الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

جعجع: خاطفو العسكريين اللبنانيين أبعد ما يكونون عن الثورة السورية

 رئيس حزب القوات
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع،
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، "إن احتجاز وخطف العسكريين اللبنانيين أضرّ كثيرا بالثورة السورية، مشددا على أن من يحتجزون الجنود الرهائن هم أبعد ما يكون عن الثورة السورية.
وقال "جعجع" -في حديث صحفي وزعه مكتبه الإعلامي-: "نحن مع الثورة السورية ولكن أن تصل الأمور إلى حد الاعتداء على جيشنا أو حدودنا فهذا أمر مرفوض من قبلنا".
ورفض فكرة طرح تجنيس المسيحيين الهاربين من سوريا كلبنانيين، لأن هذا ليس بالأمر السهل، فإذا طرحنا تجنيس المسيحيين الهاربين من دول الجوار يمكن أن يطرح الآخرون تجنيس العلويين أو السنّة، وبالتالي سنفتح أبوابا كثيرة لا أعرف إن كان من مصلحة لبنان أن تُفتح في الوقت الحاضر".
ورأى أن "نظام الرئيس السوري بشار الأسد انتهى عمليا ولكن الإيرانيين والروس يبقون هذا النظام على التنفس الاصطناعي إلى حين إيجاد من يؤمن لهم نفوذا ومكاسب توازي تلك التي كانت لهم إبان وجود الأسد، فحين يعطيهم أحد نفس النفوذ الذي كان يؤمنه لهم الأسد يتخلون عنه في لحظة".
واعتبر أن "بشار الأسد باقٍ حتى الآن لأن الأمريكيين يرفضون حتى اللحظة دفع الثمن للروس، والأسد مائت سياسيا ويوجد أكثر من بديل مكانه".
وقال إنه في الوقت الحاضر من يُعطّل انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان هو فريق مسيحي (في إشارة إلى العماد ميشال عون) بالإضافة إلى "حزب الله".
ودعا جعجع مسيحيي سوريا إلى أن "يتبنوا سياسة واضحة ولا يجب أن يستمروا وكأن لا علاقة لكم بما يجري في سوريا باعتبار أن النظام السابق عوّدهم على هذا الأمر، وقال -مخاطبا مسيحيي سوريا-: يجب أن تعتبروا أنفسكم سوريين مسئولين مثلكم مثل السنّة والعلويين وباقي الطوائف، وانتظموا في أحزاب على هذا الأساس، كما يجب أن تتشبثوا بأرضكم على الرغم من صعوبة الوضع كما فعلنا نحن في لبنان من جهة، وأن تتمسكوا بحريتكم وكرامتكم من جهة ثانية لمصلحتكم ولمصلحة سوريا حرة، مستقلة وتعددية للمستقبل".
ورأى أن مسيحيي سوريا ليسوا في وضع يُمكّنهم من التعبير عن آرائهم بحرية، فالمسيحيون الموجودون في مناطق النظام مضطرون أن يكونوا مع هذا النظام، والمسيحيون الموجودون في مناطق المعارضة هم مع المعارضة، وبالتالي لا أعتقد أن قسما كبيرا منهم يُخالفونني الرأي بما يتعلق بالثورة السورية.
وقال: أما المسيحيون في لبنان فهناك قسم كبير منهم مع الثورة السورية باستثناء قسم منهم ملتزم أيديولوجيا، وبعض المسيحيين يخافون من الظواهر المتطرفة كداعش، فدعاية بشار الأسد وحلفائه في لبنان قويد جدا ومؤثرة، ولكن المسيحيين في لبنان هم دائما مع أي توجّه نحو الحرية والديمقراطية وقيام دولة تعطي كل مواطن حقه"، مضيفا "أننا نحن كقوات قاتلنا في سبيل الحرية وقيام دولة في لبنان، لذا موقعنا الطبيعي هو إلى جانب الثورة، لان أكثر نظام تسبب بأذى للمسيحيين هو نظام الأسد".
