الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

السفير المصري بأديس أبابا: انفراجة قريبة في علاقاتنا مع إثيوبيا

السفير محمد إدريس
السفير محمد إدريس سفير مصر لدى إثيوبيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لقاء السيسي برئيس الوزراء الإثيوبي كان له تأثير إيجابي وفتح آفاقا جديدة في العلاقات
علاقاتنا مع إثيوبيا تعقدت وتحتاج وقتًا طويلًا لحلحلتها
عامل الوقت مصدر قلق لنا فيما يتعلق "بسد النهضة"
توقع السفير محمد إدريس سفير مصر لدى إثيوبيا انفراجة قريبة في العلاقات المصرية – الإثيوبية على خلفية التقارب الأخير مع إثيوبيا على مستوي القيادات الرسمية وعلي المستوي الشعبي كذلك بعد زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي إلى مصر وما خلفه من نتائج طيبة على صعيد التواصل بين الشعبين.
وأكد أدريس – في حواره "لـ"البوابة نيوز"، – أن هناك ترحيبًا بعودة الدور المصري إلى القارة الأفريقية وتقدير للتوجه المصري نحو إثيوبيا، وأن مصر ستولي مزيدًا من الاهتمام للقارة السمراء في الفترة المقبلة وأن مستوى مشاركة مصر في المحافل الأفريقية سيكون على المستوي الملائم وليس كما كان يحدث من قبل، فإلي نص الحوار:
كيف تقيم زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي إلى مصر؟
- زيارة الوفد الإثيوبي جاءت وسط أجواء سياسية إيجابية بين البلديين، في أعقاب اللقاءات رفيعة المستوى التي جرت خلال الفترة الماضية بين قيادات البلديين وبين وزيري الخارجية وانعقاد اللجنة الإثيوبية – المصرية المشتركة في أديس أبابا، أوائل شهر نوفمبر الماضي.. وهذا الوفد ضم نخبة من الشخصيات الإثيوبية المهمة تجاوزت الـ60 شخصية، على رأسهم رئيس البرلمان الإثيوبي وضمت برلمانيين وحزبيين وأكاديميين ورياضيين ودبلوماسيين وفانيين أي أنها ضمت نخبة من قطاع عريض من المجتمع الإثيوبي قام بإجراء لقاءات رسمية ولقاءات غير رسمية في مصر، وتمثلت أهمية ذلك في أنها جعلت الحوار مباشر وصريح بين الطرفين، بحيث كان بمقدور كل طرف طرح شواغله ومشاكله وآرائه وكان هناك حوار مباشر وصريح بين القطاعات المختلفة في المجتمعين.
- وهذا أمر مهم لأننا في عصر تستمع فيه الحكومات لصوت الشعوب وبالتالي فمن المهم أن يكون هناك تواصل ليس فقط بين الحكومات على المستوى الرسمي ولكن كذلك بين الشعوب لأن الحكومات في هذا العصر لا يمكن أن تغفل صوت الشعوب.
- وفي الوقت نفسه، فإن هذه القطاعات في المجتمع هي التي تشكل الرأي العام في بلد ما، وبالتالي فإنه من المهم أن يتفهم الرأي العام الإثيوبي مباشرة ومن مصادر مباشرة المخاوف المصرية وأن يدرك ما هي شواغلنا وهواجسنا وأن يدرك ما هي مصادر قلقنا عندما يتعلق الأمر بملف مياه النيل حتى يستطيع أن ينقل هذه الرؤية بوضوح أيضًا للجهات الرسمية.
- وقابل الوفد عددا كبيرا من المسئولين المصريين وفي مقدمتهم الرئيس السيسي ووزير الخارجية والأمام الأكبر شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والمفكريين المصريين وأيضًا رموز وفد الدبلوماسية الشعبية المصري الذي زار أفريقيا عام 2011.
ما الموقف المصري من قضية "سد النهضة" بعد انتشار أخبار عن الانتهاء من 45% من بنائه وأنه سيتم الانتهاء منه بحلول العام المقبل؟
- هناك تحرك قوي ونشيط جار على مساريين، مسار سياسي يتمثل في اللقاءات رفيعة المستوي التي تمت بين قيادتي البلديين خلال الفترة الماضية، ومسار فني يهدف إلى الخروج بتقييم دقيق لانعكاسات بناء السد على مصر، وهذان المساران يتحركان بشكل فعال حتى الآن، وبالطبع فإن عامل الوقت بالنسبة للجانب المصري هو عامل مهم ومصدر قلق، وبالتالي يحرص الجانب المصري على الإسراع من الانتهاء من الدراسات الفنية لأنها هي التي يمكن تأسيس موقف موضوعي بناء عليها.
- فالموقف السياسي بدون أساس فني هو موقف من فراغ والوضع الفني بدون موقف سياسي لا يصل إلى شيء، وبالتالي نحتاج إلى التكامل بين الموقفين السياسي والفني.
ما مدي التزام الجانب الإثيوبي بنتائج الدراسات الفنية؟
- الأطراف الثلاثة أعلنت التزامها بنتائج الدراسات.
ما تأثير مقابلة الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الإثيوبي في قمة مالابو؟
- كان تأثير إيجابي للغاية وفتح آفاقا جديدة في العلاقات تقوم على الثقة وتأكيد الرغبة في العلاقات المشتركة، وهنا يجب أن أشير أيضًا إلى أن الوضع الداخلي لا ينفصل على الوضع الخارجي ومن المهم أن نعمل على استقرار وثبات الوضع الداخلي لأن استقرار الوضع الداخلي سينعكس إيجابًا على كل القضايا الخارجية سواء قضية المياه أو غيرها من القضايا الحساسة للأمن القومي المصري، وأيضًا عندما يتأثر أو يهتز الوضع الداخلي يؤثر بالسلب على قضايانا الخارجية.
ولكن إعلان مالابو لم يتطرق إلى الحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل؟
- مالابو لم يكن اتفاقًا ولكن كان إعلانًا صادرًا عن لقاء الجانبين وتطرق إلى جوانب مهمة في القضايا الثنائية وأيضًا إلى ملف المياه في إطار الدرسات والالتزام بها وأن بناء أي مشروعات يجب أن يتم وفق دراسات تمهيدية متكاملة ذات مصداقية عالية ويجب على الجانب الإثيوبي إدراك حساسية ملف مياه النيل بالنسبة للجانب المصري وتأكيده أنه لن يضر بالأمن المائي المصري، وهذا في إطار أنه كان بيانصا صادرًا عن القمة وليس اتفاقية متكاملة ولكنه أكد على نقاط ذات أهمية بالغة.
ما أهمية الدراسات الفنية في ظل استمرار بناء السد وتجاهل نتائجها؟
- هذه التقديرات غير دقيقة لأن الجانب الإثيوبي أعلن التزامه بنتائج الدراسات الفنية، وأن البناء يتم وفق منهجية تسمح بذلك وأنه إذا أثبتت الدراسات أن هناك حاجة لتدارك بعض الأمور الفنية سيتم أخذها في الاعتبار وسيتم تداركها في عملية البناء والإنشاء.
ما أهم الزيارات المتوقعة للمسئولين على الجانبين إلى مصر وإثيوبيا؟
- هناك زيارات كثيرة مرتقبة على الجانبين وهناك زيارات كثيرة تمت خلال الفترة الماضية وانعقاد اللجنة المصرية – الإثيوبية المشتركة بمشاركة أربعة وزراء مصريين وممثلي عدد كبير من الهيئات والمؤسسات المصرية ونظرائهم من الجانب الإثيوبي وهناك مؤشر مهم إذا ما أخذنا في الاعتبار أن اللجنة المشتركة قد تم أنشاؤها عام 1987، وعلي مدي أربعة وعشرين عامًا، ومنذ عام 1987 وحتى 2011 لم تنعقد سوي ثلاثة مرات في أربعة وعشرين عاما وفي الثلاث سنوات الأخيرة انعقدت مرتين في عام 2011 و2014 وهذا معناه أن هناك مؤشرًا إيجابيًا في العلاقات، وفي نفس الوقت يجب أن ندرك أن هذه المهمة لا يزال أمامها شوط كبير، فنحن لم نصل بعد إلى نهاية المطاف ولم نصل بعد إلى اتفاق ولكن هذه المهمة أمامها شوط كبير لأنها تعقدت على مدى فترة طويلة من الزمن وما تم تعقيده على مدي سنوات طويلة بالتأكيد سيحتاج وقتًا لحلحلته.
- وما نعمل عليه الآن هو أن نفكك هذه التعقيدات وأن نتعامل معها بطريقة تضع هذه العلاقات على مسار يحقق مصالح الطرفين فهناك مصالح مصرية لا يمكن التفريط فيها ولن يتم التفريط فيها ولكن ما نعمل عليه هو تفكيك هذه الصيغة لتحقيق المكسب المشترك وأن نجعل كل طرف يدرك أن مصالحه ترتبط بتحقيق مصالح الطرف الآخر وعدم الإضرار بمصالح أي طرف فهذا هو الطريق للتحرك المشترك للأمام.
متي وأين ستكون القمة التالية بين الجانبين المصري والإثيوبي؟
- ستكون في أديس أبابا يوم 21 يناير وستكون على مستوى كبار المسئولين ثم تتوالي على مستوي الوزراء وصولًا إلى مستوي القمة في 30 و31 يناير عام 2015.
هل هناك مؤشرات لحل الأزمة؟
- هذا ما نتطلع إليه ونعمل من أجله في ضوء العودة المصرية القوية إلى قارتها الأفريقية وهناك حرص مصري على أن يكون مستوي المشاركة المصري في المحافل الأفريقية على المستوي الملائم وليس كما كان يحدث من قبل.

