الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الرئيس الذي أبهر المراقبين في لقائه بالمثقفين! (1–4)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في لقائه مع المثقفين أراد الرئيس السيسي أن يرتقي بهم لمستوى هموم الوطن فهم من يحملون الضمير الجمعي للهم الوطني الكبير.. كان الرئيس مهمومًا حد الألم.. متفائلًا حد الثقة بالمستقبل.. دقيقًا كجراح يعرف علّة المريض وقد رسم لحدودها خرائطه في وعيه الثاقب.. عميقًا في تشخيص الظواهر كالفيلسوف الذي يرتب على المقدمات النتائج.. لم يغفل عن أسباب العلل المتوارثة.. ولا مظاهر المرض الذي ربما يداهم غد الوطن عبر عبوات الجراثيم التي يرسلها من يصنعون بشوارعنا ما تهواه نفوسهم من كارثة.. وما يبعث على الطمأنينة أن الرئيس مدرك لكمّ المخاطر التي تحيط بالدولة المصرية.. بنفس الطريقة التي يدرك بها أبعاد المربع المسموح له بالحركة فيه.. يعلم أنه ورث دولة منهارة أخلاقيًّا بعدما تُركت نهبًا لثقوب ثقافية سوداء وفضائيات وسينما وإعلام الشباك.. الذي يعمل على تفتيت المشاعر واستعمار الجسد بالشهوات على حساب نشر القيم.. فوقع ذلك عبر مجموعة من "الأرزقيّة" الذين همهم ـ تحت شعارات كذوبة ـ دحر الأصالة المصرية وتشويش هويتها لصالح فيلا هنا ورصيد مُتخم بالحرام هناك بعدما غابت دولة مبارك تمامًا وشبكتها الرقابية تحت مطارق الرشاوى والمحسوبية.. لم ير الرئيس أن الخطورة الكاملة تعيش خلف الدعارة الطائرة.. ولا يجب أن يبدأ بها بعدما تغلغلت في شرايين مراكز القوى.. وليكن طريقه معها كطريق القرآن مع تحريم الخمر والميسر.. وقد بدأ..! غير أنه تطرق بحسم إلى قنوات الإفك الديني التي لم يكن له على حد تعبيره أن يسمح بكم الإساءة التي تقدمها هذه القنوات لله عز وجل والإسلام وقد ثبت يقينًا عند التجربة أن قولبة الإسلام لمدة ألف عام قد أدت إلى تحميل الإسلام ما يمكن أن يقضي عليه.. وقد صدق.. فبدأ بالخطر الذي يشترك العدوان فيه على دين الله وضمائر المسلمين بعدما حولوا الدين إلى لثام وبارودة تنشر الرعب وتخطف الأمان وتشوّه الحق.. الدين الذي يريد أن يُحيي الحويني باسمه تجارة الجواري والغلمان الدين الذي تريد السلفية باسمه تقطيع أواصر المجتمع وفك تلاحمه من خلال نشر مجموعة من المحرمات المغلوطة التي تنوي ضرب الوحدة الوطنية بترويج شروح ومقاطع ومفاهيم جاهلية ليس لله معها وشيجة ولا لرسوله سبيل عندما تشيع باسم ابن القيم لا محمد بن عبدالله أن تهنئة النصارى بأعيادهم تتفوق على ارتكاب كل المعاصي.. ولا نعرف قولا كهذا في دين الله الذي كان يعطي المخالفين للدين من أهل الكتاب والمشركين من الصدقات ولم يحرمهم من الوصية بعد الممات.. لقد ركز الرئيس الرؤية على المخاطر التي يجلبها نهج هذه القنوات المدعومة من جيوب الفتنه الساعية باسم الإسلام للاستيلاء على عقول البسطاء وحشوها بأقوال رجالها كذبًا وتدليسًا على دين الله الرحمن الرحيم فهل بعد هذا تزوير يستطيع أن يتحمله أي وطن وأي دين؟ فكان على الرئيس أن يبدأ بها.. بالأدوات التي تحرض على ارتكاب العنف عبر بث الشائعات وامتهان فن القص واللزق وتزييف المشاهد والصور من خلال تقنيات تستطيع السيطرة على عقول المشاهد..! وكأني بالرئيس وقد أراد أن يقدم للشعب ضمانات كافية للاطمئنان على مستقبل البلاد عندما يدرك هذا الشعب أن التشخيص الذي يطرحه الرئيس صحيح بالقدر الكافي وأن الطريق الذي يُرسم للإمساك بالجناة والفاسدين قد بدأ رصفه ورسمه وأنه لا عودة لدولة بادت ولا لسياسات ذابت في مراجل العفن.. إنه بحق يصر على أن يكون مبهرًا للوعي المصري الذي عانى كثيرًا من الحصار عبر إلقائه في تِيْه الفتاوى والخلاف الذي أنتج في النهاية شعبًا متدينًا بطبعه ولكنه يرتكب الكثير من الموبقات نتيجة للقشور التي دغدغت بها السلفية تدينه وسطحت رؤيته وقدمت له تدينًا يحسبونه بالمعادلات الرياضية لا اليقينيات القلبية.