ولفت إلى "أن الثورة السورية بطروحاتها المبدئية ولا سيما طروحات الائتلاف الوطني السوري تشبه ما يؤمن به المسيحيون، ولكن الواقع على الأرض حاليا لا علاقة له بمنطلقات الثورة السورية ومبادئها، فما نراه على الأرض اليوم هو مجموعات سورية تتقاتل"، مؤكدا أن "أكثر من نصف المسيحيين في لبنان هم من داعمي الثورة السورية منذ بدايتها وضد نظام الأسد".
وشدد على "أنه ضد قتال "حزب الله" في سوريا وهذا أمر لا يجوز، ولكن هذا لا يُبرر أن يقوم قسم من اللاجئين في عرسال بالهجوم على الجيش اللبناني، وهذا لا يُبرر بأي شكل من الاشكال أخذ نحو 30 جنديا كرهائن، ثم يضعون شروطا لإطلاق إسلاميين من السجون اللبنانية، فهذا أمر غير مقبول"، مشيرا الى أنه "كان من الضروري جدا ألا يتدخل أي فصيل من فصائل الثورة السورية مهما كان انتماؤه العقائدي في الشئون اللبنانية وألا يهاجم الجيش اللبناني".
وعن موقع المسيحيين في الحرب السنية الشيعية المستعرة في المنطقة، أعرب جعجع عن أمله "ألا يكون هناك منتصر وخاسر وأن تُحل الأمور بطريقة سلسة".
وقال إن المسيحي يجب ألا يتدخل في الصراع السني الشيعي إذا كان الأمر يتعلق بخلاف في الدين، ولكن يجب على المسيحي أن يكون له موقف في السياسة إذا كان الأمر متعلقا بأمور سياسية محددة، مثلاً البعض يقولون إن "القوات اللبنانية" في لبنان متحالفة مع السنّة ولكن هذا غير صحيح، نحن لدينا نظرة معينة ومشروع سياسي للبنان صدف أن تيار "المستقبل" الذي يمثل أكثرية سنيّة في لبنان لديه النظرة نفسها، ومن الطبيعي أن نتحالف معه.
وتابع قائلا: لو كان "حزب الله" لديه نفس النظرة للأمور لكنّا تحالفنا معه، وبالتالي على المسيحيين أن يحددوا موقفهم من كل الأمور المطروحة بدءا من القضية الفلسطينية وكيفية حلّها مرورا بالأزمة السورية وكيفية حلّها وصولا إلى الوضع في العراق وكيفية معالجته وسلاح حزب الله في الداخل اللبناني، يجب أن يكون لديهم مواقف سياسية واضحة من هذه الأمور ومن ثم يجرون تحالفات مع من يجارونهم في هذا التفكير".
وعن استبعاد المسيحيين عن الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، اعتبر جعجع أن هذا حوار خاص له علاقة "بتخفيف التشنج الشيعي السني الموجود في لبنان وليس له علاقة لا باعادة هيكلة لبنان ولا بالبحث عن رئيس جمهورية جديد، والمسيحيون موجودون في كل القضايا الوطنية ولا أحد يستطيع تغييبهم أو لديه النية لذلك".
وعمّن يخلف سمير جعجع سياسيا، قال جعجع: "من سيُنتخب من بعدي رئيسا لحزب "القوات اللبنانية"، وقد نشهد من الآن حتى سنة أول عملية انتخاب حزبية، فأنا لا أؤمن بتأسيس أحزاب على أساس عائلي".
وتمنّى "جعجع" حدوث تفاهم بينه وبين العماد ميشال عون حول موقع رئاسة الجمهورية "شرط ألا نُحصر بخيار وحيد دون سواه فهذا أمر غير منطقي، والأمور يجب أن تكون موضع أخذ ورد".