- والزيارة الرسمية المقبلة ستكون على الجانب المصري لأن الزيارة السابقة كانت لرئيس وزراء إثيوبيا إلى مصر عام 2011 وبالتالي فالزيارة الرسمية المقبلة ستكون على الجانب المصري أن زيارة الرئيس للاتحاد الأفريقي لا تعتبر زيارة رسمية ثنائية إلى إثيوبيا، وهناك زيارات مرتقبة لم يتم تحديد موعدها بعد.
كيف تري ردود الأفعال الإثيوبية على التصريحات الإيجابية للرئيس السيسي نحو إثيوبيا؟
- هناك ترحيب بعودة الدور المصري إلى القارة الأفريقية وهناك تقدير للتوجه المصري نحو إثيوبيا ونحو أفريقيا بصفة عامة وهناك تطلع أن تقوم مصر بمسئوليتها وبدورها في قاراتها الأفريقية، لأنه هناك إدراك أن هذه القارة تواجه تحديات جسيمة على أصعدة السلم والأمن والصعيد الاقتصادي وعلي الصعيد التنموي وأن مصر بما يتوافر لها من قدرات وخبرات وطاقات تستطيع أن تقوم بدور فعال في هذا المضمار.
هل هناك دور للكنيستين المصرية والإثيوبية في حلحلة الأزمة بين الجانبين؟
- نعم هناك زيارات متصلة وستشهد الفترة المقبلة المزيد من الزيارات والوفد الشعبي الإثيوبي قد ضم مسئولين كبار في الكنيسة الإثيوبية ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى في إثيوبيا.