الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

وداعا 2014.. لا أذكر منك شيئًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أسبوع وينتهي هذا العام، في نهاية كل عام يكون السؤال عن أفضل كتاب أو أفضل الكتب، وعن شخصية العام أو شخصيات العام، وعن أهم الأحداث وهكذا لأعوام كثيرة سابقة كنت أساهم بالكتابة في ذلك بمقال أو بالرأي، هذا العام لم أساهم في أي حديث واعتذرت عن كل حديث، والسبب أنني لم أعد أذكر من هذا العام شيئا.
 مؤكد أن انشغالي في كتابة روايتي الأخيرة "أداجيو" كان أحد الأسباب، لقد أخذتني مثل كل رواية إلى عالمها الافتراضي الذي صار حقيقة يمشي معي، لكن مؤكد كان لديّ وقت أفردته لمقالاتي هنا وفي أماكن أخري، كتبت عن أحداث ومواقف كثيرة، لكن أيضا لم أعد أذكر منها شيئا، أعرف السبب أن كثيرا مما رأيته أو كتبت عنه مفارق لكل واقع ولكل توقع وأقرب إلى الخيال، تماما مثل الخبر الذي انتشر على مواقع الفضاء الافتراضي أن وزير التعليم يجعل المدرسين يقومون بنوبات حراسة للمدارس تدريبا على العمل الوطني! لقد ذكرني بأيام بعد هزيمة 1967، ونحن شباب صغار حين كان الشعب يحرس منشآته في فصائل للدفاع المدني، ذكرني بالحزن الكبير الذي عشناه، والذي لم يخرجنا منه إلا وجود الأستاذ الناقد السينمائي الكبير مصطفي درويش على رأس جهاز الرقابة السينمائية ذلك الوقت فسمح بعرض كثير من الأفلام الأجنبية كاملة فرحنا نحن الشباب الصغار ذلك الوقت نجري وراءها، لا أنسى منها فيلم انفجار blueup لفانيسيا ريدجريف الذي ظهر في العالم عام 1966 ووصلنا عام 1967 والذي رأينا فيه لأول صدر فانيسيا عاريا كاملا، لكن الحزن لم يفارقنا لوقت طويل حتى بدأت تأتي أخبار حرب الاستنزاف تشد من أزرنا، مثل خبر وزير التعليم أخبار أخرى كثيرة تفوق الخيال، لا أريد أن أتذكرها لأني أحب النسيان، وأحب أكثر نسيان هذا العام الذي فقدنا فيه أدباء عظام وكتاب عظام ومفكرين، كانوا كثيرين علي عام واحد لكن ليسوا كثيرين على الله سبحانه وتعالى الذي نرضى مهما أصابنا الحزن بإرادته واختياره، بعيدا عن الألم شهد هذا العام روايات كثيرة ودواوين شعر كثيرة ولم يشهد مثلا قضية أدبية واحدة، قضية فكرية واحدة. الطبيعي أن يكون هناك إبداع ويكون هناك نقد للإبداع مهما قلّ فهو موجود، لكنك تقرأ الإبداع في صمت وتتبتل معه إذا أخذ بروحك إلي برزح الجمال، وتقرأ النقد وتنبسط أن هناك اهتمام، لكن القضية الفكرية هى التي تحرك الحياة الراكدة أسرع، على أن هذا ليس جديدا، لم تشهد مصر معركة فكرية واحدة منذ سنوات طويلة لكنها شهدت دائما معارك شخصية بها شتائم شخصية واتهامات شخصية، في السينما لم تكن لدينا أي دراسة عن جماليات جديدة لأنه لم يعد لدينا سينما، حتى فيلم جميل مثل "فتاة المصنع" مر ببعض المقالات التي تثني عليه دون الحديث الوافي عن جمالياته، كانت قضايانا إزاء الفن تافهة مثل كيف يتأثر الناس بالدراما ويفسدون في حياتهم بسبب الأفلام، أشعل المسألة رئيس الوزراء حين منع عرض فيلم "حلاوة روح" ولم يفكر مثلا أن ارتفاع الأسعار يدفع إلى الجريمة بمقدار ما تدفع الأفلام اللي خلقها ربنا كلها، إذن نحن في عالم من الأساطير الرديئة لا أحب أن أعيدها لكن لا أكذب عليكم كنت حزينا جدا في هذا العام بلا سبب شخصي والحمد لله، وفكرت كثيرا في الخروج من البلاد، لازمني الحزن لوقت طويل وأخذت كثيرا من الحبوب المهدئة، لقد كانت المقالات هى السبب لأني فيها أتابع مايحدث حولي، لعلي أجد شيئا جميلا في العام القادم كما أهنئكم جميعا بالعام القادم ولايكبر موضوع وزير التعليم ويتم تدريب الشعب كله على حراسة المنشآت !!!