ولا مؤسسة إنسانية دولية، وتبذل جهدًا محترمًا ومنظمًا لخدمة الإنسان في أي مكان.

وكان وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب الكويتي الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح، قد أكد أن تكريم الأمم المتحدة لأمير الكويت باعتباره قائدا إنسانيًا، يعتبر محطة تاريخية بالنسبة للكويت وتثمينا عاليا لأياديه البيضاء، وقال: "إن تسمية أمير الكويت "قائدًا إنسانيًا" أمر مستحق باقتدار وبمنزلة الاعتراف الدولي بدور الكويت أميرًا وحكومة وشعبًا ودعمها اللامحدود للعمل الإنساني حول العالم".

وأضاف "الحمود" أن أبلغ ترجمة لذلك التقدير إنما يتمثل بإعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دولة الكويت مركزا انسانيا عالميا في موازاة الإعلان عن تسمية أمير البلاد "قائدًا إنسانيًا" ما يجسد بحق المثل العليا والسامية التي تؤمن بها الكويت عبر مسيرتها الخيرة في العطاء وإغاثة المحتاج أينما كان، وأشار إلى آخر محطة مضيئة سجلتها دولة الكويت في مجال العمل الإنساني متمثلة بتبرعها أخيرًا بخمسة ملايين دولار إلى المنظمات الدولية لمواجهة انتشار فيروس "إيبولا" في بعض مناطق أفريقيا.


"السبسي على خطى السيسي"

اعتبره التونسيون أيضًا المنقذ لتونس، من الوقوع في براثن الإخوان، أو بالأحرى الاستمرار في ذلك،  وكحال دول الربيع العربي، وقعت تونس لمة سائغة في يد الإخوان، "النهضة" ليكونوا الصوت البارز والأكثر تأثيرًا في الترويكا الحاكمة، إلى أن حدث التغيير، وجاء نداء تونس والذي يتزعمه الباجي قائد السبسي ليحدث تغييرا كاملا، عبر الصناديق، ليفوز السبسي وحزبه في البداية بالانتخابات البرلمانية كأغلبية، ثم يتبعه فوزه في الانتخابات الرئاسية والتي جرت الأحد، في جولة الإعادة بين السبسي ومنافسه المدعوم من الإخوان "المنصف المرزوقي".

السبسي يسير على خطى السيسي.. هي الكلمة التي أطلقها التونسيون والمصريون على السواء بسبب التقاطعات الكبيرة بين سيسي مصر وسبسي تونس، واللذان يتناصان حتى في الاسم الذي يفرق بين أحدهما الآخر نقطة أسفل حرف.

السبسي يستحق أن يكون في قائمة أبرز الشخصيات المؤثرة على الساحة العربية لما ينتظر أن تحدثه الحالة التونسية من تأثير وتغيير على صعيد الدول العربية بشكل عام، ولتكون المحطة الأخيرة في الربيع العربي التي تعلن رفضها للإخوان بصورة كلية، ولما قدموا به من ملفات ومحاولات مغرضة تهدف في المقام الأول إلى تقسيم المنطقة العربية، وإحداث أزمات داخلية مستمرة بين الشعوب.


الحوثي زعيم شيعي جديد يهدد أمن المنطقة

واستطاع الزعيم اليمني عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، زعيم حركة "أنصار الله" المعروفة، باسم جماعة الحوثيين، بأن يكون أصغر زعيم استطاع أن يقدم تأثيرًا، ويغير الكثير من المعادلات في اليمن، وذلك بتحقيق مطالب حركته، والسعي لإرضاء الحركة التي أضحت الصوت العالي في اليمن، بعد أن كسرت شوكة الإخوان "الإصلاح"، ثم بدأت سيطرتها وإحكامها الكامل على السمن بالشكل الذي ينذر بالكثير من الكوارث والأزمات في اليمن.

ويمكن القول بأن عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين، "٣٢ سنة"، والذي تولى الحركة بعد وفاة شقيقة الأكبر حسين بدر الدين الحوثي، أصبح أحد أزرع إيران الجديدة في الشرق الأوسط والوطن العربي خاصة، بل وصورة جديدة للقيادي الشيعي اللبناني "حسن نصر الله"، ليكون لإيران بذلك شوكتان عظيمتان في المنطقة، تستطيع عبورهم التأثير في المحيط العربي وقلب العملية وفقا لرؤيتها، ومصلحتها الخاصة.

وفي أعقاب ٢١ سبتمبر، أصبحت اليمن أسيرة لرؤية والهيمنة الحوثيين وزعيمهم الشاب الذي أعلن بقوة عن حضور جماعته بعد سنوات من التقييد، معلنا عن حسن نصر الله جديد في المنطقة، وحزب الله بنكهة يمنية، وهو الأمر الذي يدق ناقوس خطر تخوفا مما قد تعيشه المنطقة، في ظل التلاطم الطائفي بين سنة وشيعة.


البغدادي وأوهام الخلافة

وفي عام ٢٠١٤ برز نجم زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، والذي بدأ في استخدام رؤية جديدة مختلفة عن تحركات التنظيمات الإرهابية، إذ بدأت في مرحلة احتلال الأرض، ووصل الأمر إلى إعلان دولة الخلافة بعد أن سيطر على أجزاء في سوريا والعراق، فيما بدأ تنظيمه في التضخم حتى أعلن بأن هناك مقاتلين من ٨٠ جنسية يقاتلون في صفوف التنظيم.

هذه التهديدات الكبرى التي بدأ التنظيم يشكلها على المنطقة ودول العالم أدى بدول حلف الناتو إلى الإعلان عن تشكيل تحالف دولي للحرب على التنظيم، تتزعمه الولايات المتحدة، التي أعلنت ذلك عبر تصريحات للرئيس باراك أوباما.

وفيما تداولت العديد من الأخبار الكاذبة، والشائعات خبر وفاة قائد التنظيم، يظل مصير أبو بكر البغدادي، زعيم أكثر التنظيمات الإرهابية دموية وعنف غير معروف، فهل مات في إحدى غارات قوات التحالف، أو أنه موجود في الموصل، والتي رافقت بروزه الأوحد، على أحد منابرها في خطبة الجمعة، أو أنه يتنقل كحال تنظيمه بين المدن والقرى العراقية والسورية متخفيًا خوفًا من استهدافه.